نشر الجنود من أجل السلام تحت المجهر بواسطة ADF في أكتوبر 8, 2014 MINUSMA شارك القوات التشادية تشارك المدربين الأمريكيين والفرنسيين في التحضير لحفظ السلام في مالي أسرة أيه دي إف عندما حضر المقدم جيفري باوِل وفريقة المكون من 68 مدرب إلى تشاد، كانت الظروف أقل من مثالية. لقد واجهوا الحر، والنقص في المعدات، والحواجز اللغوية، ومدة قصيرة مدته 32 يومًا لا يكفي ويشكل تحديا. باول، وهو عضو في سرب الجيش الأميركي 5، فوج الخيالة 4، كان هناك للعمل بالاشتراك مع شركة مقاولات فرنسية للدفاع ومع مدربين عسكريين تشاديين لإعداد 1.425 من الجنود التشاديين للانتشار كجزء من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) [MINUSMA]. الجنود التشاديون يستعدون لتمرين بالذخيرة الحية كجزء من الدورة التدريبية لحفظ السلام التي تواصلت لمدة 32 يوم وأعدَّتهم للانضمام إلى بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي.الجيش الأمريكي في ثكنة أمامية على بعد 80 كيلومترا جنوب نجامينا، اقتربت الحرارة من 35 درجة مئوية، وهذا يعني أن التدريب التكتيكي يمكن أن يستمر حتى الظهر فقط قبل أن ينتقل الجنود إلى الفصول الدراسية. 50 قطعة سلاح كانت محددة لهم للتدريب، وكان يجب أن تُتَرجم التعليمات من الإنكليزية إلى الفرنسية، ثم مرة أخرى إلى لهجة عربية محلية. وفي مواجهة هذه العقبات، هز باول كتفيه قائلا، “طالما انهم متحمّسون، يمكننا أن نفعل أي شيء تقريبا،” قال ذلك في مقابلة بعد أول يوم تفقد للمخيم. 32 يوما، ستة مجاميع قام الجنود التشاديون لمدة شهر في كامب لوميا بتنفيذ ستة مجاميع للتدريب، أو فئات مهارات، والمصمَّمة للمساعدة على تحديد وإزالة العبوات الناسفة، وأقامة نقاط تفتيش، وإنشاء مركز للمراقبة، القيام بدوريات راجلة ، وتحسين الرماية، ومهاجمة هدف للعدو. كانت دورة مكثفة في عمليات حفظ السلام الحديث. خلال دوريات راجلة، كان الجنود يتعلمون كيف يسيطرون على جمهور غاضب وكيفية التعرف على مهاجم في صفوف المدنيين. عند نقاط التفتيش، تعلموا عملية المسح بحثا عن التهديدات واستخدام المرايا للبحث عن القنابل تحت المركبات. وللتغلب على الحرارة، تمرن الجنود التشاديون على تقنيات التغذية والحد من الجفاف. على نطاق الرمي بالبندقية، مارس الجنود أساليب التنفس لتثبيت أنفسهم قبل اطلاق النار وإجراء “تدريبات الدايم” [ملاحظة المترجم: الدايم قطعة نقدية معدنية أمريكية تساوي عُشرَ الدولار] حيث أطلقوا النار على الهدف بينما كانوا يقومون بعمل توازن الدايم على فوهة البندقية. أكد باول أن التدريب للقيام بمهمة لتحقيق الاستقرار الحديث مثل الذي في مالي ينبغي تناوله كما لو كان استعدادًا لمنطقة حرب. وفي عمليات حفظ السلام، يمكن للبيئة أن تتغير في غضون لحظات. قال باول، “في هذا اليوم وهذا العصر [إن التحضير لساحة المعركة ولحفظ السلام] لا يختلفان.” وأضاف، “هناك كتاب عظيم يسمى حرب الكتل الثلاث، والذي قال بشكل أساسي أنه عليك أن تكون على استعداد للقيام بعمليات حفظ السلام وعمليات أستخدام القوة لتطبيق السلام، ثم اتخاذ إجراءات حاسمة، وكل ذلك ضمن ثلاث كتل. أعتقد أنه من خلال تدريب الناس إلى مستوى القدرة على القيام بعمل حاسم، ويمكن لهم التقليص [حسب الحاجة].” عمل الجنود مع وحدة للشؤون المدنية في الجيش الأمريكي وتعلموا القدرات الثلاث الذي جرى التكليف بتدريسها لقوات حفظ السلام من قبل الأمم المتحدة: حماية السكان، ومنع الاعتداء الجنسي ومنع انتهاكات حقوق الإنسان. في وقت لاحق، اختبر مسؤولون في الامم المتحدة الرجال في هذه المواضيع. قال العميد