في سابقةٍ تاريخية، ستستضيف ليبيا تمرين «فلينتلوك» لعام 2026، وهو تمرينٌ تدريبيٌ يهدف إلى الجمع بين القوات المسلحة الليبية المنقسمة بين شرق ليبيا وغربها.
أعلن الفريق الأمريكي جون برينان، نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية لقارة إفريقيا، هذا الخبر يوم 14 تشرين الأول/أكتوبر خلال زيارة ليبيا على مدار أسبوع كامل. ويُعد تمرين «فلينتلوك» أبرز تمارين القوات الخاصة في القارة الإفريقية، وسوف يتضمن أيضاً مواقع تدريب، أو «محاور»، في موريتانيا وساحل العاج.
وقال برينان: ”لا يقتصر هذا التمرين على التدريب العسكري؛ بل يهدف إلى رأب الصدع، وبناء القدرات، ومساندة ليبيا في حقها السيادي في تقرير مستقبلها. ونحن إذ نعمل مع الليبيين من الشرق والغرب، فإننا نساهم مباشرة في الجهود الليبية لتوحيد مؤسساتها العسكرية.“
من المتوقع أن يُجرى التمرين في الربيع بالقرب من سرت، وهي مدينة ساحلية تقع على خط وقف إطلاق النار الذي يقسم البلاد إلى نصفين: الشرق والغرب، فيخضع الغرب لسيطرة حكومة الوحدة الوطنية ومقرها طرابلس، ويخضع الشرق لسيطرة المشير خليفة حفتر وجيشه الوطني الليبي.
وظل الطرفان يقتتلان سنوات، ثم أعلنا وقف إطلاق النار في عام 2020، واستمر بينهما سلامٌ هشٌ منذ ذلك الحين. ووافق مجلس الأمن الدولي في كانون الثاني/يناير 2025 على قرار بتعديل حظر الأسلحة المفروض على ليبيا لإجازة تقديم المساعدات الفنية والتدريب لتعزيز الجهود الجارية لإعادة توحيد قوات الأمن الليبية.
يجمع تمرين «فلينتلوك» نحو 1,500 جندي من أكثر من 30 دولة، ويتضمن تدريباً تكتيكياً على مهاراتٍ مثل الرماية وتكتيكات الوحدات الصغيرة والطب الميداني. ومن المعهود أن يتضمن تدريبات على مركز القيادة وتقديم المساعدة الإنسانية للمجتمعات المجاورة. ومن المقرر أن تضطلع قيادة العمليات الخاصة الإيطالية بدور قيادي في التخطيط لمحور ليبيا من تمرين «فلينتلوك 26» وتنفيذه.

وقد التقى برينان في زيارته الأخيرة باللواء عبد السلام الزوبي، نائب وزير الدفاع، والفريق أول محمد الحداد، رئيس الأركان، واللواء محمود حمزة، مدير الاستخبارات العسكرية، في طرابلس (في الغرب). ثم التقى في سرت بالفريق صدام حفتر، الابن الأصغر لخليفة حفتر، الذي عُيِّن مؤخراً نائباً لقائد الجيش الوطني الليبي (في الشرق).
لن تقتصر فوائد القوات الليبية من استضافة تمرين «فلينتلوك» على صقل مهاراتها ورفع قدراتها على مكافحة الإرهاب، بل سيكون فرصةً نادراً ما تحدث للتعاون بين مؤسساتها العسكرية.
وقالت القيادة العسكرية الأمريكية لقارة إفريقيا: ”إن مشاركة القوات الليبية من الشرق والغرب معاً تمثل تقدماً مهماً في الجهود الليبية نحو توحيد المؤسسات العسكرية وتعضيد التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وليبيا.“
كانت هذه الزيارة رابع مرة يزور فيها برينان القارة، وحدثت في عام من التواصل الهام بين الولايات المتحدة وشركائها. ففي نيسان/أبريل، قامت السفينة «ماونت ويتني»، سفينة قائد الأسطول الأمريكي السادس، بزيارة ميناءي طرابلس وبنغازي، وهي أول زيارات من نوعها تقوم بها سفينة تابعة للبحرية الأمريكية إلى ليبيا منذ 56 عاماً. ومن المتوقع أن تستمر هذه الجهود في العام المقبل.
قال برينان: ”نتمتع بشراكة متنامية وعظيمة النفع مع القوات الليبية من الشرق والغرب، ونتطلع إلى إجراء تدريب يخدم الجهود الجارية لإعادة توحيد ليبيا.“
