أسرة منبر الدفاع الإفريقي
يحذر مسؤولو الصحة النيجيريون من أنَّ موجة خامسة من فيروس كورونا (كوفيد-19) لعلها تتشكل في البلاد على إثر ارتفاع الحالات الجديدة بشدة خلال الأسابيع الأخيرة.
تفيد هيئة المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنَّ نيجيريا سجلت 3,249 حالة جديدة حتى يوم 10 آب/أغسطس؛ مما يعادل 10 أضعاف الـ 325 حالة جديدة التي سجلها مركز نيجيريا لمكافحة الأمراض قبل أقل من شهر في منتصف تموز/يوليو.
حث مسؤولو المركز المواطنين على مراعاة التدابير الوقائية خلال التجمعات الكبيرة وحماية أنفسهم من فرص إصابتهم بالفيروس.
وقال المركز في بيان: ”من المحتمل أن ينتشر الفيروس الذي يسبب كورونا في التجمعات الكبيرة وحين لا يلتزم المواطنون بالتدابير الوقائية كالتباعد الجسدي وارتداء الكمامات ونظافة اليدين.“
ذكرت منظمة الصحة العالمية أنَّ تجربة نيجيريا تجسد الوضع السائد في شتى بقاع العالم؛ وقد حثَّ الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، في إحاطة صحفية عقدها مؤخراً، الناس على ألَّا يتهاونوا في أخذ الجائحة على محمل الجد.
وقال في بيان: ”يكاد يكون العدد الأسبوعي للحالات المبلغ عنها على مستوى العالم قد تضاعف خلال الستة أسابيع الماضية، وتظهر سلالات جديدة وخطيرة فيما يواصل الفيروس انتشاره على نطاق واسع.“
صرَّح الدكتور أحمد أوجويل، القائم بأعمال مدير هيئة المراكز الإفريقية، أنَّ نيجيريا تعد الدولة الوحيدة التي شهدت ارتفاعاً في حالات كورونا الجديدة خلال تموز/يوليو من بين الخمسة بلدان الأكثر اكتظاظاً بالسكان في إفريقيا. وقال خلال إحاطته الأسبوعية يوم 11 آب/أغسطس إنَّ عدد الحالات في نيجيريا ارتفع بنسبة 4٪ خلال الشهر، في حين أنه انخفض أو ظلَّ دون تغيير في كلٍ من إثيوبيا وجنوب إفريقيا ومصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
لم يذكر المركز السلالة التي يعتقد أنها السبب وراء الارتفاع الجديد في الإصابات، لكنه أكد أنَّ سلالتي «بي إيه.4» و«بي إيه.5» المتفرعتين من «أوميكرون» تنتشران في البلاد؛ وقد تسببت هاتان السلالتان في حدوث موجات جديدة في جنوب إفريقيا وبقاع أخرى في العالم. ولم تعلن هيئة المراكز الإفريقية بعد عن تفشِّي موجة خامسة في نيجيريا.
وعلى الرغم من ارتفاع الحالات في نيجيريا، فلا تزال الحالات التي تدخل المستشفيات والوفيات الناجمة عن الإصابة بها منخفضة.
وبينما تراجع معدَّل إجراء الاختبارات في ربوع نيجيريا بنسبة 53٪ خلال الأسابيع الأخيرة، فقد سجل المركز زيادة في أعداد المصابين بكورونا وسط المسافرين الدوليين: من 1.8٪ إلى 3٪خلال الفترة ذاتها.
وكشفت الدراسات أنَّ الإصابات المرتبطة بسلالة «أوميكرون»، مع أنها خفيفة بالنسبة لمن يتمتعون بقدر من المناعة، فإنها يمكن أن تودي بحياة من لم يسبق لهم التعرُّض لها.
قال الدكتور أكاني أبيولا، المدير الطبي لمستشفى «أولوكايودي كلينيك»، لقناة «سويتش تي في»، إنَّ ظاهرة الإجهاد من الجائحة جعلت المواطنين يتخلون عن ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي والتدابير الوقائية الأخرى.
فيقول: ”أصبح معدَّل الانتشار ينذر بالخطر؛ فعلينا التحلي بالحيطة والحذر، وعلينا أن ندرك أنَّ كورونا لم يرحل عن بيئتنا تماماً بنسبة 100٪.“