فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني الجماعات الإجرامية الصينية السرية تجني الملايين من الصيد الجائر لأذن البحر أسرة ايه دي اف إن شبكة مليئة بأذن البحر ليس بالشيء اللافت للنظر. صدفاتها الرمادية مغطاة بالطحالب، وعندما تتشقق يزهر فيها حلزون البحر وداخل قزحي. ولكن بالنسبة لأولئك الذين يقومون بتهريبه، فإن أذن البحر يستحق وزنه ذهباً. بين عامي 2006 و2016، تمت سرقة 96 مليون من الرخويات من مياه جنوب أفريقيا. تبلغ قيمة هذه المسروقات حوالي 900 مليون دولار، وفق ما أفادت به مجموعة الحفاظ على البيئة “ترافيك”. ففي هونج كونج، الوجهة الرئيسية، يعد أذن البحر طعامًا شهيًا، ويحبه الناس بسبب نكهة الزبدة فيه. ينتمي الزعماء الذين يديرون العملية لمنظمة إجرامية قديمة غامضة تعرف باسم عصابات الثالوث. تم مصادرة أذن البحر المجففة من الصيادين الجائرين. رويترز تعمل هذه المجموعات مع عصابات الشوارع المحلية. مقابل أذن البحر، فإنها غالبا ما تعطي أفراد العصابة مكونات لصنع الميثامفيتامين، والمعروفة في الشوارع باسم “تيك.” والنتيجة هي هلاك أذن البحر وانتشار الإدمان والعنف على نطاق واسع في شوارع المدن. “الآن، الجريمة المنظمة هي من تكسب الحرب. ارتفع صيد أذن البحر الجائر إلى أعلى مستوياته منذ 20 عاماً”، بحسب ذكرت مراسلة سي بي إس نيوز، ديبورا باتا، في عام 2018. “لقد أصبح الأمر خطيراً جداً في جنوب أفريقيا لدرجة أن هناك عصابات مسلحة تحاول فعلياً مهاجمة الشاحنات التي تحمل كميات قانونية من أذن البحر”. مع قيام عصابات الثالوث الصينية بتجاوزات في جميع أنحاء إفريقيا، فإن أذن البحر ليس السلعة الوحيدة التي يستهدفونها. فهم متورطون بقطع الأشجار غير القانوني، وتقليد السلع، والاتجار بالمخدرات، والبغاء، والقمار وغيرها من أعمال الاحتيال. في مقال عن المافيا الصينيية، كتب جاري بوش، “إن هؤلاء المجرمين الصينيين ليسوا من رواد الأعمال في القطاع الخاص الذين يسعون إلى كسب المال بسرعة، حتى لو كان ذلك بشكل احتيالي”. “لكنهم يشكلون جزءاً من جماعات إجرامية قديمة جيدة التنظيم تتميز بانضباط داخلي شديد”. تاريخ طويل يعود تاريخ الثالوث إلى القرن السابع عشر في الصين عندما تشكلت منظمات سياسية سرية للإطاحة بسلالة تشينغ. وقد أطلق عليهم المسؤولون الاستعماريون البريطانيون اسم “الثالوث” بسبب رمز المثلث المخيط على الأعلام والرايات. ويرمز هذا الرمز للعناصر الثلاثة للكون وهي: السماء والأرض والإنسان. نظرًا لأصولها كمجموعة سياسية سرية، طور الثالوث طرقًا سرية للتعرف على الأعضاء وأشكال غامضة من التواصل وطقوس مفصلة للمنضمين إليه. وقد ازدهرت في هونج كونج ولكن لم يكن لديها هيكل هرمي صارم مثل جماعات المافيا الأخرى. وعلى الرغم من أنه يدار من قِبَل زعيم يُعرَف باسم “رأس التنين “، إلا أن جنود المشاة يحصلون على رتب عددية ويسمح لهم بالتفرع لتشكيل عملياتهم الإجرامية المصغرة. ولا تتدفق أرباح العمل بطريقة منظمة ويتم تقاسمها حسب الحاجة وأحياناً كهدايا، بحسب ما كتب بيتر جاسترو لصالح معهد الدراسات الأمنية. أحد مسؤولي الحفظ يحمل أذن البحر المصادرة من الصيادين الجائرين في كيب تاون بجنوب أفريقيا. رويترز وبحلول القرن العشرين، كانت الطموحات السياسية للثالوث قد ولت منذ فترة طويلة. ففي العقود الأخيرة، شاركت هذه الجماعات