أسرة ايه دي اف
أعلن الاتحاد الإفريقي عن تدشين متجر إلكتروني شامل لمساعدة بلدان القارة على شراء المستلزمات الطبية التي يشتد الاحتياج إليها خلال تفشّي فيروس كورونا (كوفيد-19).
حيث تعرض «منصة اللوازم الطبية الإفريقية» باقة من المستلزمات المجدية اقتصادياً مثل اختبارات الكشف عن الفيروس، ومستلزمات الحماية الشخصية، وأجهزة التنفس الصناعي، وأجهزة مراقبة الحالات المرضية، وعددٍ كبيرٍ من المواد المطهّرة التي تقدمها شركات معتمدة.
وقال الملياردير الزيمبابوي ستريف ماسيو الذي ساهم في إنشاء المنصة إن الاتحاد الإفريقي يتلقى بالفعل طلبات ”من أماكن أخرى في العالم لترخيص هذا المفهوم.“
وقال ماسيو في تقرير نشرته صحيفة «الناميبيان»: ”تتولى إفريقيا زمام المبادرة بهذا الحل الإلكتروني الذي يكفل لسائر حكوماتنا الحصول على مستلزمات الحماية الشخصية وغيرها من اللوازم الطبية الطارئة التي يحتاجونها بأسعار مناسبة.“
وتُعد هذه المنصة التي ستعمل مثل أمازون وإيباي ثمرة التعاون بين كلٍ من الاتحاد الإفريقي، وهيئة المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وشركة «جانجو» الاجتماعية الناشئة، والبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير، واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، وعددٍ من المؤسسات الأخرى.
وسيتولى البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير عملية سداد قيمة اللوازم الطبية، وستقوم شركات الطيران الإفريقية مثل الخطوط الجوية الرواندية والإثيوبية والجنوب إفريقية بنقل هذه اللوازم إلى المدن الرئيسية، على أن يتم تسليم معظم الطلبات خلال فترة تتراوح من خمسة إلى 10 أيام.
وذكر ماسيو أن المنصة سوف تروّج المنتجات المصنوعة في إفريقيا ”دون خجل.“
وقال ماسيو في تقرير نشرته قناة «نيوز 24» الجنوب إفريقية: ”لا تهدف هذه المنصة للربح، فهي تأتي في رحاب هيئة المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير؛ فهذان هما الشريكان الرئيسيان للمنصة التي ليس لأحد فيها ناقة ولا جمل.“
وقد أُنشئت هذه المنصة في الوقت الذي تسعى فيه البلدان الإفريقية إلى منافسة بلدان أخرى في التسابق على شراء اختبارات الكشف عن فيروس كورونا التي تُعد من الأهمية بمكان للتصدي لانتشار هذا الفيروس. وذكر ماسيو أن متوسط عدد اختبارات الكشف عن فيروس كورونا لكل مليون مواطن في إفريقيا وصل إلى 1,669 اختباراً، مقارنة بعدد 173,029 اختباراً في أيسلندا، وعدد 44,123 اختباراً في الولايات المتحدة، وعدد 31,592 اختباراً في المملكة المتحدة.
ويقول البعض إن المنصة يمكن أن توفر مبالغ طائلة لمختلف البلدان الإفريقية؛ لأن إجراءات الحظر الصحي العام للتصدي لانتشار فيروس كورونا تكلّف القارة السمراء مبلغ يقدر بنحو 65 مليار دولار شهرياً.
وقالت السيدة فيرا سونجوي، الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا، لصحيفة «الجارديان»: ”لن نحتاج إلى تطبيق الحظر الصحي العام إذا تمكنّا من استخدام ثلث هذا المبلغ لإجراء اختبارات الكشف عن الفيروس، ويمكن لهذه المنصة أن توفر لنا 40 مليار دولار“ من الخسائر الاقتصادية.
هذا، وقد أُزيح الستار عن المنصة مع استمرار أعداد الحالات المصابة بفيروس كورونا في التزايد في مختلف بلدان القارة. فقد سجّلت القارة 100,000 حالة مؤكدة الإصابة بالفيروس خلال 98 يوماً، إلّا أن هذا العدد قد تضاعف خلال 18 يوماً فحسب؛ وذلك طبقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية. وأصاب الفيروس مع نهاية شهر حزيران/يونيو ما يزيد على 383,000 مواطن إفريقي وأودى بحياة نحو 9,700 آخرين؛ وذلك حسبما ذكرته هيئة المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وسجّلت جنوب إفريقيا التي تتصدر بلدان القارة في إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس ما يزيد على ثلث الحالات المؤكدة في القارة.
وقال السيد سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، الذي يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي: ”إن أعداد الحالات المصابة في إفريقيا في الوقت الراهن لا تتجاوز أماكن أخرى في العالم، إلّا أنه من المتوقع أن ما خفي لا يزال أعظم من حيث العواقب الاقتصادية والاجتماعية الوخيمة.“