تاريخ تنزانيا حافلٌ بحماية المدنيين، ونشر السلام، ومؤازرة عمليات حفظ السلام، لا سيما في إفريقيا. وليس من قبيل المفاجأة أن تستضيف مؤخراً «دورة تدريب مدربي ضباط أركان الأمم المتحدة».
قال العميد جورج مويتا إيتانغري، آمر مركز تدريب حفظ السلام في تنزانيا، أثناء حفل الافتتاح: ”هذه خطوة مهمة لنا، فكلنا فخر باستضافة هذه الدورة تحت راية الأمم المتحدة.“
أُقيمت الدورة في مركز التدريب بدار السلام، واستمرت 10 أيام، من 7 إلى 17 تموز/يوليو، وشارك فيها ضباط من 22 دولة، منها بوتسوانا وغانا ونيجيريا وزامبيا. وتولى تدريبهم مدربون من بنغلاديش والبرازيل ونيجيريا وتنزانيا والولايات المتحدة. وأوضح إيتانغاري أن التدريب إنما يهدف إلى بناء قدرات المدربين العسكريين حتى يتسنى لهم تدريب غيرهم من الضباط على الاضطلاع بمسؤولياتهم في بعثات حفظ السلام الأممية.
وقال: ”هذه الدورة شديدة الأهمية، إذ تستهدف الضباط ذوي الخبرة العملية الذين سيواصلون المسيرة في تقديم تدريب مماثل في أوطانهم، فيتضاعف الأثر المرجو منها؛ ومن المعهود أن يخدم خريجو هذه الدورة في مقرات القطاعات أو مقرات القوات في بعثات حفظ السلام الأممية.“
وأضاف قائلاً: ”ترتقي هذه الدورة بالقدرات المؤسسية لتنزانيا، إذ بات مدربونا مؤهلين لتقديم تدريب متميز لضباط الأركان.“
وأوضح السيد هاريندر سود، رئيس خدمات التدريب المتكاملة في الأمم المتحدة، أن الدورة غايتها تأهيل الضباط للتعامل مع واقع عمليات حفظ السلام المعاصرة، إذ تتطلب التحلي بقوة القيادة، والقدرة على التكيف، وحُسن التصرف في بيئات متعددة الثقافات.
وقال في حفل الافتتاح: ”تواجه بعثات حفظ السلام الحالية تحديات شتى، ولذا أمسينا بحاجة إلى ضباط ذوي مهارات وخبرة عالية، وأعتقد أن [الدورة] توفر فرصاً لدول الجوار ولتنزانيا أيضاً.“
أعرب اللواء عامري سليم موامي، من قوات الدفاع الشعبي التنزانية، عن فخره بتنزانيا التي أمست من أبرز شركاء الأمم المتحدة في نشر السلام والاستقرار في ربوع العالم.
ونقلت صحيفة «ديلي نيوز» التنزانية عنه قوله: ”يهدف هذا التدريب إلى نشر السلام العالمي، وإنه لشرف عظيم لبلدنا أن تحظى الأكاديمية العسكرية التنزانية بثقة متزايدة لتقديم مثل هذه البرامج الدولية.“
كما أشاد سود بتنزانيا، وأعرب عن سعادته بأن تُجري إدارته هذا التدريب لأول مرة على أرض إفريقية.
وقال: ”لتنزانيا تاريخٌ حافلٌ بالمشاركة الجادة في أنشطة منع الصراع وحفظ السلام، وهي دولة جميلة ومستقرة، ونأمل أن تظل شريكاً قوياً في نشر السلام الدائم في العالم.“