بصفة رئيسية في الاتجار بالمخدرات والسلع الأساسية. وبحلول الوقت الذي أعيد فيه إدماج هونغ كونغ كجزء من الصين، قدر المسؤولون أن هناك نحو 50 منظمة نشطة تضم نحو 80,000 عضو تابعة للثالوث. الثالوث الحديث أكثر تنظيماً بقليل من أسلافهم القدامى. ويقودهم “رئيس” أو “رأس التنين” الذي يسيطر على الملازمين الذين يضطلعون بمسؤوليات مثل مسك الدفاتر أو قبول الأعضاء أو التنسيق مع المجموعات الأخرى. ويُعرف الجنود المشاة باسم “49-ers” وقد يُطلب منهم نقل أو تخزين بضائع غير مشروعة. وتتكون أدنى رتبة من من “المصابيح الزرقاء” وهي تضم شباباً يطمحون للانضمام إلى عصابات الثالوث. ويطلب منهم القيام بأخطر الأنشطة الإجرامية. وكتب جاسترو، “توفر مدونة صارمة لقواعد السلوك تستند إلى يمين مفصل بالولاء التماسك والانضباط الضروريين داخل المجموعة، بغض النظر عن المكان الذي قد يجد الأعضاء أنفسهم فيه”. جرائم في جميع أنحاء القارة نشطت الجماعات الإجرامية الصينية في جنوب أفريقيا في السبعينيات من القرن الماضي عندما انخرطت في تجارة زعانف سمك القرش غير المشروعة. وبحلول الثمانينات من القرن الماضي، كانت هذه الجماعات قد بدأت تصوغ نفسها على غرار عصابات الثالوث، وبدأت تمارس أنشطة غير مشروعة اخرى مثل القمار وتهريب البشر وبيع الأسلحة والاتجار بالمخدرات. وبحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت هناك أربع عصابات ثالوث رئيسية في جنوب أفريقيا. وكانت تعمل بشكل مستقل عن بعضها البعض وعن قادتها في هونج كونج ولكن كان لديهم صلات قوية بالتسلسل الهرمي الأوسع. وعادة ما يزور أعضاء عصابات الثالوث جنوب أفريقيا، ويستكشفون المواقع، ويعودون إلى الصين للحصول على المال. وبمجرد عودتهم إلى جنوب أفريقيا، ينشئون عمل تجاري كواجهة شرعية مثل مصنع نسيج أو نادي ليلي ويباشرون بالعمليات. الصيادون من جنوب أفريقيا يقومون بإعداد قواربهم وشباك الصيد الخاصة بهم. قضى الصيد الجائر على أنواع معينة من الأسماك والرخويات.وكالة فرانس برس/جيتي إيميجز وقال جاسترو أن العنف بين العصابات، نادر لكن أعضاء عصابات الثالوث لا يرحمون المنافسين ويأمرون بالقتل التعاقدي. وينفق أعضاء عصابات الثالوث بسخاء لمحاولة إفساد الشرطة ومسؤولي الدولة ذوي المستوى المنخفض، ولحماية عملياتهم. وليست جنوب أفريقيا البلد الوحيد التي تؤسس فيه العصابات الصينيون وجوداً فيها. فقد وردت تقارير عن مجرمين ذوي صلة بعصابات الثالوث يعملون في كينيا وتنزانيا، وزامبيا وزيمبابوي. وفي ناميبيا، يشرف زعيم صيني تربطه صلات بالثالوث على إمبراطورية غير قانونية لقطع الأشجار تقوم بقطع الأخشاب من الغابات في أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا. وقد ألقي القبض عليه ثماني مرات بتهم تتعلق بالحياة البرية ولكنه لم يحاكم قط. وفي أجزاء أخرى من القارة، بدأت عصابات الثالوث الصينية في تصدير جلود الحمير بشكل غير قانوني لتغذية الطلب المتزايد في آسيا حيث تستخدم الجلود في الطب التقليدي. “في نيجيريا إلى جنوب أفريقيا، قامت العصابات بمداهمة المزارع وتهريب جلود الحمير إلى الوسطاء الصينيين”، بحسب ما افادت به فورين بوليسي. تأثير يسبب التآكل تأثير الجريمة المنظمة ملحوظ في أجزاء من جنوب أفريقيا. في الصباح الباكر، يمكن رؤية الصيادين الجائرين يتجمعون على شواطئ كيب الغربية. من كيب