المتقاعد جان ميشال ريديليه، الذي يعمل بشركة تعاقد مع الدفاع الفرنسي، سوفرين جلوبل فرانس [Sovereign Global France]، “هذا أمر مهم جدا. نحن نسميه ’سلوك‘ باللغة الفرنسية، ‘comportement’.” وقال “إنها قدرة الجندي على أن يكون مندمجا في بلد آخر ويحترم الثقافة.” كررت كل سرية قتالية تشادية التدرُّب ثلاث مرات على الأقل في اليوم على كل واحد من المسارات تلتها فترة تقييم. كيَّف المدربون الأمريكيون نموذج تقييم للجيش الذي تم بموجبه تصنيف السرايا على مقياس من واحد إلى خمسة لأدائها على كل مسار. تُوِّج التدريب بتمرين بالذخيرة الحية حيث تقدمت الفرق للأمام للهجوم على هدف. قال باول أن هذا النوع من المناورة بالذخيرة الحية على مستوى الفريق كان الأول للقوات التشادية في لوميا واكتمل دون وقوع اصابات. ركزت تدريبات منفصلة في لوميا على طب القتال والإخلاء الطبي. وكان أبرز التدريبات عندما حلقت طائرة مروحية من طراز بوما تابعة للقوات الفرنسية من قاعدتهم القريبة في نجامينا وتدرب الجنود التشاديون على تحميل الضحايا على متن الطائرة. ربما كان أكثر مما يثلج صدور المدربين العسكريين الأمريكيين والفرنسيين هو أن السرايا التشادية كانت تكرر التدريب على الممرات بنفسها بعد أسبوع من التدريب ووضع التشاديون “مصفوفة تزامن” لتتبع التقدم الذي أحروزه لحين انتشارهم. قال قادة تشاديون أن التدريب على المعدات الجديدة، وإجراءات الإبلاغ والتوعية الظرفية للبيئة في مالي تستمر إلى حين انتشار الجنود. مهمة صعبة كان سيتم نشر الجنود في شمال مالي، وهي بيئة أخطار متواصلة حيث الاقتتال العرقي وهجمات غير المتكافئة من قبل الجماعات المتطرفة،. والتشاد هو أكبر البلدان المساهمة بقوات في بعثة بعثة “مينوسما” في مالي، وذلك بمساهمة أكثر من 1.200 جندي تم نشرهم اعتبارا من مطلع عام 2014. القوات التشادية التي تتدرب في معكسر لوميا كان سيجري تكليفها بحفظ سلام هش في الشمال مع كتيبة مشاة يتوقع أن يتم تقسيمها بين تيساليت وأجويلهوك، ,كتيبة احتياط في غاو وسرية من القوات الخاصة في تمبكتو. على الرغم من أن الحياة في شمال مالي تبدو وكأنها عادت إلى وضعها الطبيعي في عام 2014، اندلعت أعمال عنف في مايو/ أيار عندما تم اجتياح الجيش المالي في كيدال من قبل مقاتلين من الحركة الوطنية لتحرير أزواد (MNLA). على الرغم من البطء المحبِط للحوار وبناء السلام في مالي، قال العميد مدجيور سولنس دينغامادجي، مستشار رئيس هيئة أركان الدفاع في التشاد، أن بلاده تلتزم ببعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي نظرا لأهميتها بالنسبة للاستقرار الإقليمي. وأضاف قائلا، “هذه المهمة مكلَّفة بإبطال الإرهاب بجميع أشكاله.” قوات حفظ السلام التشادية تشارك في حفل تنصيب الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، في مالي في سبتمبر/ أيلول 2013. أشار دينغامادجي إلى أن المشاركة في عمليات الامم المتحدة لحفظ السلام تفرض على التشاد تحديات عديدة تتراوح بين الخدمات اللوجستية وقابلية التشغيل البيني، والتكيف مع هيكل قيادة وسيطرة أجنبية. هناك أيضا العديد من المزايا لجنوده. سيحصلون على رواتب مرتفعة نسبيا وتطوير مهني لا يقدر بثمن. وأشار دينغامادجي إلى أن جنوده يكتسبون خبرة في قوانين المشاركة في بيئة حفظ للسلام، ويتعلمون كيفية حماية السكان المدنيين وتحسين قدراتهم على التحدث بالفرنسية والإنجليزية. تتعلم هيئة الأركان العامة أساليب جديدة للأمم المتحدة في إعداد التقارير وفقًا للمعايير المتبعة، وبروتوكول الرسائل والهياكل التنظيمية. اللواء إبراهيم سعيد