البنك الدولي
في صباح يوم عادي في المدارس الابتدائية المنتشرة في ربوع أوغندا، قد تسمع الأطفال يرددون الحروف الإنجليزية ويتبع كل حرف باسم شيء يعرفه الطفل في منزله ثم الكلمة المحلية للربط بينها وتذكرها، ويردد الأطفال كلمات Axe و banana و cup و drum حتى يتمون بقية الحروف.
هذه هي الطريقة التي تعلم بها أجيال من الأوغنديون.
صرّحت كارولين كافوما أخصائية تدريس القراءة في المراحل المبكرة لدى وزارة التربية والتعليم الأوغندية، قائلة “هذه طريقة تعلم اللغة الإنجليزية، ورغم أنه من السهل على الأطفال أن يتعلموا اللغة الإنجليزية، إلا أنه من الصعب عليهم استخدامها في دراسة المواد الأكاديمية الأخرى، لا سيما أنهم يستخدمون لغة مختلفة في المنزل.
حين بدأت أوغندا في تعميم التعليم الابتدائي المجاني في عام 1997، ثم التعليم الثانوي، شهد معدل الالتحاق ارتفاعًا كبيرًا. لكن للأسف، فإنه رغم إتاحة التعليم للجميع واكب ذلك تراجع في الجودة. وكشف استقصاء تقييم التعلم لعام 2016 أن ثلاثة طلاب فقط من بين كل 20 طالبًا في الصف الثالث يمكنهم قراءة قصة واستيعابها، وأضاف التقرير أن نصف الطلاب بوصولهم للصف الخامس يمكنهم قراءة وفهم قصة قصيرة مبسطة مكتوبة باللغة الإنجليزية.
وفي الوقت نفسه، توصّل مشروع تجريبي اسمه برنامج الصحة المدرسية والقراءة إلى أن الأطفال قد يقرأون ويفهمون على نحو أفضل إذا دُرّسوا بلغاتهم الأصلية وهو الأمر الذي أصبح يشكل جزءًا المناهج الدراسية للتعليم الابتدائي، حيث يجري تعليم الأطفال بلغة محلية خلال السنوات الثلاث الأولى من التعليم الابتدائي قبل الانتقال إلى اللغة الإنجليزية في الصف الرابع.
وتضيف كافوما: “يجب أن يُدَرَّس الأطفال بالطريقة الطبيعية التي يتعلمون بها، فيتعلموا المفاهيم على نحو أسرع ثم يُحصّلون مفردات كافية بلغتهم الأم للتعلم بطريقة متطورة”.
لكن العملية لم تكن سهلة برمتها؛ ففي البداية هناك لهجات كثيرة في المنطقة الواحدة، ففي بوسوجا الواقعة شرق كمبالا على سبيل المثال يشيع أن يتكلم الأطفال بلهجات أو لغات مختلفة تمامًا.
إن تغيير عقلية الآباء قد يستلزم وقتًا طويلًا، وفي هذا يقول موسى وامبي نائب مدير كلية الأسقف ويليس لمعلمي المرحلة الابتدائية في إيجانجا “يصعب إقناع أولياء الأمور بأن تعلم [مواد أخرى] باللغة الإنجليزية ليس الطريقة الأكثر فعالية لطلاب الصف الأول الابتدائي، لكننا سنتمكن من رؤية النتائج في الوقت المناسب”.