أسرة منبر الدفاع الإفريقي
قال الفريق طيار حسن أبو بكر مؤخراً إن القوات الجوية النيجيرية تعيش ”عصراً ذهبياً“ يتميز بحيازة عتاد متطور، من الطائرات النفاثة والمروحيات.
والقوات الجوية النيجيرية مكلفة بأن تحمي سيادة البلاد وسلامة أراضيها، ولذا تجدها محاطة بتهديدات إرهابية جرَّاء تمرد بوكو حرام في منطقة بحيرة تشاد شرقاً وتوغلات العديد من الجماعات المسلحة المتطرفة التابعة لتنظيمَي القاعدة وداعش في منطقة الساحل.
وصرَّح أبو بكر، وهو رئيس أركان القوات الجوية النيجيرية، بأن نيجيريا تتوقع أن تمتلك ثالث أكبر قوة جوية في القارة في العامين المقبلين.
وقال للصحفيين يوم 9 كانون الثاني/يناير: ”لقد شهدت القوات الجوية النيجيرية نقلة نوعية، تتجلى في تجديد دماء أسطولنا وتعزيز الجاهزية العملياتية.“
وذكر أن القوات الجوية سجلت 9,928 طلعة جوية و15,915 ساعة طيران في الـ 18 شهراً الماضية في عمليات مكافحة الإرهاب وسائر العمليات الأمنية.
وقال للصحفيين أثناء احتفال القوات الجوية بالذكرى الـ 60 لتأسيسها في أيَّار/مايو 2024: ”تطورت القوات الجوية النيجيرية على مر السنين، فكانت مجرد قوة جوية تكتيكية في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، وإذا بها تغدو اليوم قوة جوية قادرة على إجراء عمليات استراتيجية متى لزم الأمر.“
وأشاد بأسطول القوات الجوية المتوسع وبرامج بناء القدرات في إطار جهودها لنشر الاستقرار في المنطقة الشمالية الشرقية المبتلاة بالتمرد.
وفي الكلمة التي ألقاها في «ندوة القوات الجوية النيجيرية للتدريب والعمليات والسلامة لعام 2024» في أبوجا يوم 4 كانون الأول/ديسمبر 2024، أشار أيضاً إلى تدريب 54 طياراً في الخارج و43 في الداخل، فضلاً عن تدريب 16 مشغلاً للطائرات المسيَّرة داخل البلاد.
استلمت القوات الجوية النيجيرية 14 طائرة متقدمة في عام 2024، وذلك في إطار صفقة تضم 64 طائرة تتوقع استلامها في غضون ثلاث سنوات.
وكشف «تقرير التوازن العسكري السنوي لعام 2024» الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أنها القوات الجوية النيجيرية تضم 18,000 فرد، وهو ثاني أكبر عدد من الأفراد في القارة بعد مصر.
ولديها 179 منصة جوية، عبارة عن 117 طائرة (61 منها مقاتلة)، و55 مروحية، وسبع مسيَّرات ثقيلة.
وقال المحللون الأمنيون صامويل أويوولي وفرانسيس أوكباليكي وأولوولي أوجويلي إن القوات الجوية شرعت في برنامج ”موسع لشراء وتسليم أصول جوية وبناء القدرات.“
ويقولون في مقالهم المنشور في مجلة «كونفرسيشن أفريكا» يوم 14 كانون الثاني/يناير: ”يتوسع الأسطول في وقت حرج، وقت لا غنى فيه عن الاستعداد العسكري لمواجهة التهديدات الأمنية الناشئة، الإقليمية والعابرة للحدود الوطنية.“
ومن المحتمل أن يكون هذا الأسطول بعد تطويره من الركائز التي لا غنى عنها للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس) لإنشاء قوة احتياطية لمكافحة الإرهاب؛ فمن شأن الإيكواس أنها تنظر إلى نيجيريا على أنها صاحبة الريادة.
ويقول الباحثون الثلاثة: ”يمكن أن يكون للجيش النيجيري عظيم الأثر بأن يسخر أصول قوته الجوية للقيام بمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والنقل والإسناد الجوي القريب وتوجيه الضربات الدقيقة في معاقل الإرهابيين. ولا غنى عنه لبناء القدرات للقوات الجوية لدول الإيكواس، وحمل لواء الابتكار عن طريق البحث والتطوير.“
وذكر أبو بكر أن الاستراتيجية العامة التي تتبعها القوات الجوية النيجيرية تقوم على النهوض بركائز الأمن الوطني وتسليح الكفاءات الأساسية بسلاح الابتكار والتعاون. ولا يفتأ يتقدم بالشكر والتقدير لمجموعة من الشركاء الدوليين كالولايات المتحدة.
فالقوات الجوية النيجيرية تمتلك أسطولاً يضم 12 طائرة هجومية خفيفة من طراز «إيه-29 سوبر توكانو» متمركزة في قاعدة كاينجي الجوية؛ وامتلكت هذه الطائرات في إطار صفقة بقيمة 500 مليون دولار مع الجيش الأمريكي.
ويصف السيد لاي محمد، وزير الإعلام والثقافة النيجيري، هذه الطائرات بأنها ”مغيرة لقواعد اللعبة.“
وقال لصحيفة «بريميام تايمز» الإلكترونية النيجيرية:”كانت معظم النجاحات التي سجلناها في الآونة الأخيرة بفضل حيازة عتاد جديد، لا يقتصر على طائرات «سوبر توكانو».“
فقد أعانت هذه الطائرات نيجيريا على قلب المعركة على جماعة بوكو حرام ومتطرفي ولاية تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا منذ وصول الدفعة الأولى منها في عام 2021، وتُستخدم بالأساس لمهاجمة أهداف العدو وجمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة والاستطلاع.
ويقول الباحثون الثلاثة: ”ساعدت القوة الجوية الجيش النيجيري على تحديد العديد من المعسكرات وسبل الإمداد والتموين التي يمتلكها متمردو بوكو حرام وتدميرها، وكانت خير معين لهم في القضاء على الآلاف من مقاتلي بوكو حرام وحماية القوات البرية وإنقاذ الآلاف من الرهائن منذ عام 2013.“