محمد، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الوطني التشادي، يحضر حفل تخرج الدورة التدريبية لحفظ السلام التي تواصلت لمدة 32 يوم وأعدَّت الجنود التشاديين للانضمام إلى بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي. قال دينغامادجي “إن مزايا الوحدة التي تستجيب لمتطلبات الأمم المتحدة عديدة.” وأضاف، “ويمكن تلخيصها على نحو يشمل تحقيق مكاسب مالية، وكفاءة مهنية، وبصفة عامة، إصلاح القطاع الأمني لكل دولة تساهم بقوات.” وقد استثمر جنود التشاد بشكل كبير في مستقبل مالي. عندما انتشروا هناك لأول مرة في عام 2013، واجهوا قتالا شرسا في المعقل الإرهابي في جبال أدرار إيفوغاس، حيث وقعت العشرات من الإصابات في صفوفهم. ونجحت قوات التدخل في طرد الجماعات المتطرفة من المنطقة ويقول زعماء التشاد انهم لن يسمحوا للبلاد بأن تعود للإنزلاق في الفوضى. q بعثة “مينوسما” دروس في تعددية الأطراف بعثة مينوسما في مالي مفيدة علميا كحالة دراسة في التعددية. فإنها تشمل 36 بلدا مساهمًا بقوات وتنسق أعمالها مع الجيش في مالي، بعثتان للاتحاد الأوروبي للتدريب العسكري والمساعدات المدنية، والقوات الفرنسية في عملية سيرفال [Operation Serval]. وهي واحدة من البعثات التي تشكل أكبر تحدٍّ لوجستي والتي اضطلعت بها الأمم المتحدة، وذلك نظرا لحجم مالي الكبير ومناخها القاسي وافتقارها إلى البنية التحتية. كما أن بعثة مينوسما في مالي تعاني أيضا من نقص في الموظفين. واعتبارا من مارس/ آذار 2014، كان لديها نصف العدد المطلوب توظيفه، ألا وهو 12.600 موظف. قال العقيد جوست دي وولف من هولندا، نائب رئيس هيئة أركان العمليات في بعثة مينوسما في مالي، “هذه هي البيئة الدولية بالنسبة لك.” وأضاف قائلاً، “الفن كله في ذلك هو في تنسيق الأمور وفصل النزاع. تأكد من أن [الكيانات] لا تعمل في نفس النوع من المناطق في نفس الوقت. هناك الكثير من العقارات في مالي؛ انها ضعف مساحة فرنسا.” وبعد السنة الأولى لبعثة مينوسما في مالي، يمكن لها أن تباهى ببعض النجاحات، بما في ذلك حفظ النظام خلال الانتخابات الرئاسية عام 2013 وتسهيل عودة مئات الآلاف من النازحين إلى شمال البلاد. ومع خليط من لاعبين دوليين وقاريين واقليميين، تُظهر بعثة مينوسما في مالي بوضوح كيف قد تبدو قوات حفظ السلام المتعددة الأطراف في القارة الأفريقية في المستقبل. الطريق الطويل والمتعرج لإنشاء بعثة مينوسما في مالي يسلط الضوء أيضا على نقاط القوة وأوجه القصور في مجلس السلم والأمن الأفريقي (APSA). نظرة إلى الوراء في وقت مبكر من عام 2012، بعد انقلاب عسكري في مالي، اجتمع رؤساء دول غرب أفريقيا في أبيدجان، وساحل العاج، و واغادوغو، وبوركينا فاسو لتنسيق رد فعل. إن الهدف هو اقناع المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في مالي بإعادة البلاد إلى الحكم المدني. عندما توقف ذلك، بدأ القادة في تفعيل القوة الاحتياطية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس). وقد أعطي الإذن للقوة للإعداد للتدخل في مارس/ آذار 2012 تحت اسم بعثة إيكواس في مالي. ومع ذلك، منعت العديد من العوائق القوة الاحتياطية من التدخل بسرعة. أولا، أصبح من الواضح أنه سيكون من الصعب إقناع بلدان، كثير منها لديها مخاوف أمنية في الداخل، بالمساهمة بقوات كافية للمهمة. ثانيا، التكلفة السنوية المقدرة بِـ $227 مليون دولار لمسعى حفظ السلام، لا يمكن تحملها وتطلَّب ذلك مساعدة من جهات مانحة خارجية. ثالثًا، بعض البلدان الأوثق صلة بشمال مالي — الجزائر وموريتانيا — ليست أعضاء في إيكواس، ولم تكن هناك قوة استعداد قد وضعت على نحو مماثل من شمال أفريقيا. لجعل التدخل أكثر قارية، تدخَّل الاتحاد الأفريقي في يونيو/حزيران 2012 وأنشأ بعثة الدعم الدولية بقيادة أفريقية في مالي (أفيسما) (AFISMA) لدعم وتدريب الجيش في مالي لاستعادة السلام. