تسعى القوات الجوية النيجيرية إلى رفع معدل جاهزية أسطولها للطيران إلى 90% بحلول الربع الأخير من العام.
ويحدث ذلك في إطار اهتمامها بالاعتماد على الذات وبناء ثقافة قوية للصيانة في القوات الجوية. يبلغ معدل جاهزية الأسطول للطيران حالياً 73%، أما 90% فهو معيارٌ مرتفع.
قال الفريق طيار حسن بالا أبو بكر، رئيس أركان القوات الجوية، في كلمته الافتتاحية في «مؤتمر هندسة الطائرات» لعام 2025 في أبوجا: ”إن نجاح المهام في العمليات الجوية المعاصرة مرهونٌ بتوفر الطائرات وجاهزيتها للطيران وأدائها المستدام.“
وأفاد موقع «ميليتري أفريكا» أن أبو بكر ذكر أن الاستثمار في الصيانة التنبؤية وقطع الغيار والمعدات الأرضية وأنظمة التوثيق الرقمي سيساعد في تحقيق هدف الجاهزية للطيران. ويتجلى هذا الجهد فيما تعزز القوات الجوية أسطولها، فقد انضمت إليها 15 طائرة جديدة في العامين الماضيين، ومن المتوقع أن تتسلم 49 طائرة إضافية متطورة (مزيج من المقاتلات والمروحيات وطائرات النقل) بنهاية عام 2026.
وقال أبو بكر: ”كلٌ من هذه الطائرات المتقدمة تتطلب صيانة متطورة قائمة على البيانات حتى تظل جاهزة للقيام بالمهام“، وأضاف أن العمل ببروتوكولات التوثيق الرقمي مؤخراً سيعزز دقة الصيانة والمساءلة.
كما شدَّد على أهمية الشراكات المحلية لتقليل الاعتماد على الخدمات الأجنبية، فزار في كانون الأول/ديسمبر منشأة «كافرتون هليكوبترز» لصيانة الطائرات وإصلاحها وتجديدها في لاغوس للوقوف على تقدم عمليات التفتيش التي استمرت 2,500 ساعة وخمس سنوات لطائرات «بيل-412» التابعة للقوات الجوية. وأفاد موقع «ميليتري أفريكا» أنه وصف التعاون الجاري مع «كافرتون» بأنه حلٌ مستدامٌ يتفق مع أولويات القوات الجوية.
ونجح مهندسو القوات الجوية في حزيران/يونيو 2024 في إجراء صيانة دورية استمرت 4,800 ساعة لمستودع طائرة من طراز «دورنير 228»، وهي طائرة متعددة الاستخدامات بمحرك توربيني مزدوج، معروفة بمتانتها وقدرتها على الإقلاع والهبوط على مدارج قصيرة. وكانت هذه المهمة تُسند فيما مضى إلى شركات صيانة وإصلاح أجنبية.
كانت الصيانة الداخلية مجدية من حيث التكلفة، وقللت من وقت تعطل طائرة «دورنير 228»، وذكر موقع «ميليتري أفريكا» أن اللواء طيار بيوس أوهيميري، رئيس قسم هندسة الطائرات، صرَّح بأن هذا الإنجاز إنما يدل على الخبرة الهندسية المتنامية للقوات الجوية.
كما تتكيف القوات الجوية النيجيرية مع التهديدات والتحديات الأمنية المتطورة، لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وأمن الحدود. فعلى مدى العقد الماضي أو نحوه، أجبرها انخراطها في حرب غير متناظرة على تعديل أسلوبها في التعامل مع التهديدات غير التقليدية الناجمة عن الجماعات الإرهابية، ولا سيما بوكو حرام.
فقامت بإصلاح مناهجها التدريبية للتكيف مع تكتيكات الإرهابيين الأكثر تطوراً، وعززت البحث والتطوير لمواكبة التقنيات الناشئة وتطبيقاتها في الحروب الحديثة، وعملت على إنشاء مركز لتطوير الطائرات.
واكتسبت بعض الزخم مؤخراً، فنجحت منذ كانون الثاني/يناير في قتل 592 إرهابياً في ولاية بورنو وسط حملة لمكافحة الإرهاب ضد بوكو حرام وسائر الجماعات الإرهابية. كما دمرت أكثر من 200 مركبة و166 مركزاً للإمداد والتموين خلال عمليات مكثفة في أرجاء الولاية.
وقال أبو بكر في تقرير لموقع «أفريكا نيوز»: ”تتسم حملتنا الجوية هذا العام بأنها أسرع وأدق وأحكم، ونعمل على القضاء على أهداف ثمينة، وشل شبكات الإمداد والتموين، وتفكيك الخلايا التي تعكر صفو السلام في الشمال الشرقي.“
واشتملت هذه العمليات على ضربات جوية لمواقع حيوية مثل أزير ودامبوا وديكوا وفاتوري وغونوري ومالام. ونفذت طائرات القوات الجوية 798 مهمة قتالية، وسجلت أكثر من 1,500 ساعة طيران عملياتية في إطار «عملية هادين كاي»، وهي المهمة التي يقوم بها الجيش لمكافحة الإرهاب في المنطقة.
وأعلنت في منتصف آب/أغسطس أنها قتلت عدداً من الخاطفين المسلحين في عملية جوية وبرية مشتركة في غابة ماكاكاري بولاية زمفرة، حيث ورد أن أكثر من 400 مسلح كانوا يستعدون للإغارة على إحدى القرى، إذ باتت الغابة وكراً للمهاجمين الذين يرتكبون عمليات اختطاف كبرى في المنطقة. وقال العميد طيار إيهيمن إيجودامي، المتحدث باسم القوات الجوية النيجيرية، لهيئة الإذاعة البريطانية إن الضربات الجوية، بالتنسيق مع الهجمات البرية، نجحت في قتل ”العديد من زعماء قطاع الطرق المشهورين وعشرات من جنودهم المشاة.“
كما تعمل القوات الجوية النيجيرية مع بلدان إفريقية أخرى، ففي أيلول/سبتمبر 2024، تعهد أبو بكر ونظيره المصري، الفريق محمود فؤاد عبد الجواد، بتعزيز التعاون والتكاتف، لا سيما في تدريب الطيارين والبحث والتطوير.
وقال اللواء طيار إدوارد جابكويت، مدير العلاقات العامة والإعلام في القوات الجوية النيجيرية، في بيان: ”أقر الزعيمان بالتاريخ الحافل بالتعاون بين قواتهما الجوية في مجال التدريب، واتفقا على ضرورة تعزيز الاستفادة من ذلك، ولا سيما من جانب القوات الجوية النيجيرية، إذ استفادت من قبل من تدريب نحو 50 طياراً على يد القوات الجوية المصرية.“