البنك الدولي
ارتسمت ابتسامة رقيقة على شفتي شيرلي كامارا إحدى الأمهات الحوامل أثناء تلقيها الرعاية الطبية في مستشفى سي إتش ريني في كاكاتا، على بُعد 68 كيلومترًا شمال مونروفيا بدولة ليبيريا. وقالت “لقد صار مستشفانا أفضل بكثير حاليًا منذ تفشي فيروس الإيبولا، وأحث إخواني المواطنين على المجيء إلى هنا لأن كل شيء صار أفضل مما كان عليه”.
لقد كان مستشفى سي إتش ريني الكائن في مقاطعة مارغيبي بليبريا أحد المرافق الأكثر تضررًا خلال تفشي فيروس الإيبولا الذي بدأ في عام 2014 وتوفي بسببه 14 من العاملين الصحيين بالمستشفى. ووفقًا لما ذكره الدكتور اسينيا ماغنوس فقد تحسنت خدمات الرعاية الصحية هناك منذ ذلك الحين بفضل الاهتمام الدولي.
ويضيف الدكتور اسينيا قائلًا “إن فيروس الإيبولا أحدث ثورة في الخدمات الصحية في مارغيبي، بعد الانتقال من نظام الرعاية الصحية المغلق إلى النظام المفتوح”.
وتتميز البنية التحتية الجديدة للنظام الصحي بكونها أكثر لامركزية، ويتاح للعاملين في مجال الصحة كميات أكبر من المستلزمات الطبية، ويتلقون التدريب في مجال مكافحة العدوى.
وقد كشف تفشي فيروس الإيبولا عن مواطن الضعف الموجودة في خدمات تقديم الرعاية الصحية في ليبريا، إذ شملت الحالة المتردية لنظام الصحة العامة داخل البلد كل شيء بداية من الممارسين الصحيين غير المؤهلين والمرافق الطبية غير المجهزة جيدًا وصولًا إلى عدم وجود تدابير جيدة لمكافحة العدوى.
وأسفرت الاستجابة التي قادتها وزارة الصحة الليبرية بمساعدة منظمات أخرى، منها الأمم المتحدة، عن خفض عدد حالات الإصابة بفيروس إيبولا ليصل إلى صفر.
وفي سبيل ذلك نُفذت التعبئة الاجتماعية وعُقدت الأنشطة المجتمعية في جميع مقاطعات الدولة البالغ عددها 15 مقاطعة، وجرى تطعيم ما يقرب من 600,000 رضيعٍ ضد مرض الحصبة وجرى توفير الأدوية والمستلزمات الطبية للنساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة.
واشتريت قرابة 47 مركبة، من بينها سيارات إسعاف، ودفع بدل مخاطر إلى 20,000 عامل صحي في المرافق الصحية الحكومية والخاصة، كما دفعت أيضًا إعانات في حالات الوفاة إلى 154 أسرة من أسر العاملين الصحيين الذين سقطوا جراء فيروس الإيبولا أثناء مكافحتهم للمرض الذي أودى بحياة 4,810 شخص في ليبيريا و2,544 في دولة غينيا المجاورة و3,956 في سيراليون.