أسرة إيه دي اف
صرَّح عددٌ من المسؤولين خلال اجتماع سنوي مع منظمة الصحة العالمية بأنَّ تفشِّي فيروس كورونا (كوفيد-19) يبرز مدى هشاشة المنظومات الصحية في إفريقيا.
وقد حضر الاجتماع الافتراضي ما يزيد على 500 شخص، منهم وزراء ومسؤولو الصحة من 47 بلداً إفريقياً، وممثلو منظمة الأمم المتحدة، وأعضاء من منظمات حكومية دولية.
وقد كبَّدت الجائحة المنظومات الصحية في القارة خسائر فادحة منذ تسجيل أول إصابة في مصر يوم 14 شباط/فبراير.
وكشف الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة أنَّ السيد آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، قال للمشاركين في اجتماع منظمة الصحة العالمية: ”لم يؤثِّر هذا الفيروس على صحتنا فحسب؛ وإنَّما امتحن أيضاً طرق معيشتنا وأعرافنا الاجتماعية وأنظمتنا الاقتصادية عموماً.“
وصرَّح آبي بأنَّ المنظومات الصحية في إفريقيا ينبغي أن تعمل على تحسين مستوى تنسيق استجابتها لتفشِّي الأمراض وحالات الطوارئ الأخرى المتعلقة بالصحة العامة والتأكد من المساواة بين المواطنين في الحصول على اللقاحات والأدوية وأجهزة التشخيص.
وأضاف يقول: ”علَّمنا فيروس كورونا أنَّ المنظومات الصحية القوية تعتبر واحدة من مسائل الأمن القومي وبقاء الوطن.“
وقد اتفق السيد برافيند كومار جوغنوث، رئيس وزراء موريشيوس، مع هذا الرأي.
حيث قال سيادته: ”من الأهمية بمكان وجود منظومة صحية تتسم بالكفاءة والفعالية في وقت نتعرض فيه لخطر جائحة كورونا.“
هذا، وقد أصدر مسؤولو منظمة الصحة العالمية خلال الاجتماع تقريراً يحث البلدان على زيادة التمويل المقدم لمنظوماتها الصحية من القطاعين العام والخاص، والبحث عن سبل لتيسير الاستفادة من الخدمات الصحية، والارتقاء بمستوى تقييم المنظومات الصحية المحلية.“
ويردد تقرير المنظمة صدى ما يحيك في صدر علماء الأمراض والوبائيات ومسؤولي الصحة العامة الذين أخبروا منظمة «هيومن رايتس ووتش» خلال اللقاءات التي أجرتها معهم في شهري نيسان/أبريل وأيَّار/مايو أنَّ تراجع الاستثمار الحكومي في منظومة الرعاية الصحية أسفر عن عدم توفر الموارد اللازمة في بقاع كثيرة من القارة.
وقالت السيدة كارين كانيزا ناتوليا، مديرة الدعوة للشؤون الإفريقية بمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، في مقال منشور على الموقع الإلكتروني للمنظمة: ”أسفرت الأزمة الصحية الراهنة جرَّاء انتشار فيروس كورونا المستجد عن تسليط الضوء على ضرورة مبادرة الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي بتحليل الوضع الراهن للبنية التحتية لمنظومة الرعاية الصحية بعناية وضخ استثمارات كبيرة لتحسين سبل الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية الجيدة.“
وتجدر الإشارة إلى أنَّ نقص اختبارات الكشف عن الفيروس وأجهزة التنفس الصناعي ومستلزمات الحماية الشخصية ومواد التعقيم والأغراض الأخرى شديدة الأهمية، فضلاً عن التأخّر في صرف الرواتب، دفع الأطباء في كلٍ من كينيا ونيجيريا وسيراليون وجنوب إفريقيا وعددٍ من البلدان الإفريقية الأخرى إلى الاضراب خلال الجائحة، ما تسبب في زيادة عرقلة منظومة الرعاية الصحية، وقد تعرَّض الآلاف من العاملين في القطاع الطبي في إفريقيا إلى الإصابة بفيروس كورونا.