تنتشر في الدول الثلاث التي يتألف منها تحالف دول الساحل جماعاتٌ إرهابية تهدد بالزحف إلى الدول الساحلية على طول خليج غينيا.
ويقول خبراءٌ إن السبيل الأمثل للحيلولة دون تمدد الإرهاب تكمن في إحياء علاقات مكافحة الإرهاب بين التحالف الذي يضم بوركينا فاسو ومالي والنيجر، وجيرانها جنوباً في الإيكواس، إذ انفصل التحالف عن الإيكواس في كانون الثاني/يناير 2025 عقب سلسلة من الانقلابات التي وقعت على إثر موجة من التطرف العنيف.
ويكافح التحالف والإيكواس منذ ذلك الحين لتجاوز أزمة انعدام الثقة، فصارت المنطقة مطمعاً للجماعات الإرهابية مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
وقال السيد بكاري سيمبي، المدير الإقليمي لمعهد تمبكتو ومقره منطقة الساحل، لصحيفة «بنين إنتليجنت» مؤخراً:”إن التوتر الدبلوماسي الحالي بين دول التحالف ودول الإيكواس يزيد من صعوبة تبادل المعلومات الاستخبارية وإجراء الدوريات المشتركة، ولكن من المستحسن لهذه الدول أن تتعاون ولئن فرَّقت بينها الخلافات الدبلوماسية.“
وفي ظل الثغرات الحدودية التي تعم المنطقة، لا تكف الدول الساحلية الأعضاء في الإيكواس عن الذود عن مواطنيها من العنف والتهديدات التي تتسلل إليها من دول التحالف، وتمتد هذه التهديدات من شمال شرقي ساحل العاج إلى شمال غربي نيجيريا.
وتقول الباحثة جانين إيلا أباتان في مقالها لمعهد الدراسات الأمنية مؤخراً: ”خطر الإرهاب يهدد المنطقة بأسرها، ولهذا يجب على دول الإيكواس والتحالف أن تحرص على التعاون.“
وما يُعقِّد جهود مكافحة الإرهاب الإقليمية أن الإرهابيين يُكثرون من استخدام المناطق الحدودية، مثل مجمع متنزهات «دبليو-آرلي-بنجاري» الدولي للحياة البرية، للتستر على أنشطتهم، إذ يمتد هذا المجمع على الحدود بين بنين وبوركينا فاسو والنيجر.
وقد عززت بنين وجودها العسكري على طول حدودها الشمالية في السنوات الأخيرة لصد أي نشاط إرهابي يمكن أن يحدث، ولكن وقع بها أشرس هجوم إرهابي في تاريخها في مطلع كانون الثاني/يناير، قتلت فيه جماعة نصرة الإسلام والمسلمين 30 جندياً في قاعدة قرب الحدود المشتركة مع بوركينا فاسو والنيجر.
وقال السيد إريك تيفويجري، عالم السياسة البنيني، لمنبر الدفاع الإفريقي في رسالة بالبريد الإلكتروني: ”الناس في بنين أيضاً من ضحايا الإرهاب؛ ولهذا السبب، من المنطقي أن تكثر الإيكواس من التعاون مع التحالف.“
بدأ أعضاء الإيكواس في التواصل مع التحالف كلٌ على حِدة، فقرر السيد جون دراماني ماهاما، رئيس غانا، أن يعين رئيساً سابقاً للأمن القومي مبعوثاً لدى التحالف في كانون الثاني/يناير.
وعيَّن رئيس السنغال مبعوثه لدى التحالف في عام 2024، وعيَّنت الإيكواس في العام نفسه ممثلين عن السنغال وسيراليون وتوغو لقيادة الجهود الرامية إلى ترميم العلاقات بين الإيكواس والتحالف. وتنطوي علاقات توغو مع دول التحالف على المساهمة في إطلاق سراح الجنود الإيفواريين المحتجزين لدى مالي في عام 2023، كما كانت الدولة الوحيدة من دول الإيكواس التي شاركت في تمارين عسكرية في النيجر بين جيوش التحالف وتشاد.
وقررت نيجيريا مؤخراً تصنيف جماعة لاكوراوا على أنها تنظيم إرهابي، وكان ذلك من القرارات التي عضدت جهود مكافحة الإرهاب في غرب إفريقيا، إذ تنشط تلك الجماعة في شمال غربي نيجيريا وفي المناطق الحدودية مع النيجر بالقرب من بنين.
وتقول أباتان: ”لا غنى عن التكاتف حتى لا تتحول منطقة الحدود بين بنين والنيجر ونيجيريا إلى بؤرة للإرهاب.“
لكنها ترى أن هذا التكاتف سيتوقف على قدرة الكتلتين على إيجاد طريقة لرأب الصدع بينهما وتنحية ما بينهما من خلافات في سبيل الهدف المشترك المتمثل في كبح جماح الإرهاب: ”نجاح هذه الجهود مرهون بقدرة التحالف والإيكواس على الحوار وتنسيق جهود الأمن والتنمية.“