تسلمت تونس زورقَي دورية من طراز «آيلاند» بطول 34 متراً من الحكومة الأمريكية، وذلك لتعزيز قدرتها على تأمين سواحلها التي يبلغ طولها 1,148 كيلومتراً، ولا تسلم من خطر التهريب والجريمة المنظمة والإرهاب.
يُسمى الزورقان «تازركة» و«منزل بورقيبة»، وقد كانا فيما مضى يعملان في أسطول خفر السواحل الأمريكي، ثم خضعا لعملية تجديد وتحديث قبل تسليمهما إلى تونس. وكشف موقع «ميليتري أفريكا» أن سرعتهما تصل إلى 29.5 عقدة، ويقطعان مسافة 3,000 ميل بحري. ومزودان بمدفع رشاش من طراز «إم كيه 38» عيار 25 ملم، ورشاشين عيار 50، وأنظمة رادار وملاحة متطورة، ومحركَي ديزل بقوة 1,600 حصان، ومقاعد تمتص الصدمات، ونظام تحكم في درجة الحرارة، ويستوعبان طاقماً مكوناً من 16 فرداً، ويمكنها البقاء في البحر ما يصل إلى خمسة أيام دون الحاجة إلى التزود بالوقود.
أشاد السيد خالد السهيلي، وزير الدفاع الوطني التونسي، في بيان له بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وعراقة الشراكة الاستراتيجية بينهما، وتعاونهما الثنائي. وقال إن تونس مستعدة لتعزيز التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة للنهوض بالقدرات العملياتية وتبادل الخبرات العسكرية.
قام المسؤولون بتدشين الزورقين يوم 17 نيسان/أبريل، وهو اليوم نفسه الذي زارت فيه حاملة الطائرات الأمريكية «ماونت ويتني» حلق الوادي، مقر القاعدة البحرية الرئيسية لجيش البحر التونسي.
ومن المتوقع أن تشتري تونس أيضاً عدداً غير معلن من زوارق الدورية من طراز «آرك إنجل» بطول 20 متراً من الولايات المتحدة بتكلفة إجمالية تُقدَّر بنحو 110 مليون دولار أمريكي، وستشمل الصفقة التدريب، ونظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس)، وأنظمة الملاحة والاتصالات. والزوارق مخصصة لاستخدامها بالقرب من الشواطئ وفي الممرات المائية الداخلية. وقال محللون لموقع «بريكينغ ديفنس» إن مثل هذه الزوارق عظيمة النفع لمكافحة التهريب ودوريات الأمن الخفيفة.
بدأ وضع تونس كقوة بحرية إقليمية يتغير تغيراً جذرياً في عام 2009، إذ حصلت آنذاك على تمويل عسكري من الولايات المتحدة بقيمة 14.5 مليون دولار لشراء 10 زوارق استجابة صغيرة بطول 8 أمتار وخمسة زوارق استجابة متوسطة بطول 13 متراً، إلى جانب قطع الغيار والتدريب والدعم. ومن المعهود أن تُستخدم زوارق الاستجابة في عمليات مكافحة المخدرات، والبحث والإنقاذ، واعتراض عمليات الاتجار، والاستجابة البيئية.
وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة استثمرت منذ عام 2011أكثر من مليار دولار في التعاون الأمني مع تونس.
تسليم أسلحة أخرى مؤخراً
سلمت الولايات المتحدة جيش الطيران التونسي في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 طائرة من طراز «سي-130 إتش 2 هيركوليز» بقيمة 36 مليون دينار تونسي (12 مليون دولار)، إذ يقوم بعملية موسعة لتحديث أسطول طائرات النقل. ويُشار إلى أن طائرة «سي-130» عبارة عن طائرة نقل عسكرية ذات أربعة محركات توربينية، أُنتجت لأول مرة في الولايات المتحدة في عام 1955، ولا تزال تُصنع نسخ محدثة منها، وقد صُممت لنقل القوات جواً لمسافات متوسطة والهبوط على المدارج القصيرة والأساسية. وهي أكبر طائرة في التاريخ تهبط على ظهر حاملة طائرات،
وعززت تونس قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع لديها في أيلول/سبتمبر 2024 بحيازة أربع طائرات من طراز «تكسترون أفييشن سي-208 بي غراند كارافان إكس» من الولايات المتحدة، وهي مصممة للقيام بمهام الاستخبارات، ذلك لأنها مزودة بقدرات الرؤية الليلية وغيرها من أجهزة المراقبة المتطورة. وهذه الطائرات غير مسلحة، لكنها مصممة لتوفير بيانات ومعلومات استخبارية شديدة الأهمية لحظة بلحظة، فتحسِّن قدرة تونس على مراقبة التهديدات والتعامل معها. وقد بلغت قيمة الصفقة 54 مليون دولار، وتضمنت حزمة دعم شاملة من قطع الغيار والتدريب على الطيران والرسومات الفنية ودعم الإمداد والتموين ومعدات الدعم الأرضي،