حين نشب حريقٌ هائلٌ في «محمية جنوب توركانا الوطنية» بكينيا، هرع الجنود المشاركون في عملية «ماليزا أوهاليفو» التابعة لقوات الدفاع الكينية لإخماده وإنقاذ الأراضي والممتلكات والأرواح الثمينة.
وكانت هذه الاستجابة في كانون الثاني/يناير 2025، وشارك فيها إدارة الحياة البرية الكينية، ووحدة الخدمات العامة، وهيئة المتنزهات الوطنية، ووحدة مكافحة سرقة الماشية.
وليس هذا سوى آخر مثال على إنجازات عملية «ماليزا أوهاليفو» التي أُطلقت في عام 2023 للتصدي لقطاع الطرق في منطقة شمال الوادي [المتصدع] والمحافظة الشرقية. وكان أشد ما أثار القلق تصاعد الاشتباكات بين ميليشيات الرعاة المُدججين بالسلاح، إذ يسرقون الماشية ويُروعون المجتمعات، ويُعرفون أحياناً باسم «أمراء حرب الماشية».
كشف مشروع بيانات مواقع النزاعات المسلحة وأحداثها أن أعمال العنف على أيدي الرعاة انخفضت بنسبة %50 في السنة الأولى لعملية «ماليزا أوهاليفو»، وقال في عام 2024: ”تميَّزت العملية بفرض حظر تجول من الغسق إلى الفجر، وتعقب الميليشيات، ومصادرة الماشية المسروقة.“
وصرَّحت وزارة الداخلية أن سرقة الماشية تراجعت بنسبة %60 في المنطقة في الفترة من شباط/فبراير 2023 وحتى نهاية عام 2024، ونُفذت عملية مباغتة في كانون الأول/ديسمبر 2024، نجحت في ضبط 172 سلاحاً نارياً غير قانوني، واستعادة أكثر من 10,000 رأس ماشية مسروقة، وأسفرت عن القبض على 250 من المشتبه بهم ومحاكمتهم.
وأضافت وزارة الداخلية: ”تحسَّن الوضع الأمني في شمال الوادي كثيراً بفضل هذا التعاون بين أجهزة الدولة، فقد نجح رجال الأمن على الأرض في نزع سلاح المئات من قطاع الطرق، وتفكيك أوكارهم في الأراضي الوعرة، وإعادة الاستقرار إلى المجتمعات المتضررة.“
كما تعمل قوات الدفاع الكينية على إعادة الحياة المدنية في المنطقة إلى طبيعتها، وخصصت الحكومة 100 مليون شلن كيني [نحو 770 مليون دولار أمريكي] لتجديد المدارس المغلقة بسبب العنف وإعادة فتحها، وأفادت صحيفة «ذا ستار» الكينية أن قوات الدفاع تقود هذه الجهود، وأن 26 مدرسة فتحت أبوابها من جديد، فعاد 4,000 طالب وطالبة إلى دراستهم.
وقالت وزارة الداخلية: ”بينما نحتفل بما حققناه من تقدم، لا تزال 13 مدرسة مغلقة، ونُقل تلاميذها إلى مدارس أخرى، وإننا ندرك أن مسيرة السلام الدائم مستمرة، ومع تقدمنا في عملية «ماليزا أوهاليفو»، لن نفتر عن الاستكثار من هذه المكاسب حتى ينعم شمال الوادي بالأمن وتنعم كينيا بالأمان.“