وصلت السفينة «ماونت ويتني»، درة التاج في الأسطول الأمريكي السادس، إلى اثنين من موانئ ليبيا مؤخراً، في أحدث زيارة ضمن سلسلة زيارات للتعبير عن وقوف الولايات المتحدة إلى جانب ليبيا لتحقيق التكامل والتعاون بين المؤسسات الأمنية وسيادة البلاد.
وكان على متنها الفريق بحري جيفري أندرسون، قائد الأسطول، والسفير ريتشارد نورلاند، المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، والسيد جيريمي بيرنت، القائم بالأعمال المؤقت في السفارة الأمريكية في ليبيا، ووصلت إلى طرابلس وبنغازي في يومي 20 و21 نيسان/أبريل.
والسفينة «ماونت ويتني» عبارة عن سفينة قيادة وسيطرة من طراز «بلو ريدج»، وهي سفينة قائد الأسطول السادس، المتمركز في قاعدة الإسناد البحري في نابولي بإيطاليا، ولا غنى عنها للتعاون والأمن البحري في البحر المتوسط وإفريقيا، وورد في بيان صادر عن السفارة الأمريكية في ليبيا والشؤون العامة للأسطول الأمريكي السادس أن زيارة طرابلس وبنغازي تؤكد على حرص الولايات المتحدة على”وحدة ليبيا واستقرارها وسيادتها من خلال التعاون العسكري والعمل الدبلوماسي.“
وقال أندرسون: ”تبرهن هذه الزيارة على أن الولايات المتحدة لا تفتر عن الاستثمار في وحدة ليبيا ونشر السلام في أرجائها، وكلنا فخر بالعمل مع قادة ليبيا ونظرائنا في مجال الدفاع لدعم الأهداف المشتركة المتمثلة في نشر الأمن والسيادة وتوحيد المؤسسات.“
تجسد زيارة السفينة «ماونت ويتني» آخر مثال على تنامي التعاون بين كلٍ من القيادة العسكرية الأمريكية لقارة إفريقيا ومكتب ليبيا الخارجي وبين ليبيا، وذلك بتعزيز التوافق العملياتي والأمن البحري الإقليمي والتعاون في مكافحة الإرهاب. وجاء في البيان: ”تدعم الولايات المتحدة سيادة ليبيا والجهود التي تقودها في بناء مؤسسة دفاعية موحدة، تسهر على تأمين حدودها، وتحمي شعبها من العناصر الهدامة.“
والتقى الأمريكيون أثناء الزيارة بقادة ليبيين بارزين من المؤسسات العسكرية والمدنية في كلا الميناءين، وشملت الزيارة جولات قامت بها السفينة «ماونت ويتني» ولقاءات مع مسؤولين من كلا الجانبين في القوات المسلحة الليبية.
وناقش القادة سبل تعزيز العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وليبيا، ومساعدة ليبيا على توحيد قوات حكومة الوحدة الوطنية والجيش الوطني الليبي.
وقال نورلاند: ”إن دلَّ وجودنا في كبرى الموانئ الليبية على متن سفينة قائد الأسطول الأمريكي السادس على شيء، فإنما يدل على التزامنا بالتعاون مع شركائنا الليبيين في أرجاء البلاد للحفاظ على السلام والاستقرار في ليبيا.“
تأتي زيارة السفينة «ماونت ويتني» عقب لقاءين بارزين سابقين بين السلطات الأمريكية والليبية، فقد أعلن بيرنت في كانون الأول/ديسمبر 2024 عن توقيع عقد إيجار لافتتاح سفارة أمريكية جديدة في طرابلس.
وفي أواخر شباط/فبراير 2025، تدرب أفراد من الولايات المتحدة وحكومة الوحدة الوطنية والجيش الوطني الليبي معاً في تمرين للمراقبة الجوية التكتيكية المشتركة بالقرب من سرت في ليبيا، وأسهم هذا التمرين أيضاً في تعزيز عملية إعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية.
وقد وصلت السفينة «ماونت ويتني» إلى ليبيا بعد توقفها في تونس يوم 17 نيسان/أبريل، وكانت زيارة مقررة لموانئ تونس لتعزيز الشراكة العريقة بين البلدين، قام جيش البحر التونسي فيها بتدشين زورقي دورية أمريكيين من طراز «آيلاند» بطول 34 متراً، سلمتهما الولايات المتحدة إلى تونس لمساعدتها على تأمين حدودها البحرية والمساهمة في نشر الأمن الإقليمي.