أطلقت القوات المسلحة السنغالية عملية برية ونهرية وجوية في شباط/فبراير 2024 لنشر الأمن في أقصى الشرق المتاخم لمالي. وأسفرت هذه العملية، المعروفة بعملية «حارس الشرق»، عن تفكيك مواقع للتنقيب عن الذهب بطرق غير قانونية على طول نهر فاليمي، وتعطيل طرق التهريب، والقضاء على العصابات العنيفة التي ترهب المنطقة.
وقالت مديرية الإعلام العسكري السنغالية في بيان: ”يكمن الهدف في تعزيز أمن السكان الذين يعيشون على طول الحدود، واتُخذت إجراءات في جميع القرى الحدودية والمواقع ذات الأهمية الاقتصادية وكذلك الأماكن غير المأهولة.“
وكانت العملية مستمرة حتى نيسان/أبريل 2024، ونوَّه الجيش السنغالي إلى التعاون مع نظيره المالي للتصدي لجماعة مسلحة ”شديدة العنف“ تنشط في المنطقة. وتضمنت الجهود المبذولة القيام بدوريات برية ونهرية، واستطلاع الطرق التي تعبر الحدود، والتواصل مع الأهالي لتوعيتهم بالتهديدات.
وفي إحاطة نشرتها يوم 9 نيسان/أبريل، أفادت المديرية أن القوات المسلحة تركت ”أثراً ملموساً على الأرض“”، وأن الجهود مستمرة ””لتعزيز أمن الأهالي وحماية البنية التحتية والنشاط الاقتصادي.“
حذر محللون من التهديد الناجم عن توسع الإرهابين في غرب مالي على السنغال، وخاصة المقاتلين الموالين لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين المتطرفة، إذ تنشط بالقرب من الحدود السنغالية في مناطق مثل كينيبا في مالي، وهي مركز للتنقيب عن الذهب بطرق غير قانونية.
وكتب السيد ماثياس خلفاوي من معهد هدسون يقول: ”لا يستطيع المتشددون التنقيب عن الذهب بأنفسهم حتى الآن، بل يسعون إلى فرض ضرائب على عمال المناجم من الأهالي. وناهيك عن المكاسب المالية التي يحصل عليها المتشددون في هذه المناطق، فإن هذه المناطق التي ينشط فيها المجرمون مواتية للتجنيد في صفوف المتشددين.“
افتتحت السنغال في عام 2022 قاعدة عسكرية جديدة في غوديري الواقعة شرقي البلاد، غايتها تحسين قدرة الجيش على التصدي للتهديدات والاتجار عبر الحدود.