أغولاس إلى كيب كولومبين، مناطق ارتكاب الجرائم مقسّمة ومُسًيطر عليها من قبل عصابة سجن تعرف بـ “الأرقام”. في أيام معينة، كل ما يخرج من البحر — أذن البحر، سرطان البحر، حلزون البحر- يكون لهم، بحسب ما كتب الصحفي الجنوب أفريقي جون غروبلر في صحيفة فري ويكبلاد، وهي صحيفة الكترونية. “يهبطون في وضح النهار وبأعداد كبيرة على الشواطئ القذرة لأخذ أي أذن بحر يستطيعون العثور عليه دون أن تحرك الشرطة ساكناً”. ولكن المستفيدين الحقيقيين هم المصدرون الصينيون الذين يسيطرون على التجارة. تسعون بالمئة من صادرات أذن البحر تذهب إلى هونج كونج. ولأن المصدرين الصينيين كثيراً ما يدفعون المخدرات مقابل اذن البحر، فقد ارتفعت معدلات الإدمان بشكل كبير. لدى جنوب أفريقيا الآن أعلى معدل لاستخدام الميثامفيتامين من أي بلد في العالم. وأفاد غروبلر أن الجماعات الإجرامية الصينية قد أفسدت أيضًا بعض مسؤولي إنفاذ القانون المحليين من خلال الرشوة. السكان لافتات يعرض تحتج على عنف العصابات في بلدة مانينبرغ، كيب تاون، جنوب أفريقيا. رويترز “وقد أدمجت ثقافة الخوف هذه الجريمة المنظمة في صميم نسيج المجتمع المحلي، حيث أصبح الجميع يعتمد على الاتجار بطريقة أو بأخرى: من المراقبين ومالك المرآب الذي يبيعهم الوقود إلى الجدة تالتي خزن صيد ليلة واحدة في ثلاجة في غرفة خلفية”، كما كتب غروبلر. الخاسرون جراء هذه العملية كثيرون. ففي كيب الغربية، وجد الصيادون الحرفيون أنه من المستحيل مواكبة الصيادين الجائرين. وحسب بعض التقديرات، يبلغ حجم الاتجار غير المشروع 10 أضعاف حجم التجارة المشروعة. وشهد الصيادون تضاؤل الحياة البحرية وتعرض مصدر رزقهم للخطر. كما أن فقدان أذن البحر يخل بالتوازن الإيكولوجي في المياه الساحلية لأن هذه الرخويات تأكل الأعشاب البحرية وتنظف المياه. وعلى اليابسة، أصبحت مجتمعات صيد الأسماك التي كانت هادئة من قبل مواقع لحروب العصابات على اماكن ارتكاب الجريمة. “الفائزون الحقيقيون الوحيدون كَانوا العصابات الصينية الغامضة المعروفة بأنّها كَانتْ وراء تبادل المخدّراتِ مقابل أذن البحر منذ أوائل التسعينيات”، بحسب ما قال غروبلر. تأثير الجريمة المنظمة الجريمة المنظمة تؤدي إلى تآكل المجتمع بطرق متعددة تمتص عائدات الضرائب: عندما يتم الاتجار بالموارد بشكل غير مشروع، تُحرم الدولة، وبالتالي الشعب، من الاستفادة من بيع المنتج. تفسد الدولة: يدفع المجرمون المنظمون رشاوى لتجنب كشفهم وإنفاذ القانون ضدهم. هذه المدفوعات غير القانونية تجعل إنفاذ القانون أقل فعالية وتشجع المسؤولون على طلب الحصول على رشاوى من الشركات المشروعة. تضعف الثقة في الدولة: عندما يعمل المتجرين دون عقاب، يفقد المواطنون الثقة في إنفاذ القانون ويصبحون أكثر ميلا إلى المشاركة في الاقتصاد غير المشروع. تنتج عنفاً إضافياً: يؤدي الاتجار بالموارد الطبيعية إلى المعرك حول مناطق ارتكاب الجريمة، وأعمال القتل، ويرتبط عادة بتجارة المخدرات. وفي حالة الاتجار بأذن البحر، كثيرا ما يُدفع للصيادين الجئرين مخدرات، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الإدمان. تم صيد 96مليون من رخويات أذن البحر بشكل جائر بين عامي 2000 و 2016 % 43 من المحاصيل غير المشروعة تُصًدر عبر دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى % 90 من الصادرات تذهب إلى هونغ كونغ