رويترز
في مدرسة إلسوود الثانوية في بلدة كيبتاون، لم تمنع الشبكات المعدنية الملحومة في جدرانها اللصوص من انتزاع الكابلات النحاسية التي كانت تنقل خدمة الإنترنت إلى الطلبة.
غير أن تلاميذ إلسوود أنقذتهم تكنولوجيا بديلة – اتصال لاسلكي مجاني من خلال أجزاء غير مستخدمة من الطيف التلفزيوني تُعرف بالفضاء الأبيض. توفره مجموعة شركات بقيادة غوغل كجزء من تجربة أوسع.
وإفريقيا هي آخر سوق غير مستغلة في العالم فيما يتعلق بوصول خدمة الإنترنت. إن 16 بالمائة فقط من سكانها الذين يتجاوز عددهم على مليار نسمة يستخدمون الإنترنت – نصف معدل التغلغل في آسيا ، طبقاً للاتحاد الدولي للاتصالات.
ومعظم الأفارقة الذين يستطيعون الحصول على الإنترنت يفعلون ذلك عن طريق الهواتف النقالة. ودفع هذا زيادة استخدام خدمة النطاق العريض إلى 11 بالمائة عام 2013 بعد أن كان مجرد 2 بالمائة عام 2010. ولكن شركات الهاتف النقال تتردد في بناء الهوائيات والشبكات المكلفة في المناطق الريفية النائية- مما يعني أن مئات الملايين من الأفارقة ليس أمامهم فرصة تُذكر للحصول على الإنترنت.
وتترك شبكات التلفزيون فجوات خاملة بين القنوات لحماية بثها من تداخل شبكات أخرى. وتستخدم التكنولوجيا هذه “الفجوات البيضاء” لإرسال واستقبال إشارات بيانات لاسلكية.
تستطيع الموجات التلفزيونية اللاسلكية المكيفة قطع مسافة تصل إلى نصف قطر طوله 10 كيلومترات، مما يجعلها مثالية لربط القرى الموجودة خارج الشبكة. فهي تخترق الجدران أفضل من إشارات الهواتف النقالة، وتوفيرها رخيص الثمن. إذ يتكلف بناء هوائية الفجوات البيضاء عُشر المبلغ اللازم لمحطة قاعدة اتصالات عادية.
وقلة عدد موجات الأثير في إفريقيا تجعلها مثالية لهذه التكنولوجيا بسبب الوفرة في الطيف المتاح. وتنفذ شركة ميكروسوفت مشاريع تجريبية في كينيا، وتنزانيا وجنوب إفريقيا بهدف إطلاق مشاريع تجارية فيما بعد. وتقوم شركة غوغل بتمويل تجارب في المدارس، ومن بينها مدرسة إلسوود، عبر جنوب إفريقيا.