أسرة إيه دي اف
تحاول جنوب إفريقيا التصدي لأكبر تفشّي لفيروس كورونا (كوفيد-19) في إفريقيا؛ ولذلك تتلقى مساعدات من الولايات المتحدة في شكل ما يزيد على 1,000 جهاز تنفسي صناعي ومستلزمات طبية أخرى.
فقد سلّمت السيدة لانا ماركس، سفيرة الولايات المتحدة لدى جنوب إفريقيا، الدفعة الثانية من أجهزة التنفس الصناعي أمريكية الصنع التي يبلغ عددها 50 جهازاً لمستشفى كريس هاني بارجواناث في منطقة سويتو. وأرسلت الولايات المتحدة 20 جهازاً في شهر أيّار/مايو؛ إذ كانت قد تعهّدت من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بإرسال 1,000 جهاز تنفس صناعي إلى جنوب إفريقيا لاستكمال لوازمها الطبية على إثر استمرار تزايد الإصابة بفيروس كورونا.
فقد سجّلت جنوب إفريقيا في مطلع تمّوز/يوليو ما يزيد على 200,000 حالة مصابة بفيروس كورونا، حيث تعاني نسبة كبيرة من مواطنيها من أمراض الإيدز والسل والأمراض المزمنة الأخرى، مما يعرضهم لخطر الإصابة بهذا المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي ويمكن أن يودي بحياة من يُصاب به.
وقال الدكتور زويلي مخيز، وزير الصحة، لوسائل الإعلام المحلية بعد استلام الدفعة الأولى من أجهزة التنفس الصناعي الأمريكية: ”ما زلنا في مهب العاصفة.“
وقد أعلنت الحكومة في شهر نيسان/أبريل عن المشروع الوطني لأجهزة التنفس الصناعي بهدف تصنيع 10,000 جهاز بنهاية شهر حزيران/يونيو، ثم رفعت الحكومة العدد إلى 20,000 جهاز بنهاية شهر آب/أغسطس لتلبية زيادة الطلب عليها. وقال السيد إبراهيم باتل، وزير التنمية الاقتصادية بالبلاد، لمنصة «كيب بزنس نيوز» الإخبارية في شهر أيّار/مايو إن جنوب إفريقيا لم تصنع أجهزة تنفس صناعي منذ نحو 20 عاماً.
وجدير بالذكر أن جنوب إفريقيا قد خففت إجراءات الحظر الصحي العام في البلاد في الأول من حزيران/يونيو، وكانت قد سجّلت في ذلك الوقت 34,357 حالة مصابة بفيروس كورونا، وارتفعت أعداد الحالات في الأول من تمّوز/يوليو إلى ما يزيد على أربعة أضعاف، وسجّلت في 7 تمّوز/يوليو نحو 224,000 حالة؛ وذلك طبقاً لما ذكرته هيئة المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. ويتجاوز عدد الحالات التي سجّلتها جنوب إفريقيا أي بلد آخر في إفريقيا، ويعادل نحو 44% من إجمالي أعداد الحالات في القارة.
وكانت محافظة كيب الغربية إحدى البؤر الأولى التي تفشّى فيها الفيروس، إلّا أن محافظة خاوتينغ، وضواحي جوهانسبرغ، وسويتو قد شهدوا ارتفاعاً كبيراً في أعداد الحالات.
وصرّحت السفيرة لانا ماركس أنه من المقرر توزيع أجهزة التنفس الصناعي أمريكية الصنع على وحدات العناية المركّزة في أرجاء جنوب إفريقيا؛ علماً بأنه يوجد بها 3,300 سرير عناية مركزة في المستشفيات العامة والخاصة، وكان يوجد بها نحو 4,000 جهاز تنفس صناعي عندما طالتها الجائحة مطلع العام الجاري.
وذكر السيد ديفيد ماخورا، محافظ خاوتينغ، أنه من المحتمل أن تظل بعض من أجهزة التنفس الصناعي أمريكية الصنع في مستشفى كريس هاني بارجواناث التي تضم 3,000 سرير وتخطط لإضافة 500 سرير آخرين، ويُعد هذا المستشفى أكبر مستشفى عام في نصف الكرة الجنوبي.
وأفادت السفارة الأمريكية أن إجمالي التبرعات الأمريكية لجنوب إفريقيا لمساعدتها على التصدي لانتشار فيروس كورونا يتجاوز بمنحة أجهزة التنفس الصناعي 41 مليون دولار، واشتملت التبرعات الأخرى على مستلزمات الحماية الشخصية مثل الكمامات وتدريب 10,000 من أطباء وممرضي العناية المركّزة الذين سيستخدمون أجهزة التنفس الصناعي.
وكان الدكتور بانديلي ماسوكو، عضو اللجنة التنفيذية للصحة بمحافظة خاوتينغ، ضمن أفراد الوفد الذي تسلّم الدفعة الأخيرة من أجهزة التنفس الصناعي، وذكر ماسوكو أن الأجهزة ستعزز قدرة جنوب إفريقيا على دحر فيروس كورونا.
فيقول: ”إننا نواجه مهمة هائلة وعسيرة لمكافحة الجائحة التي توصف بالعدو الخفي، ولكنها واحدة من المهام التي علينا القيام بها كبشر؛ فعلينا أن نتحد ونعمل بقوة للتأكد من هزيمة الجائحة.“