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، اعتمد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي خطة للتدخل المنسق. صَّوت مجلس الأمن الدولي بأن يُؤذَن للبعثة، ولكن لم يتم تقديم الدعم المالي أو اللوجستي. ومع اقتراب عام 2012 إلى نهايته، عزز المتطرفون مكاسبهم في شمال مالي وفرَّ المدنيون بمئات الآلاف، لكن مبعوثا للأمم المتحدة هو رئيس الوزراء الإيطالي السابق رومانو برودي، أعلن أن أي تدخل عسكري محتمل سيكون بعد سنة تقريبا. قد يكون بطء الوتيرة قد شجع المتطرفين الذين ذهبوا إلى الجنوب، واستولوا على مدينة كونا حيث بدا عليهم الاستعداد للاندفاع نحو العاصمة باماكو. وفي يناير/ كانون الثاني 2013، استجابت فرنسا لنداءات المساعدة من رئيس مالي المؤقت وبدأت عملية عملية سيرفال [Operation Serval]. وفي غضون أشهر، وبالشراكة مع القوات التشادية والإقليمية الأخرى، تمكنت الدول من استعادة وتأمين شمال مالي. أنشأت بعثة مينوسما في مالي رسميا في أبريل/ نيسان 2013، وأطلِقت البعثة في حفل تبديل القوات للجنود الذين قدموا خدمات تحت بعثة أفيسما في مالي. قال اللواء الرواندي جان بوسكو كازورا، قائد بعثة مينوسما في مالي، “انها عملية طويلة.” وأضاف قائلاً، ” إن المشاكل في الشمال لا تقلق مالي فقط، بل إنها تتجاوز حدودها. إنها مشكلة عالمية بعض الشيء في منطقة الساحل، وقوات الأمم المتحدة تعمل في ذلك االميدان.” وقال المراقبون أن مالي هي اختبار رئيسي لمجلس السلم والأمن الأفريقي وحددوا العديد من الدروس المستفادة. وقد وردت بعض هذه الدروس في استعراض ما بعد العمل الذي أنجزته إيكواس في فبراير/ شباط 2014 بينما يأتي غيرها من دراسات أكاديمية حول جهود التدخل. يجب أن يكون التدخل سريعا. تم انتقاد الاتحاد الافريقي لعدم الاستجابة بسرعة كافية للأزمة الناشئة في مالي. ومن المقرر أن تكون القوة الاحتياطية الأفريقية جاهزة للتشغيل الكامل في جميع أنحاء القارة بحلول عام 2015، ويتوقع، في إطار الحالات التي تنذر بكارثة، أن تكون قادرة على الاستجابة للأزمة في غضون 30 يوم. ومع ذلك، أظهرت الأزمة في مالي أنه لا يزال هناك الكثير من العمل. منذ بداية الأزمة، دعت إيكواس لإنشاء كتيبتين من القوة الاحتياطية الخاصة للرد السريع تكون قادرة على الاستجابة بسرعة لحدث متأزم وتحقيق إكتفائها الذاتي لمدة 90 يوما على الأقل. وبالمثل، فقد أعلن الاتحاد الأفريقي أنه سيتم إنشاء قوة رد سريع تسمى القدرات الأفريقية للاستجابة الفورية للأزمات لتكون بمثابة بديل مؤقت حتى تصبح القوة الاحتياطية الأفريقية جاهزة للتشغيل. يجب تمويل التدخل. عندما اقترِحت لأول مرة، كانت ميزانية بعثة الدعم الدولية بقيادة أفريقية في مالي لــ 8.000 جندي تبلغ $930 مليون دولار وكانت الميزانية للــ 5.500 موظف إضافي تبلغ 458,5$ مليون دولار. لم يكن هذا المال متاحًا. وتمكن مؤتمر للمانحين في أديس أبابا، إثيوبيا، من جمع وعود فقط بمبالغ تصل إلى $455 مليون دولارلتمويل البعثة. صندوق السلام الأفريقي، الذي أنشئ كجزء من مجلس السلم والأمن الأفريقي، هدفه هو تمويل عمليات دعم السلام من خلال مساهمات الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي. وقد وردت الحاجة إلى تمويل يمكن الاعتماد عليه في تقرير مُوسَّع عام 2008. يجب قرع الأجراس