لا تسلم نيجيريا من مخاطر شتى تهدد ممراتها المائية الساحلية والداخلية، ولهذا تُنشئ وحدة بحرية من قوات النخبة للقيام ببعض من أخطر العمليات وأشدها تعقيداً، مثل إنقاذ الرهائن، ومكافحة القرصنة، وتعقب الإرهابيين براً وبحراً.
فقد ألحقت البحرية النيجيرية 33 خريجاً بخدمة الزوارق الخاصة في آب/أغسطس، وأفادت صحيفة «ذيس داي» أن أقل من نصف من التحقوا بدورة «قدرات التشغيل الأساسية» الشاقة، التي استمرت 36 أسبوعاً، نجحوا في اجتيازها.
وقال اللواء البحري أُو أُو سويمي، قائد قيادة العمليات الخاصة، للخريجين: ”لقد أظهرتم من قوة العقل والجسم والإرادة ما يضاهي قوات العمليات الخاصة في شتى بقاع العالم، وصرتم تملكون كل ما يدعو للعزة والفخر بأنفسكم.“
تخلل الحفل عروضٌ للهجوم البرمائي، وإنقاذ الرهائن، والنزول بالحبال إلى الماء من مروحية، ومهارات أخرى. وذكر سويمي أنهم سيستفيدون من هذه المهارات والتدريب عما قريب، وحذَّر عناصر خدمة الزوارق الخاصة الجدد من أن العمل لن يكون هيناً.
فقال: ”ستتطلب مثل هذه اللحظات تفانيكم وتضحياتكم، فكونوا على أُهبة الاستعداد.“
أُنشئت خدمة الزوارق الخاصة في عام 2006 على إثر الهجمات التي طالت منشآت النفط وحوادث الاختطاف طمعاً في الفدية في دلتا النيجر. وصُممت على غرار خدمة الزوارق الخاصة التابعة للبحرية الملكية البريطانية وفرق البحرية الأمريكية للعمليات الخاصة (نيفي سيلز)، وتدربت مع كلتيهما.
وحققت الكثير من النجاحات الكبرى، مثل إنقاذ 11 من أفراد طاقم سفينة حاويات هاجمها قراصنة في مياه بنين في عام 2019، وإنقاذ 18 من أفراد طاقم السفينة «إم في هايلوفانغ 2»، التي اختُطفت في مياه ساحل العاج، في عام 2020. وتضطلع بدور بارز في عمليات مكافحة التمرد البرية في الشمال الشرقي، وعمليات البحث والإنقاذ البحرية.
وفي عام 2025، أنشأت البحرية النيجيرية قيادة العمليات الخاصة على الضفة الشمالية لنهر بينو، وستدعمها وحدة مشاة البحرية النيجيرية المُشكَّلة حديثاً، وسوف تضم خدمة الزوارق الخاصة ووحدة الأمن البحري «ديب بلو».
اللواء بحري يوجينيو فاريرا، رئيس العمليات في مقر قيادة البحرية، بأن الغاية من القيادة الجديدة وإنشاء قوات مشاة البحرية هي تمكين البحرية من التصدي للتهديدات الناشئة”بقدر أكبر من الخفة والدقة والقدرة على التكيف.“
وقال في حزيران/يونيو 2025: ”تُعد القيادات الجديدة تصريحٌ جرئٌ بالنوايا، وإعلانٌ بأن البحرية النيجيرية عازمة ومستعدة واستباقية في مواجهة تحديات الأمن البحري المعقدة وغير المتناظرة التي تواجه وطننا في القرن الحادي والعشرين.“
يشتهر تدريب خدمة الزوارق الخاصة بصعوبته، ويتضمن اختبارات تحمل شديدة، وحرماناً بدنياً، وسباحة طويلة المدى. وتُركز الدورات المتخصصة على التدمير تحت الماء، والغوص القتالي، والقفز بالمظلات، والتدريب على البقاء، والفنون القتالية، والتعامل مع الأسلحة، وجمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها. ويُتوَّج التدريب بدورة «أسبوع الجحيم» التي يبلغ فيها المتدربون أقصى حدود قدراتهم البدنية والعقلية.
وفي حفل التخرج الأخير، صرَّح الرائد بحري أندرو زيدون، آمر خدمة الزوارق الخاصة، بأن المتدربين”استخدموا الآلاف من طلقات الذخيرة والعروض النارية، وأحرقوا آلاف اللترات من البترول والزيوت ومواد التشحيم، وسبحوا كيلومترات في البحر، وأجروا تمارين شديدة ساعات طوال.“
وأضاف أن الغاية من هذا التدريب المضني هي أن ينتصروا في المعركة قبل أن تطأ أقدامهم ساحتها.
وقال: ”لقد أظهروا من اللياقة البدنية، والقدرة الذهنية، والاستعداد النفسي، والثبات الانفعالي ما يغنيهم لأداء المهام التي ستكلفهم بها البحرية النيجيرية.“