ألقى الدكتور موكجويتسي ماسيسي، رئيس بوتسوانا، كلمة في حفل افتتاح «مؤتمر قادة الجيوش الإفريقية» في غابورون، عاصمة بوتسوانا، يوم 25 حزيران/يونيو 2024. اضطررنا إلى تحرير هذه المقابلة حفاظاً على المساحة والوضوح.
إذ تجتمعون هنا اليوم تحت شعار «على أسوار الدفاع معاً: توسيع التعاون وتبادل القيم»، فأنتم مدعوون إلى التفكير في أهمية الوحدة والتكاتف في التصدي للتحديات التي تتربص بقارتنا. فواجب علينا اليوم أكثر من ذي قبل أن نوحد صفنا ونغدو قوة متماسكة واحدة لتحقيق الرؤية النبيلة للاتحاد الإفريقي «إسكات البنادق بحلول عام 2030» ونشر السلام والاستقرار في ربوع قارتنا على النحو المنصوص عليه في «أجندة الاتحاد الإفريقي لعام 2063: إفريقيا التي نريدها».
ولا بدَّ من التعجيل بمواجهة القلق المتنامي بشأن عدم احترام الجيش للمثل الديمقراطية المتمثلة في الحكومات المنتخبة بموجب الدستور في قارة إفريقيا.
فالديمقراطية توجب علينا أن نتمسك بمبدأ أن الجيش يخدم الوطن بحكومة منتخبة لا بأي نظام معين، وعلينا أن نحرص على أن تلتزم قواتنا المسلحة بحماية شعوبنا وما فيه الخير لهم عن طريق الحكومات.
فالتعاون بين البلدان الإفريقية ليس من الأمور الجائزة، بل من الأمور الواجبة إذا أردنا أن نحقق أهدافنا التنموية ونستغل الإمكانات الجبارة داخل حدودنا. إلا أن تلك الغاية لا تُدرك بالتطلعات النبيلة فحسب، بل وباتخاذ إجراءات ملموسة والالتزام بالحكم الرشيد وحُسن القيادة.
فهذه التهديدات الناجمة عن تفشي عسكرة دولنا القومية لا تهدم الاستقرار والازدهار فحسب، بل وتقف حجر عثرة أمام تحقيق تطلعاتنا الجماعية إلى السلام والتنمية، فواجب علينا أن نعزز التعاون والتنسيق وآليات تبادل المعلومات الاستخبارية لنُحسن التصدي لهذه التهديدات وننشر الأمن والسلام في دولنا القومية.
وعلينا أن نتذكر أن أي مسعى وطني ناجح إنما يقوم على الحكم الرشيد وحُسن القيادة، فإذا غابت الشفافية والمساءلة الحازمة وسيادة القانون، فإن سعينا إلى تحقيق السلام والتنمية سوف يذهب سدى.
بالتعاون نستطيع أن نذلل العقبات التي تعترض سبيلنا، وبالتعاون نبني مستقبلاً مشرقاً ومزدهراً لكل الأفارقة. فدعونا نوحد الصف، ونعمل يداً بيد، على أسوار التعاون الموسع والقيم المشتركة إذ نواصل السعي لإسكات البنادق وتمهيد الطريق للسلام والتقدم والازدهار في ربوع قارتنا الحبيبة.
وأود أن أعرب عن خالص أمنياتي بأن تدور بينكم مناقشات بناءة ومثمرة في هذا المؤتمر، وأدعو الله أن تتسم مشاوراتكم بالاحترام المتبادل والحوار الصادق وروح التعاون، وعليكم أن تغتنموا هذه الفرصة لتوافق الآراء وتبادل أفضل الممارسات ورسم مسار لتنعم إفريقيا بالمزيد من الأمن والأمان والرخاء والازدهار للأجيال القادمة.
واسمحوا لي، باسم دولة بوتسوانا، أن أختتم كلمتي بأن نعبر عن خالص شكرنا لجميع الدول الـ 42 الممثلة هنا اليوم، لتلبيتها الدعوة لحضور «مؤتمر قادة الجيوش الإفريقية» لهذا العام.