وإيلاء آذان صاغية عند الإنذارات المبكرة. لا الانقلاب العسكري ولا المحاولة من جانب الشمال للانفصال عن مالي كان بمثابة صدمة بالكامل لمراقبي الأمة الهشة. كان استقرار مالي في الأشهر التي سبقت الأزمة قد تزعزع بسبب مجموعة من المشاكل بما في ذلك تهريب المخدرات، والفساد، وتدفق الأسلحة والمقاتلين ذوي الصلة بليبيا. ومع ذلك، لم يتم إتخاذ أي إجراءات وقائية. “لقد أبرزت الأزمة في مالي الفجوة بين خطاب الوقاية، التي تقع في جوهر أهداف الاتحاد الأفريقي وإيكواس، والممارسة الفعلية،” حسب ما كتبته لوري-آن تيرو- بينوني، وهي باحثة مقرها في داكار، السنغال، في مكتب معهد الدراسات الأمنية. وأضافت، “في حين أن الاتحاد الافريقي حذر من مغبة الأزمة الليبية، لا سيما على مالي، إلا أنه لم يقيم مدى هشاشة الدولة في مالي بشكل كامل.” سيكون النظام القاري للإنذار المبكر جزءً هاما من الإطار المستخدّم لمنع سقوط دولة أفريقة أخرى في براثن الأرهاب. مجلس السلم والأمن الأفريقي يجب أن يتوافق مع الجغرافيا. أشارت تيرو- بينوني إلى أن قنوات الاستجابة لدى القوة الاحتياطية الأفريقية يتم بناؤها حول المجموعات الاقتصادية الإقليمية. والصراع في مالي، على غرار العديد من الصراعات التي يمكن تصورها في المستقبل، يؤثر على المنطقة بأسرها. وكتبت تيرو- بينوني، “لقد أظهرت الأزمة في مالي حدود التجمع الأمني الملتزم جغرافيا في الوقت الراهن، وربما يدعو ذلك إلى هيكل أقل اعتمادٍ على مناطق جغرافية محدودة.” وفي فبراير/ شباط عام 2014، وافق قادة بوركينا فاسو، والتشاد، ومالي، وموريتانيا والنيجر على إنشاء منظمة إقليمية والمعروفة باسم جي 5 ساحل [G5 Sahel] لجلب الموارد الجماعية للتأثير على التحديات المشتركة، بما في ذلك التطرف. تدريب قوات حفظ السلام يجب أن يكون مستمرا. الاستعداد هو التحدي المستمر لبعثات حفظ السلام بما في ذلك بعثة أفيسما وبعثة مينوسما في مالي. وقال العقيد الأمريكي دانيال هامبتون، وهو مستشار عسكري كبير في مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية أن النموذج الحالي الذي يتم فيه تدريب وتجهيز قوات حفظ السلام قبل انتشارها من دون الدعم المستمر وتعزيز المهارات ليس بالفعال. وأضاف هامبتون أن الجنود المدربين على إتقان المهام العسكرية يفقدون جزء من تلك المهارة بعد 60 يومًا فقط. وبعد 180 يوم، هناك خسارة في الاحتفاظ بالمهارة تصل إلى 60 في المئة. دعا هامبتون إلى إيجاد مؤسسات تدريب دائمة في الدول الافريقية للحفاظ على الجاهزية التشغيلية لقوات حفظ السلام. وكتب هامبتون “لقد حان الوقت لتجاوزالدعم المؤقت لتدريب البعثات الذي يأتي بعد الأزمات ويتلاشي سريعا بل يجب لتدريب وتجهيز البعثات وإنشاء قدرة دائمة.” حفظ السلام يجب أن يشمل إنفاذ السلام. تاريخيا، كانت الأمم المتحدة أكثر استعدادا للتدخل في الأزمات حيث هناك “سلام يُحافَظ عليه” ولكن في حالات مثل مالي والصومال حيث كان الهدف هو استرداد البلد مرة أخرى من عنصر مُصمِّم ومتطرف ومراوِغ، فإن واجبات حفظ السلام التقليدية يجب إقرانها بمهام “إنفاذ السلام.” أقرت الأمم المتحدة هذا بتأسيس بعثة مينوسا في مالي، قائلة انها كانت تعمل في سياق جغرافي سياسي جديد وتواجه تهديدات لم تواجَه من قبل. وبسبب هذا، قال جيفري فيلتمان، مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية، سيكون في غاية من الأهمية بالنسبة لبعثة مينوسما في مالي والبعثات المقبلة إجراء تمييز واضح بين مهام حفظ السلام لبعثة تحقيق الاستقرار وأنشطة إنفاذ السلام ومكافحة الإرهاب من قوة موازية.
التعليقات مغلقة.