قررت الحكومة العسكرية في النيجر إنهاء تعاونها مع روسيا وتركيا في مجال الاستخبارات، بداعي أن أنظمة المراقبة والأفراد المرتبطين بها لم يرتقوا إلى مستوى التوقعات.
فقد أفاد موقع «ميليتري أفريكا» أن المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي في النيجر أعربت عن استيائها الشديد من جودة اعتراض الاتصالات الهاتفية.
وقررت النيجر الاستعانة بشركة مغربية متخصصة في الاستخبارات الرقمية، ولكن ما لبثت هذه الصفقة أن فشلت حينما علمت أن للشركة صلة غير مباشرة بفرنسا، فالسياسة الخارجية للعسكر الذين يتولون زمام الحكم في نيجر تستبعد الشركاء الغربيين التقليديين منذ الانقلاب العسكري الذي وقع فيها في تموز/يوليو 2023 وأطاح بالرئيس محمد بازوم.
وأدى حرمانها من شركائها الموثوقين في مجال الاستخبارات منذ ذلك الحين إلى تقويض قدرتها على رصد التهديدات الأمنية والتصدي لها.
وورد أنها لم تُرِد أن يعلم الجمهور بإنهائها خدمات المراقبة الروسية والتركية، فقد نشر موقع «جورست نيوز» خبراً عن ثلاثة صحفيين إذاعيين أُلقي القبض عليهم يوم 8 أيَّار/مايو بعد أن أذاعت محطتهم خبر فسخ التعاقد مع الشركات الروسية والتركية والشراكة القصيرة مع الشركة المغربية.
وقال: ”بعد أن انتهت الشرطة من استجوابهم، اُقتيد الصحفيون إلى مكتب المدعي العام، وأمرت المحكمة بالإفراج عنهم في اليوم التالي لعدم وجود أسباب قانونية لاعتقالهم، ثمَّ أُلقي القبض عليهم مجدداً في ليلة 9 أو 10 أيَّار/مايو.“ ودعت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين سلطات النيجر إلى الإفراج عنهم ”بسرعة ودون قيد أو شرط.“
ويقول خبراء إن النيجر تكابد العناء للتصدي لأزمتها الأمنية الراهنة، فكانت في عام 2024 أكثر دولة يسقط فيها قتلى جرَّاء الإرهاب، إذ ارتفع عدد القتلى بنسبة 94% ليصل إلى 930 قتيلاً، وفيها أيضاً ما يقرب من مليون لاجئ ومهجَّر فروا من أعمال العنف.
وقال السيد باكري سامبي، من معهد تمبكتو بمنطقة الساحل، لصحيفة «بنين إنتليجنت»، إن غياب العلاقات الدبلوماسية بين الإيكواس وتحالف دول الساحل حالياً ”يزيد من صعوبة تبادل المعلومات الاستخبارية وإجراء الدوريات المشتركة، ولكن من المستحسن لهذه الدول أن تتعاون ولئن فرَّقت بينها الخلافات الدبلوماسية.“
وقد أجبرها إنهاء خدمات الاستخبارات دون سابق إنذار على البحث عن سبل أخرى لتعزيز أمنها، فذكر موقع «ميليتري أفريكا» أن الحرس الرئاسي تدخَّل وسيَّر دوريات ليلية في المناطق الحساسة من العاصمة نيامي.
ويقول: ”تخرج عناصر أمنية بملابس مدنية، يسيرون على الأقدام، ويستقلون دراجات نارية، فيراقبون مواقع رئيسية مثل دوار المستشفى، ووزارة العدل، وحي يانتالا، وقصر المؤتمرات، وحي السفارات من منتصف الليل وحتى الساعة 6:00 صباحاً.“