أسرة منبر الدفاع الإفريقي
بالنسبة لرجال القوات المسلحة النيجرية العاملين في المناطق النائية في البلاد، فإنَّ التدرب على الإسعافات الأولية يمكن أن يكون الكلمة الفارقة بين الحياة والموت.
وهكذا ساهمت دورة تدريبية بقيادة الولايات المتحدة في إكساب القوات النيجرية المهارات اللازمة لاستقرار حالة الضباط والجنود الجرحى في ساحة المعركة وسرعة نقلهم إلى المستشفى.
وبالاشتراك مع متخصصي طب الطوارئ بالقوات المسلحة النيجرية، وزَّع الجيش الأمريكي «حقائب الإسعافات الأولية الفردية» وأجرى تدريباً للاستعداد الطبي على مدار يوم كامل في قاعدة القوات المسلحة النيجرية في نيامي ل20 من رجال القوات المسلحة يوم 21 كانون الأول/يناير 2021.
وقالت النقيب بالجيش الأمريكي كاساندرا ماكدونالد لمنبر الدفاع الإفريقي : ”أوضح تدريب الاستعداد الطبي أهمية مهارة الفرد المقاتل في المهام الطبية من المستوى الأول، وقد عملنا على أساليب السيطرة على النزيف، ونقل المرضى، وطرائق حمل المصابين.“
وذكرت ماكدونالد أنَّ تدريب الاستعداد الطبي، وهو بتمويل وتنسيق شعبة الدعم العسكري المدني بالجيش الأمريكي في النيجر، يأتي في إطار جهد أكبر لصقل المهارات الأساسية لعناصر القوات المسلحة النيجرية لإنقاذ الأرواح في ساحة القتال.
وقد وزَّع الجيش الأمريكي حقاب الإسعافات الأولية على عدة وحدات بالقوات المسلحة النيجرية المنتشرة في عمليات لمجابهة المتطرفين في المنطقة، واستهدف التدريب الذي جرى يوم 21 كانون الثاني/يناير عناصر عملية «ساكي 2» بمنطقة تيلابيري الواقعة جنوبي البلاد، بيد أنَّ عملية «المهاو» في شمال تيلابيري تعد محور اهتمام الجيش.
فقد اجتاح الإرهاب غرب النيجر على مدار أكثر من 10 سنوات، إذ أصبحت المنطقة النائية التي تقع عبر الحدود في مالي مرتعاً لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتحالف الجماعات المتطرفة الشهير باسم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
وفي الثاني من كانون الثاني/يناير، قتل متشددون إسلاميون مشتبه بهم أكثر من 100 شخص من أهالي قريتي تشومبانجو وزارومداري، ورداً منها على ذلك، كثَّفت القوات المسلحة النيجرية عملية «المهاو» وحشدت القوات لتأمين القرى المهددة بالقرب من الحدود .
وتتصف المنطقة التي تقع على الحدود المشتركة بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، المعروفة باسم منطقة ليبتاكو غورما، بأنها منطقة قاحلة وجبلية، وتعتبر القرى النائية أهدافاً سائغة للهجمات العابرة للحدود، لكن المسافة تتطلب من القوات المسلحة النيجرية أن تبذل قصارى جهدها.
وقال الرقيب بالجيش الأمريكي جوردان بانكس، وهو مسعف شارك في قيادة التدريب، إنَّ صعوبة تلك المهام هي التي جعلت من تدريب الاستعداد الطبي على هذه الدرجة من الأهمية، ومن جملة ما ذكره أنَّ التدرب بحقائب الإسعافات الأولية، التي تمَّ توفيرها محلياً، يسمح لرجال الجيش بتقديم الرعاية الطبية للمصابين في أثناء القتال.
وقال لمنبر الدفاع الإفريقي : ”اُختيرت محتويات حقيبة الإسعافات الأولية النيجرية بعناية فائقة للتغلب على النزيف من الأطراف، وهو أبرز سبب من أسباب الموت في ساحة المعركة التي يمكن الوقاية منها، ولا يساورني شك في أنَّ التدريب والدعم المادي الذي قدمه هذا التمرين سيساهم بشكل مباشر في زيادة فرص بقاء رجال القوات المسلحة على قيد الحياة في المناطق المتنازع عليها في أرجاء النيجر.“
ووصفت ماكدونالد تدريب الاستعداد الطبي بأنه يأتي ضمن جملة من الأمثلة التي تدلل على التزام الولايات المتحدة بدعم أمن أهل النيجر.
فتقول: ”ساهم هذا الحدث في تعزيز العلاقات بين القوات المسلحة الأمريكية والنيجرية، وعملنا على رفع الكفاءة الطبية للعناصر المنتشرة لدعم العمليات ضد داعش وجماعة النصرة، وسيساهم ذلك في زيادة فرص البقاء على قيد الحياة من خلال تزويد رجال القوات المسلحة باللوازم الضرورية لعلاج زملائهم في ساحة المعركة.“