أسرة إيه دي اف
يطالب قادة العالم بفتح تحقيق مستقل للوقوف على أسباب فيروس كورونا (كوفيد-19) الذي تفشّى في الصين، وتسبب في جائحة عالمية أودت بحياة ما يربو على 250,000 شخص.
فقد اقترح السيد سكوت موريسون، رئيس وزراء أستراليا، بأن تخوّل منظمة الصحة العالمية السلطة التي تسمح لها بإرسال فريق من المحققين المستقلين إلى الصين للوقوف على أسباب هذا الفيروس.
وأصر موريسون الذي حظى بتأييد الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا على ضرورة تخويل منظمة الصحة سلطة إرسال محققين مستقلين يتمتعون بصلاحيات تشبه صلاحيات ”مفتشي الأسلحة “بهدف تحديد مصادر الفيروسات التي قد تتفشى في المستقبل.
وطالب موريسون بضرورة إجراء تحقيق رسمي بشأن استجابة منظمة الصحة للجائحة، إذ زعمت بعض البلدان بأن هذه المنظمة التي تدعمها الأمم المتحدة تأخرت كثيراً في استجابتها لهذه الأزمة، وذكر السيد تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن المنظمة ستشرع في إجراء تقييم”بعدي “ عقب انتهاء الأزمة.
ومن جانبها، اعترضت الصين على الانتقادات التي وجهتها لها الحكومات الأخرى بشأن طريقة تعاملها مع تفشي فيروس كورونا، وجدير بالذكر أن هذا الفيروس قد ظهر في ”سوق للحوم والأسماك “ بمدينة ووهان بالصين في نهاية العام المنصرم.
وقال السيد تشين وين، أحد الدبلوماسيين الصينيين رفيعي المستوى بالمملكة المتحدة، لهيئة الإذاعة البريطانية إن مثل هذه المطالبات إنما خرجت بسبب دوافع سياسية ومن شأنها تشتيت الصين عن مكافحة الجائحة.
إلّا أن هذه الحجج لا تلقى قبول القادة السياسيين من شتى بقاع العالم.
فقد صرّح السيد هايكو ماس، وزير خارجية ألمانيا، بقوله: ”يريد العالم أجمع الوقوف على مصدر الفيروس“، وستبين استجابة الحكومة الصينية لمثل هذه المطالبات ”مدى شفافيتها في التعامل مع الفيروس.“
وبالمثل فقد ناشدت السيدة أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، الحكومة الصينية بضرورة التحلّي بالشفافية، بيد أنها قالت إنه يمكن البدء في التحقيق بعد انقشاع الجائحة.
وقالت السيدة لينا هالينجرين، وزيرة الصحة السويدية، إن حكومة السويد تعتزم مطالبة الاتحاد الأوربي بأن يطالب بإجراء تحقيق مستقل.
وتوجهت هالينجرين بخطاب إلى البرلمان السويدي تقول فيه:”بعد السيطرة على فيروس كورونا عالمياً، فمن المنطق ومن الأهمية بمكان إجراء تحقيق دولي مستقل للوقوف على أسباب تفشي هذا الفيروس. “
وفي السياق ذاته، أدان السيد مايك بومبيو، وزير خارجية الولايات المتحدة، الصين بسبب عرقلة التحقيق في تفشي الفيروس.
وقال بومبيو في حوار تليفزيوني: ”لم ينفك الحزب الشيوعي الصيني يوصد الأبواب في وجه العالم الغربي، الذي يوجد به أمهر الأطباء في العالم، للوقوف على ما حدث بالضبط.“
وعلى الصعيد الإفريقي، كتبت السيدة أوبي إزيكويسيلي، أحد نواب رئيس البنك الدولي للشؤون الإفريقية سابقاً ووزيرة سابقة بالحكومة النيجيرية، مقالاً في صحيفة «واشنطن بوست » طالبت فيه الصين بتعويض البلدان الإفريقية عن الخسائر التي تتكبدتها بسبب فيروس كورونا، بما في ذلك التنازل لها عن كامل ديونها والتي تقدر بمبلغ 140 مليار دولار، وقالت إزيكويسيلي: ”يجدر بالصين أن تثبت أحقيتها في أن تكون في مصاف البلدان التي تتزعم العالم عن طريق الاعتراف بإخفاقها في التحلّي بالشفافية بشأن فيروس كورونا.“
ومن المرتقب أن تطالب أستراليا رسمياً بإجراء تحقيق دولي خلال فعاليات الاجتماع السنوي المزمع انعقاده في 17 أيّار/مايو لجمعية الصحة العالمية، وهي الهيئة المعنية بصنع القرار بمنظمة الصحة العالمية. وتوجد أستراليا بالمجلس التنفيذي للجمعية التي تقرر سياسات منظمة الصحة وتعين مديرها العام.
ويقول موريسون: ”ما أبسط الغرض من وجودنا هنا، ألا وهو رغبتنا في تأمين العالم من خطر الفيروسات.“