أسرة إيه دي إف
تبرّعت الولايات المتحدة من خلال القيادة الأمريكية لقارة إفريقيا بكمية من المستلزمات واللوازم التي تبلغ قيمتها 60,000 دولار لمساعدة حكومة بنين على التصدي لانتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) عن طريق إنشاء مختبريْن جديديْن للتشخيص.
ويقع المختبران الجديدان في بلدة كاندي شمالاً ومدينة لوكوسّا في الجنوب الغربي بالقرب من الحدود مع توجو؛ ويتجاوز إجمالي المساعدات الأمريكية بهذا التمويل 4.5 ملايين دولار تبرعت بها الولايات المتحدة، من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، منذ نيسان/أبريل 2020 لعلاج مرضى فيروس كورونا في هذه الدولة الواقعة غربي إفريقيا.
ويساهم هذا التمويل في مكافحة العدوى والوقاية منها، ورفع القدرة على إجراء الفحوصات الطبية، وتوعية المواطنين بحجم المخاطر والمسؤوليات، وتنسيق جهود الاستجابة الوطنية والإقليمية.
وقد شهدت بنين ارتفاعاً حاداً في أعداد الحالات المصابة بفيروس كورونا منذ منتصف حزيران/يونيو، وذلك بعد نحو أسبوعين من قرار الحكومة بإعادة فتح دور العبادة، والمطاعم، ووسائل المواصلات العامة في أرجاء البلاد.
وسجّلت بنين في منتصف حزيران/يونيو 400 حالة، مما يُعد ضِعف العدد الذي سجلته قبل ذلك بثلاثة أسابيع. وارتفعت أعداد الحالات بعد ذلك بأسبوعين ثلاثة أضعاف، إذ وصلت إلى 1,200 حالة، وبلغ عدد الوفيات 21 حالة حتى 30 حزيران/يونيو. وأفادت وزارة الصحة أن معظم الوفيات كانت من بين مرضى السكري، وارتفاع ضغط الدم، وفقر الدم المنجلي.
وبالرغم من قلة إجمالي الحالات المصابة بالفيروس في بنين مقارنة بدول جوارها مثل نيجيريا وغانا، فإن الارتفاع السريع في أعداد الحالات يثقل كاهل المستشفيات في ثلاث مديريات جنوبي البلاد، ومنها مدينة كوتونو التي تُعد أكبر مدن بنين.
وما لبثت حكومة بنين بعد تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في 16 آذار/مارس أن قامت بتدشين باقة من الوسائل الرقمية لمكافحة المرض والتصدي للأكاذيب المنشرة حوله.
واشتملت الاستراتيجية الرقمية نشر إعلانات على المحطات الإذاعية بنحو 15 لغة محلية، وفيديوهات توعوية، وبيانات على شبكات التواصل الاجتماعي، كما تضمنت نظاماً تفاعلياً يستخدم رسائل الواتساب للمساعدة على التواصل مباشرة من المواطنين المقيمين داخل بنين وخارجها.
وقال السيد ستيفي ولاس، الخبير البنيني في وسائل الإعلام الاجتماعي، للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا: ”يتمثل التحدي الأكبر لنا في أنه لا يمكننا الوصول إلى شرائح معينة من السكان الذين لا يمكنهم الاتصال بالإنترنت أو الأميين؛ ومن ثمّ نحتاج إلى الاستفادة من كل مستخدم من مستخدمي الإنترنت لنقل المعلومات الصحيحة إلى أسرهم، وأحيائهم، ومجتمعاتهم، فلزاماً على الجميع أن يتبنوا هذه القضية.“
وقد تبنى النشطاء البنينيون هذه الرسالة وقاموا بتدشين حملة توعية لمكافحة فيروس كورونا في مدينة لوكوسّا في 4 نيسان/أبريل، وجاءت الحملة بعنوان: ”تصدوا لكوفيد 2019.“ وقام نحو 50 متطوعاً بمؤسسة دار المرضى والأيتام والأرامل بتوزيع المطويات التي أعدتها وزارة الصحة في أرجاء المدينة لتنبيه السكان بالمخاطر التي يفرضها الفيروس.
وقال الدكتور سورون سامسون أهيسا، أحد أعضاء الدار، لقناة «باسيفيك» حينئذ: ”كثر تواجد الأشخاص اليوم، أكثر مما توقعنا بكثير، ونريد أن نوعّي إخواننا؛ لأننا لا نريد للناس أن يصابوا بالمرض، ولذلك نريد تحذيرهم.“