مؤسسة تومسون رويترز
النحالة إيناليم كيتيما هي المالكة الفخورة لثلاث خلايا نحل، أنتجت ما يكفي من العسل لجعل هذه الفتاة الإثيوبية تبني بيتاً مزوداً بألواح شمسية وتشتري بعض حيوانات المزارع بعائداتها.
غادرت كيتيما، التي تعيش في جيما بجنوب غربي إثيوبيا، المدرسة حينما كان عمرها 17 سنة واحتفظت بالنحل لأربع سنوات.
قالت المزارعة الشابة التي تبلغ الآن 22 سنة، ”لقد استفدت كثيراً من استخدام خلية النحل الحديثة”. وهي تنتمي لجمعية بوتر بورو التعاونية، التي يدير أعضاؤها 50 خلية نحل فيما بينهم. وبعد أن جنت كيتيما الأرباح من بيع 60 كيلوغراماً من حصيلتها من العسل كل موسم، أصبح لديها الآن طموحات أكبر.
قالت، ”أخطط لفتح متجر عسل بالجملة حيث أستطيع بيع العسل العالي الجودة بكميات كبيرة في أكبر سوق”.
استفادت كيتيما من مشروع قاده المركز الدولي لفيسيولوجيا وبيئة الحشرات، الذي أطلق برنامجاً جديداً في آذار/ مارس 2016 لتوفير فرص عمل لنحو 12500 من الشباب الإثيوبي في مجالي تربية النحل وتربية دودة القز.
وينوي المركز الدولي لفيسيولوجيا وبيئة الحشرات، الذي يتخذ من نيروبي مقراً له، ومؤسسة ماستركارد استثمار 10,35 مليون دولار في المشروع الذي يستغرق خمس سنوات، ويدعم الشباب المتخلفين عن الدراسة والعاطلين عن العمل فيما بين 18 و 24 عاماً، بالمعدات الأولية والتدريب.
وسوف تُشرك مبادرة شباب الأعمال في الحرير والعسل 25000 شخصاً إضافياً في سلسلة القيمة الاقتصادية، من الحصاد إلى التجهيز، ومن التعبئة إلى تسويق المنتجين.
وإثيوبيا هي الرائدة في إنتاج العسل وشمع العسل في أفريقيا، ولكن إنتاج العسل تقليدي إلى حد كبير ولا يمثل سوى نحو 10 بالمائة من إمكانيات البلاد، حسب قول الخبراء. تنتج الدولة الواقعة في القرن الأفريقي عشرات من أصناف العسل التي يمكن أن تكون ذات فائدة للتصدير، حسب قول سيغنت كيليمو، المدير العام للمركز الدولي لفيسيولوجيا وبيئة الحشرات.
قالت كيليمو، ”إن المشروع سوف يساعد في توفير الأمن الغذائي، وزيادة زراعة الأشجار أكثر من قطعها، وتشجيع برامج الحراجة الزراعية على الازدهار”. والمعروف أن النحل يقوم بتلقيح طائفة واسعة من المحاصيل والنباتات، ويلعب دوراً رئيسياً في توفير الغذاء والتغذية.
كما أنه يقوم بتلقيح النباتات العلفية، فيدعم بصورة غير مباشرة إنتاج الحليب واللحوم.
وأضافت كيليمو، ”أنه بدون النحل وغيره من الملقحات الحشرية، سوف تتأثر حياتنا بصورة سلبية. وسوف يولّد هذا العمل حوافز كبيرة للاعتناء بالنحل ورعايته”.
وقالت، فيما تقدر قيمة الانتاج العالمي من الغذاء الذي يعتمد على الملقحات بما يتراوح بين 235 و 577 مليار دولار سنوياً، يجب إدراج النحل في خطط إطعام سكان العالم الآخذين في النمو. فالنحل يحتاج إلى أشجار ونباتات مزهرة يستطيع من خلالها تأمين حبوب لقاح ورحيق عالي الجودة على مدار السنة.
وهذا يعني أنه سيكون على شباب النحالين الإثيوبيين الحفاظ على الأشجار وزرع المزيد منها، والحد في الوقت ذاته من استخدام المبيدات الحشرية التي تضر النحل.
وقالت أليمايهو كوندى كويرا، المدير العام لبرنامج سبل عيش الشباب في مؤسسة ماستر كارد في تورنتو، إن خلايا النحل الحديثة التي ستُستخدم في المشروع الإثيوبي يمكن أن تنتج 20 كيلوغراماً من العسل العضوي عالي الجودة كل موسم، مقارنة بالخلايا التقليدية، التي تنتج من 6 إلى 8 كيلوغرامات من العسل منخفض الجودة.