وقع هجوم ليلي على قاعدة عسكرية نيجيرية في شمال شرقي ولاية بورنو مؤخراً، بدأ بأربع مسيَّرات مُحمَّلة بقنابل يدوية.
وشنت ولاية تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا (داعش غرب إفريقيا) هجومها على مدار الساعات القلائل التالية، فصدَّه الجنود النيجيريون المتمركزون بالقرب من الحدود مع الكاميرون حتى وصلهم الإسناد الجوي من القوات الجوية النيجيرية، وقُتل خمسة منهم في الهجوم.
منذ سنوات ونيجيريا تقاتل العناصر الإرهابية من داعش غرب إفريقيا في الولايات الشمالية الشرقية المجاورة لبحيرة تشاد، وكشف هجوم واجيكورو الدموي أنه بات آخر جماعة متطرفة تُسلِّح المسيَّرات المتوفرة في الأسواق، فتعزز قدرته على مهاجمة الجنود والمدنيين مع تقليل المخاطر على مقاتليه لأدنى حد.
وقال السيد صمويل مالك، الذي يعمل مع منظمة «غود غفرنانس أفريكا»، لقناة «دويتشه فيله» الألمانية: ”أثبت داعش غرب إفريقيا تفوقه في التكيف والتعلم والتطور للتعامل مع الاستراتيجيات العسكرية التي تنتهجها الدولة، وإقبالهم على تكنولوجيا المسيَّرات إنما يدل على اتجاهات عالمية أوسع في الحروب، إذ تستكثر الجهات الحكومية وغير الحكومية من المسيَّرات في العمليات الهجومية والدفاعية.“
قبل هجوم واجيكورو، استخدم داعش غرب إفريقيا، كسائر الجماعات الإرهابية في أرجاء إفريقيا، المسيَّرات في المقام الأول لإجراء عمليات المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية وتصوير الدعاية، ويرى السيد فنسنت فوشيه، الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أن اللجوء إلى المسيَّرات المسلحة في الهجمات ربما يدل على أن داعش غرب إفريقيا يتلقى المساعدة والمشورة من تنظيم داعش الأكبر.
فقد أجرى فوشيه مقابلات مع مقاتلين سابقين في داعش غرب إفريقيا، قالوا إن تنظيم داعش يرسل مستشارين لمساعدة فصيلهم.
وقال لوكالة أنباء «رويترز»: ”يمكنها تحسين التكتيكات، وقد رأينا استخدام المسيَّرات والمتفجرات والهجمات الموسعة، ويمكن اعتبار ذلك من آثار المشورة التي يشير بها تنظيم داعش.“
ولهذا السبب، يقول محللون أمثال السيد تايو أديبايو، الباحث في معهد الدراسات الأمنية بجنوب إفريقيا، إن نيجيريا عليها تعزيز جهودها لقطع إمدادات المتطرفين وتجفيف منابع تمويلهم.
وقال لدويتشه فيله إن ما يقوم به داعش غرب إفريقيا من تحويل المسيَّرات التجارية الرخيصة إلى قنابل طائرة تجعله أقدر على نشر الخراب والدمار، وهذا يهدم الثقة في الجيش، ويرى أن هذا يمكن أن يزيد عدد المجنَّدين في صفوف التنظيم.
وإنما وقع الهجوم الذي شنه في واجيكورو في إطار تجدد أعمال العنف على أيدي المتطرفين ضد الأهداف العسكرية والمدنية في شمال شرقي نيجيريا، ففي الأشهر الأخيرة، كفَّ كلٌ من داعش غرب إفريقيا وغريمته بوكو حرام عن الاقتتال فيما بينهما، وأمعنا في بث الرعب والخوف في المجتمعات التي يعيثان فيها فساداً، ولما كثرت الهجمات، كثر فيها استخدام المسيَّرات والقنابل المزروعة على جانب الطرق، وقُتل في الأسابيع الأخيرة ما يقرب من 50 شخصاً إما في هجمات مباشرة أو في انفجارات على جانب الطرق في ولايتي أداماوا وبورنو، وأسفرت الهجمات الإرهابية في المجمل عن سقوط 100 قتيل في شمال شرقي نيجيريا في نيسان/أبريل.
وحذَّر السيد باباغانا زولوم، حاكم ولاية بورنو، من أن المتطرفين يتقدمون، ودعا مؤخراً هو وحكام آخرون في شمال شرقي البلاد الحكومة الاتحادية إلى إعادة النظر في نهجها لمكافحة الإرهاب في المنطقة، وقال مالك لدويتشه فيله إن الجيش يجب أن يكثف العمل لتعطيل استخدام المسيَّرات على داعش غرب إفريقيا.
وقال: ”لا بدَّ من التعجيل بنشر أنظمة قادرة على اكتشاف المسيَّرات المعادية والقضاء عليها؛ ويمكن الانتفاع بأدوات مثل أجهزة التشويش وأنظمة الكشف بالرادار وتقنيات التضليل لحماية الأصول العسكرية والبنية التحتية المدنية من هجمات المسيَّرات.“