فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني بينتو كيتا، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، تناقش المزايا والتحديات التي ينطوي عليها إشراك المزيد من النساء في عمليات حفظ السلام الصور من قبل الأمم المتحدة انضمت بينتو كيتا، التي هي أصلاً من غينيا، إلى الأمم المتحدة في عام 1989 وتشغل الآن منصب مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا. تولت بينتو مناصب مختلفة ، بما في ذلك نائبة الممثل الخاص للعملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور ، ورئيسة الأركان ومديرة العمليات لبعثة الأمم المتحدة للاستجابة في حالات الطوارئ المتعلقة بالايبولا. جرى تعديل هذه المقابلة لتتناسب مع النشر. منتدى الدفاع الأفريقي: هل يمكنك مشاركة القليل عن نفسك مع قرائنا؟ هل كان هناك أي شيء في خلفيتك الشخصية أو المهنية قد ألهمك لقضاء حياتك المهنية في العمل في قضايا السلام والأمن؟ كيتا: كان والدي في الجيش. وفي ذلك الوقت، كانت هناك مشكلات بين غينيا وفرنسا. لذا نشأت وأنا أسمع الكثير من الحكايات عن الكيفية التي يمكن بها لانخراط الجيش في مختلف البلدان أن يكون نعمة، ولكن أيضا، في بعض الأحيان، يكون صعباً. أراد والدي أن انضم إلى الجيش، ولكنني رفضت. قلت له، “أن، أنا لا يمكن أن اسافر إلى كافة أنحاء العالم” لذا، ها أنا ذا بعد ذلك بسنوات، والدي توفي، ولكنني أعمل في عمليات حفظ السلام وأسافر لأماكن عديدة في العالم. منتدى الدفاع الأفريقي: لقد جعلتِ توظيف المزيد من النساء للخدمة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إحدى أولياتك. ومع ذلك، لا تزال النساء يشكلن 5 في المئة فقط من الأفراد النظاميين. لماذا تعتقدين أنه من المهم زيادة هذه الأرقام؟ كيتا تصل إلى مطار كيسمايو أثناء زيارتها إلى ولاية جوبالاند في الصومال. كيتا: لقد رأيت الفرق الذي يحدثه ذلك فيما يتصل بالعملية. أتذكر أنه في إحدى ليالي كانون الثاني/ يناير 2016، عندما كنت في دارفور، استقبل أحد مواقع فريقنا في شمال دارفور، سورتوني، أكثر من 21000 نازح داخلي. ولم يكن لدينا سوى 275 من حفظة السلام من الوحدة الإثيوبية. وفي ذلك الوقت، لم تكن هناك أية امرأة للانخراط مع المشردين داخليا. لذا، كان حفظة السلام الخاصين بنا يبذلون قصارى جهدهم لتقديم المساعدة. وهناك عدد من النساء اللائي وضعن أطفالهن وهن في طريقهن إلى موقع الفريق، وكن في ظروف بالغة الصعوبة، بما في ذلك عدم وجود ملابس لأطفالهن. وبالتالي، فإن انخراط زملائنا الذكور في هذا الوقت كان تحدياً كبيراً. بعد ذلك بشهر، عدت إلى نفس المكان، وكان لدينا وحدة شرطة مشكلة فيها عدد من النساء من ملاوي تمكنت من الإنخراط مع معظم النساء هناك. حتى أن احداهن كانت قادرة على التحدث باللغة المحلية، مما ساعد في التعامل مع النساء، وأيضا مع الأطفال. لذلك، بالنسبة لي، فإن الأمر يتعلق بزيادة فعالية العمل الذي نقوم به. منتدى الدفاع الأفريقي: كان هناك بعض التقارير عن النجاح الذي أحرزته أفرقة المشاركة النسائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية. هل تعتقدين أن هذا يمثل نموذجاً جيداً للبعثات الأخرى؟ هل يشجعك نجاح هذه الجهود في بعثة الأمم المتحدة هناك (بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية)؟ كيتا: نحن متشجعون فيما يتعلق بأفرقة الانخراط النسائية. ولدينا الآن 10 أفرقة إنخراط نسائية. وعدا بعثة الأمم المتحدة في لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، نتحدث عن وحدة كاملة من الجنديات القادمات من رواندا للانضمام إلى بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان. وهذا لا يعني أننا نحتاج إلى النساء فقط ؛ بل نحتاج إلى الرجال والنساء— لأن التنوع هو الذي يحقق قيمة مضافة في الطريقة التي ينظر بها السكان المحليون إلى عمل حفظة السلام. خصوصا عندما ترى النساء اشخاصاً يشبهونهن. هذا أمر إيجابي يقلل من الخوف وتزيد من الشعور بالسلامة والأمن. منتدى الدفاع الأفريقي: ما هي الخطوات الملموسة التي تأملين في اتخاذها لزيادة تمثيل المرأة عبر بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة؟ كيتا: نحن نواجه تحديان. حيثما كان لدينا عدد من النساء بالفعل في الجيوش الوطنية، فإن التحدي هو أن يتم إدراجهن للمشاركة في عمليات حفظ السلام. ونحاول أيضا أن نفكر في كيفية زيادة مشاركتهن في صنع القرار وتولي الأدوار القيادية. ويتمثل التحدي الآخر في أن هناك عدداً من الجيوش الوطنية التي لا يوجد فيها أعداد كافية لأن النساء لا ينضممن إليها. ويرجع ذلك إلى التصور بشأن ما يعنيه حفظ السلام. علينا أن نعمل مع الوكالات لوضع برامج في الجيوش الوطنية حتى يمكننا الحصول على قصص محددة حول ما تقدمه المشاركة النسائية في عالم حفظ السلام. وينبغي لنا أن نظهر الاستثمار والعائد على الاستثمار فيما يتعلق بكيفية شعور المجتمعات المحلية بمزيد من الطمأنينة وشعورها بانها محمية بشكل أفضل عند استخدام المشاركة المختلطة. وعلينا أن نعمل على كلا هذين الأمرين. لكي تنضم الإناث إلى الجيوش الوطنية، فإنه لا بد من تهيئة بيئة مواتية وفهم يفيد بأنهن لن يضطلعن فقط بالأدوار التقليدية، مثل التمريض أو الامور اللوجستية أو الأدوار الإدارية. ينبغي أيضاً أن يتسلقن السلم وأن يتم ترشيحهن للتعيين كقادة للقوة وللقطاعات، وما إلى ذلك. أنا سعيدة للغاية لأننا تمكنا من الحصول على قائدتين للقوات، وأعتقد أننا يجب أن نهدف إلى الحصول على المزيد منهن في السنوات القادمة. منتدى الدفاع الأفريقي: كيف تنظرين إلى أهمية الفوز “بقلوب وعقول” السكان المدنيين في الأماكن التي تعمل فيها الأمم المتحدة؟ كيتا: أعتقد أنه أمر بالغ الأهمية، خاصة لدى التخطيط للبعثة او في بدايتها. مع نمو البعثة من حيث السنوات، أعتقد أننا يجب أن نحول كيفية كسب القلوب والعقول. لماذا أقول هذا؟ لأنه إذا كان لديك بعثة عمرها سنة واحدة مقابل بعثة عمرها 10 سنوات، فإن الاتصال بالمجتمع المحلي قد تطور. هناك تاريخ. الأمر المهم بالنسبة لي هو التأكد من أن الأفراد المدنيين والعسكريين يدركون أن ما يتصوره السكان المحليون عنهم هو أمر بالغ الأهمية. يتم ذلك من خلال القيام بأنواع معينة من الأنشطة أو الاستثمار في ما يحتاجه المجتمع، ولا سيما عندما يمكن أن تُستدام النتائج. إذا قمت ببناء عيادة صحية أو حفر آبار المياه، فإنه يمكن للحكومة المحلية أو الحكومة المركزية تولي هذه المسؤولية بعد فترة. وحتى المدارس، لأن العديد من مشاريعنا السريعة الأثر تتعلق بالبنية التحتية والتدريب المهني. وتعد هذه المشاريع وسيلة لربط المجتمعات التي قد لا تختلط مع بعضها البعض بغير ذلك. كيتا تلتقي بالمشردين داخلياً في دارفور بالسودان لمناقشة الوضع الأمني في البلاد. منتدى الدفاع الأفريقي: يبين التاريخ الحديث أنه يمكن لعدم الانضباط أو السلوك السيئ من جانب عدد قليل من حفظة السلام أن يشوه صورة بعثة بأكملها. تتطلب الأمم المتحدة تدريباً متخصصاً على أمور مثل منع الاستغلال الجنسي وحماية القصر، ولكن ما نوع التدريب الأكثر فعالية في منع سوء السلوك؟ كيف تطور هذا الأمر في السنوات الأخيرة؟ كيتا: أهم جزء هو تدريب مرحلة ما قبل النشر الذي عززته بوضوح دائرة التدريب المتكامل الخاصة بنا بالشراكة مع زملائنا العسكريين وزملائنا من الشرطة. ويتم ذلك بالشراكة مع البلدان المساهمة بقوات. وحتى بعد التدريب في مرحلة ما قبل النشر، فإن هناك تدريبات تجرى أثناء البعثة. وهي مهمة لأنها تذكير يومي أو أسبوعي أو شهري بأنه لا يوجد تسامح إطلاقا مع الاستغلال والاعتداء الجنسيين. هذا أمر حاسم لمصداقيتنا وموقفنا الأخلاقي تجاه السكان. كما أؤمن بوجود تسلسل قيادي قوي من حيث الانضباط، مما يضمن وصول الجنود إلى قائد يفرض الانضباط حقًا ويسال الجنود أو الشرطة. وكل هذا بالغ الأهمية لأنه يرسل إشارة مفادها أن التسامح غير مقبول على الإطلاق، ولا حتى حالة واحدة. منذ قرار مجلس الأمن رقم 2272، أرى أنه يتم بذل المزيد من الجهود هنا على مستوى مقر القيادة؛ وبالنسبة للبلدان المساهمة بقوات، هناك أيضاً صندوق مشترك للتبرعات تم إنشاؤه لمعالجة قضايا ما بعد الاستغلال الجنسي للشباب. يحدوني الأمل، ونحن نمضي قدما، أن تكون العقوبات التي تفرضها الدول بشكل فردي رادعاً. لدينا كل التدريب والانضباط، ولدينا الأن أيضا المستوى المناسب من العقوبات. منتدى الدفاع الأفريقي: ما مدى أهمية مسائل الحساسية الثقافية والمعرفة الثقافية بالنسبة لحفظة السلام؟ كيتا: أعتقد أن هناك ظروف معينة لكل عملية نشر. خلال التدريب رأيت بروفات على سيناريوهات “حماية المدنيين”. خلال البروفة رأيت لفتة أو سلوك أقول عنه، “حسنا، إذا كنا في بلد معين فإنني سوف أتجنب هذا، لأنه سوف ينظر إليه على أنه تصرف مسيء للسكان أو عدواني تجاههم”. لذا أعتقد ان عمل البروفات والتدريب وربطها بالحساسية الثقافية أمر مهم. :كما ان وجود جلسات الإحاطة المناسبة حول ثقافة البلدان أمر بالغ الأهمية لزيادة الوعي ولتذكير الجميع بأن هناك تصرفات غريزية لنا، وأنها لا تتوافق دائما مع ما هو متوقع منا. كيتا تجتمع مع ضباط شرطة بعثة الاتحاد الأفريقي في كيسمايو خلال زيارة استغرقت خمسة أيام للبلاد في حزيران/ يونيو 2019. منتدى الدفاع الأفريقي: ما هو مثال على شيء يمكن أن يتم إساءة تفسيره؟ كيتا: أحد الجوانب التي تتبادر إلى الذهن هو الحزم. عندما نتفاوض ونحن ننظر إلى الأمور بالطريقة الغربية التي هي دائماً طريقة مباشرة جداً. ولكن عليك التحلي بالصبر بالنسبة لمعظم الثقافات في القارة. الامر يتعلق بإعطاء الوقت للناس لاستيعاب وفهم كونك مرتبط معهم بشكل حقيقي. الأمر بمثابة محادثة، وأنت لست هناك لفرض شيء عليهم. يصبح الأمر نقاشاً حول شراكة بين أفراد متساوين، وليس من وجهة نظر متعالية مفادها بأننا نعرف كل شيء وبأنهم هم “المنتفعون”. بالنسبة لي، هذا ليس فقط في عمليات حفظ السلام، ولكني أراه على نطاق أوسع. علينا التفكير في نهجنا تجاه الحوار، وتجاه المحادثة. وعلى الرغم من أننا نعلم أن هناك هدفا يتعين بلوغه، فإن كيفية تحقيقه ستكون المحفز من حيث الحساسية الثقافية. منتدى الدفاع الأفريقي: لدى العديد من البلدان الأفريقية تحفظ كبير بسبب خبرتها مع عمليات حفظ السلام. ولكن بلدانا كثيرة تكافح من أجل توفير الوصول إلى التدريب. ما الذي ينبغي القيام به من قبل البلدان المساهمة بقوات، ولا سيما في القارة الأفريقية، لتحسين القدرة التدريبية المحلية لقوات حفظ السلام؟ كيتا: أعتقد أن الاتحاد الأفريقي يفعل الكثير فيما يتعلق بمحاولة الاستفادة من تنظيم الطريقة التي ستشارك فيها البلدان المساهمة بقوات في جميع أنحاء القارة لتحقيق هذا الأمر. أعرف بأن هناك العديد من مراكز التدريب. هناك مركز في القاهرة؛ وفي أديس أبابا، أثيوبيا ؛ وفي أكرا، غانا ؛ وفي مالي. لذلك، أعتقد بشكل عام بأننا نسير في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بضمان إيجاد طريقة منهجية لإعداد القوات. إذا كان هناك شيء واحد أود أن أقوله، فهو أننا بحاجة إلى تجاوز الطرق التقليدية لإعداد القوات عندما نفكر في التهديدات غير المتناظرة والإرهاب و التطرف. هذا جزء من الحمض النووي الجديد لهذا العصر، ولا أعتقد أن الطريقة التقليدية لإعداد القوات كافية. من حيث المعدات الجديدة، والتكنولوجيا، وكيفية جمع المعلومات الاستخبارية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، فإنني أعتقد أنه ما زال هناك عمل يجب القيام به.