استعان عالم فائز بجوائز في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية، بعائدات جوائزه في تعزيز أبحاث فيزياء الجسيمات في إفريقيا.
كان البروفسور تيجندر فيردى، الذي وُلد وشب في كينيا، جزءاً من فريق لعب دوراً رئيسياً في اكتشاف هيغز بوزون، وهو عنصر دقيق يلقب بـ”جسيم الرب”. استخدم فيردى، الذي فاز بجائزة الفيزياء الأساسية عام 2013، أموال الجائزة في جلب مدرسي علوم من إفريقيا إلى مختبر المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية في جنيف بسويسرا. قال، “أردت أن أفعل شيئاً لدعم تعليم العلوم في سياق دولي، على نحو يحدث أثراً بالغاً”.
شارك مدرسو العلوم في برنامج تدريس للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية يجري تنفيذه منذ وقت طويل، ومصمم أصلاً لمدرسي الفيزياء من الدول الأعضاء، ويضم في عضويته أكثر من 50 دولة – رغم أنه، بالكاد، لا يوجد بينها أي دولة من إفريقيا حتى الآن.
إن من الصعوبة بمكان وجود صلة بين فيزياء الجسيمات البالغة التعقيد التي يجري تدريسها في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية، وبين الاحتياجات التنموية للدول الفقيرة، غير أن كاليستوس جوما، أستاذ التنمية الدولية في مدرسة كينيدي بجامعة هارفارد، قال إن هناك صلة قوية.
قال، “إن المبادئ الكامنة في الطريقة التي نفهم بها العالم، التي تتعلق في الواقع بما وراء الفيزياء والرياضيات، هي شيء يتعامل معه الناس على أساس يومي. هناك الكثير من الأفكار النظرية التي تؤثر على حياتنا اليومية، والتي ليس لها صلة مادية مباشرة – والدين واحد منها”.
وقال مدرس الفيزياء الأوغندي مباميزو غونزاغا إنه وجد أن هذه التجربة ملهمة.
“كانت الطبيعة الدولية هي أفضل شيء؛ يمكننا تبادل خبرات التدريس في المدارس. لم أتفاعل مع مسؤولين كبار، وإنما مع الناس الذين يتعاملون مع الطفل في الفصل. أتمنى أن أتبادل نفس الخبرة مع زملائي المدرسين في أوغندا وتحسين الكيفية التي ندرّس بها العلوم”.
قال إن الأبحاث العلمية المتطورة في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية أصبحت ذات أهمية متزايدة. قال غونزاغا، “إنها تعطينا بصيرة؛ ويمكننا أيضاً أن نبدأ في مناقشة الأسئلة التي تحاول المنظمة الإجابة عنها- أصل الكون، كمثال. تلك التساؤلات لها أثر على تقدم التكنولوجيا، ووسائل الاتصالات، وقد حان الوقت لتتولى إفريقيا مثل هذه المشاريع”.
قال جورج أوموندي، وهو مدرس فيزياء في كيسومو بكينيا – المدينة التي أكمل فيها فيردى دراسته الثانوية، إنه يعتزم استخدام ما تعلمه في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية في جعل الفيزياء أكثر جاذبية لطلابه. ففي بلادنا، معظم عباقرتنا يذهبون لدراسة الطب، وليس الفيزياء، لأنه مجال غير مثير جداً للاهتمام. لذلك فإن ما نريد أن نفعله – هو أن نجعلها مثيرة للاهتمام”.
التعليقات مغلقة.