أعضاء القيادة الأمريكية لقارة أفريقيا
يرتبط مستقبل الحروب وحفظ السلام بإيجاد طرق أكثر ذكاءً ودقة وفعالية في استخدام القوة العسكرية، وستضطلع التكنولوجيا بدور رئيسي في هذا الإطار. وسيأتي اليوم الذي تصبح فيه أدوات التكنولوجيا الجديدة في الوقت الحالي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لمحاربي المستقبل.
إن حركة التغيير لا تتوقف، فقبل 20 عامًا لم نكن نسمع عن استخدام الهواتف الخلوية وأجهزة الحواسب وأجهزة نظام تحديد المواقع العالمي في ميادين القتال، لكنها الآن صارت من ضروريات التخطيط للبعثات العسكرية وتنفيذها، ولن يختلف الحال مع الجيل القادم من التكنولوجيا.
يتعين على الجنود وقوات حفظ السلام وضباط الشرطة الاستفادة من هذه التكنولوجيا، وإن لم يفعلوا فسيسبقهم إليها أعداؤهم.
لقد تركت التكنولوجيا بصمة بارزة في العديد من الأماكن؛ ففي بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وفرّت الطائرات بدون طيار لقوات حفظ السلام عينًا في السماء، الأمر الذي أتاح لها استخدام الموارد المحدودة على نحو أفضل لحماية المدنيين، فيما يستخدم الحراس على طول الكثير من الحدود الوعرة للقارة أجهزة الرادار والكاميرات والأقمار الصناعية في إغلاق المعابر غير القانونية، بينما يستخدم الجنود ورجال الشرطة في بعثات حفظ السلام أدوات التكنولوجيا الفائقة مثل الطائرات المروحية الرباعية بدون طيار الصغيرة في أعمال المراقبة.
على الرغم من أن التكنولوجيا وسيلة لمضاعفة القوة، إلا أن هناك حقيقة مسلّم بها تتمثل في أنه لا بديل عن أفراد الأمن المدربين تدريبًا جيدًا. فلن تحل هذه الأدوات الجديدة محل الجنود، لكنها ستساعدهم على أداء مهامهم على نحو أكثر فعالية. وإن تعلمنا تكنولوجيا المستقبل في الوقت الحاضر، سنكون جميعًا مستعدين للتحديات والفرص المستقبلية.