سيساعد مختبرٌ تشخيصيٌ جديدٌ سيراليون على النهوض بقدرتها على مكافحة الأمراض الطفيلية المنتشرة فيها.
فقد تسلَّمت السلطات الحكومية «المختبر ومركز التدريب الوطني للأمراض الطفيلية» الجديد في أواخر أيلول/سبتمبر خلال حفل تسليم أُقيم في فريتاون.
وهذا المختبر الجديد أحدث مشروع في إطار الشراكة القائمة بين سيراليون والولايات المتحدة والقيادة العسكرية الأمريكية لقارة إفريقيا في مجال الصحة العامة بموازنة تبلغ 108 مليون دولار أمريكي.
صرَّح السيد جاريد يانسي، القائم بأعمال السفارة الأمريكية، في حفل التسليم بأن الشراكة بين سيراليون والولايات المتحدة نجحت في تقليل انتشار الملاريا بين الأطفال دون سن 5 سنوات في سيراليون من 40% في عام 2016 إلى 22% في عام 2021.
أنشأ سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي هذا المختبر الجديد في عامي 2024 و2025، وتقول السلطات إنه سيرتقي بقدرة سيراليون على التصدي لتفشي الملاريا وسائر الأمراض الطفيلية الأخرى المتوطنة فيها.
وتحدث يانسي في حفل التسليم عن أهمية المختبر الجديد في دولة تُسجِّل أكثر من مليونَي إصابة سنوياً.
يستوطن سيراليون طفيلياتٌ كثيرة تُسبِّب أمراضاً كالملاريا، وداء البلهارسيا، وداء كُلابيات الذَّنَب (العمى النهري)، وداء المثقبيات الإفريقي (مرض النوم). وتحدث هذه الأمراض بسبب عدة كائنات طفيلية، كالأوليات وحيدة الخلية والديدان الخطافية والديدان المفلطحة.
ويُقدِّر باحثون في معهد سابين للقاحات أن جميع سكان سيراليون، البالغ تعدادها 8.6 مليون نسمة، مصابون بطفيليات معوية، وأن 6 ملايين منهم معرَّضون لخطر الإصابة بأمراض طفيلية أخرى مثل العمى النهري. وترتبط هذه الأمراض والطفيليات المسببة لها بعدة عوامل، منها الصحة الوقائية، وتوفر المياه النظيفة، وموارد الرعاية الصحية.
ويمكن أن تُسبب العدوى الطفيلية المرض والتعب وفقر الدم وسوء التغذية.
وقد درس الباحثون العدوى الطفيلية لدى فئات سكانية متنوعة في سيراليون، كالمزارعين في المناطق الريفية والطلاب في جامعة تقنية في كينيما، ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في سيراليون.
فتوصلت دراسة كينيما إلى أن 106 من أصل 200 طالب خضعوا للفحص لديهم أدلة على وجود ستة أنواع مختلفة من العدوى الطفيلية في مجرى الدم، غالبيتها من دود الصَّفَر الأسطواني (42%)، والديدان الخطافية (26%).
ويقول الباحثان جيمس فيكا وجوزيف هيندفيل كبانديبا في دراسة لهما نشرتها مجلة جنوب آسيا لعلم الطفيليات في عام 2024: ”تكشف هذه الدراسة بوضوح حجم الإصابة بالطفيليات المعوية لدى الطلاب، وهذا يؤخر تفوقهم الدراسي بسبب المضاعفات.“
وأوصى الباحثان بأن تضع الجامعة برنامجاً للقضاء على الطفيليات لدى الطلاب عن طريق التثقيف الصحي، وتحسين مرافق الغسيل، والتطهير المنتظم للديدان، وفحص الطلاب.
وصرَّح الدكتور أوستن ديمبي، وزير الصحة في سيراليون، بأن البلاد تُبلى بلاءً حسناً في تحسين الصحة العامة لمواطنيها، كالحد من وفيات الرضع وانتشار أمراض مثل جدري القرود. وقال في مؤتمر صحفي في أيلول/سبتمبر إن الحكومة عينت 5,000 من الكوادر الصحية الجدد في الأشهر الأخيرة، وتعتزم تعيين 3,000 آخرين عن قريب.
وأشاد يانسي أثناء تسليم المختبر الوطني للأمراض الطفيلية بما يقوم به كوادر الرعاية الصحية في سيراليون لحماية المواطنين.
