أسرة منبر الدفاع الإفريقي
ظلت ولاية غرب دارفور ما يقرب من عام في قبضة قوات الدعم السريع شبه العسكرية، وإذا بها تغدو جبهة جديدة في الصراع بين الجنرالَين المتقاتلَين في السودان.
فقد حققت القوات المسلحة السودانية والميليشيات الإقليمية انتصارات مهمة على مقاتلي الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة، كان آخرها استعادة مدينة كُلبُس. وصرَّحت القوات المشتركة السودانية (القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح سابقاً) أنها سيطرت على جبل أوم بالقرب من حدود السودان مع تشاد،
وهذه القوات موالية للجيش السوداني.
وتضم القوات المشتركة ميليشيات من دارفور مثل حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، ويقود حركة تحرير السودان مِني مِناوي، حاكم إقليم دارفور، وقد اتهم الدعم السريع بتعبئة مقاتلين من غرب إفريقيا للانضمام إلى القتال في دارفور.
وسيطرت القوات المشتركة على المثلث الحدودي بين السودان وليبيا وتشاد في تموز/يوليو، فقطعت طريقاً يمكن أن يُستعمل لإمداد قوات الدعم السريع، إذ تتزود بالأسلحة وسبل الدعم الأخرى من المرتزقة الروس عن طريق المشير خليفة حفتر، الزعيم العسكري لشرق ليبيا.
كما ساهمت القوات المشتركة في استعادة قاعدة بئر مزة العسكرية التابعة للجيش وأراضٍ واقعة شمال كُتُم في شمال دارفور في مطلع تشرين الأول/أكتوبر، وكانت تلك القاعدة واحدة من أشد مواقع الدعم السريع تحصناً. وأكد قادة ميدانيون في القوات المشتركة لصحيفة التغيير السودانية أن مقاتليهم دمروا وحدة متنقلة للدعم السريع بالقرب من كُتُم.
وقال الرائد أحمد حسين، المتحدث باسم القوات المشتركة، لراديو دبنقا إن الهدف مما فعلوه هو قطع خطوط إمداد الدعم السريع في دارفور.
وقال الصحفي علاء الدين بابكر، المقيم في الجنينة عاصمة غرب دارفور، لراديو دبنقا: ”ويقول العديد من المراقبين إن الهجمات على مناطق غرب دارفور لا تهدف إلى الاستيلاء على الجنينة، بل إنها تكتيك لتشتيت الانتباه لتخفيف الضغط على مدينة الفاشر المحاصرة.“
والفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وظلت شهوراً محور قتال حامي الوطيس إذ لا تزال شمال دارفور الجزء الوحيد من إقليم دارفور الذي لم يقع في قبضة الدعم السريع بعد.
وفي ظل انتصارات القوات المشتركة في غرب دارفور، ما كان من قوات الدعم السريع إلا أن نشرت جموعاً من المقاتلين في مدينتي سِربا وجبل مون، الواقعتين بين كُلبُس والجنينة. وتسيطر قوات الدعم السريع على الجنينة منذ منتصف عام 2023.
وأفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن قوات الدعم السريع وحلفاءها قتلوا الآلاف منذ سيطرتهم على غرب دارفور في أواخر عام 2023.
وذكرت أن هجمات الدعم السريع كانت تستهدف قبائل المساليت غير العرب في غرب دارفور، وهم نصف سكان الجنينة، وتعرضت منازلهم ومشاريعهم للنهب والتدمير؛ وهذا ما ذاقوه من قبل على أيدي الجنجويد في دارفور منذ 20 سنة، وقد خرجت قوات الدعم السريع من رحم هؤلاء الجنجويد.
وصرَّح قادة القوات المشتركة أن نصر قواتهم على الدعم السريع في كُلبُس أسفر عن تدمير 14 مركبة للدعم السريع ومقتل العشرات من المقاتلين.
وقال مِناوي لصحيفة «سودان تربيون» إن القوات المشتركة”لقنت قوات الدعم السريع درساً آخر لن ينسوه بالتأكيد.“