الأمم المتحدة
في إطار الاحتفال باليوم العالمي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة في أيَّار/مايو 2024، أشار المسؤولون إلى تزايد أهمية ”الأدوات غير التقليدية“ لمساعدة حفظة السلام على القيام بواجباتهم، وتشمل المروحيات، والأدوات الهندسية، وصور الأقمار الصناعية، وكاشفات الألغام، والمحطات الإذاعية.
فأما المروحيات، فإن الأمم المتحدة تؤمن بأهميتها لأنها تساعد قوات حفظ السلام على الوصول إلى القرى النائية، وسرعة الاستجابة والإجلاء في حالات الطوارئ، وتقديم المساعدات الأساسية للمجتمعات المحتاجة، والقيام بمهام المراقبة والاستطلاع الجوي. ويمكن للمروحيات المسلحة في بعض الحالات أن تردع الجماعات المسلحة.
وأما الأدوات الهندسية، فإن عمليات حفظ السلام إذا أرادت أن ترسي سلاماً حقيقياً، فإنها تركز على المواطنين وما يحتاجون إليه، فالحرمان من البنية التحتية الأساسية كالمدارس والمرافق الطبية والطرق والجسور يعيق أي جهود لمساعدة المجتمعات على إحلال السلام المستدام، ولهذا السبب لا غنى عن المهندسين ومهندسي القتال المعروفين بالمهندسين العسكريين لمساعدة الناس على التعافي وإعادة الإعمار.
وأما صور الأقمار الصناعية، فقد أعطت قوات حفظ السلام في العقدين المنصرمين نظرة جيدة على مناطق الصراع ورفعت وعيها بالوضع الراهن، وتستخدمها لمراقبة تحركات القوات، واتجاهات التهجير وتدفقاته، والتهديدات المحتملة، وتحركات الجماعات المسلحة، والكوارث الطبيعية الوشيكة.
ويمكن بهذه المعلومات الحاسمة أن تتخذ قرارات مستنيرة وتُحسن التخطيط للدوريات وتنسق الاستجابات، إذ تسهم في رفع الوعي العملياتي في البلدان ذات التضاريس الشاسعة والنائية والوعرة، كما تساعدها الصور الآنية للمناطق التي يصعب الوصول إليها على تقييم الاحتياجات بسرعة وتحديد أولويات التدخلات بناءً على ذلك.
وأما كاشفات الألغام، فقد كان لها عظيم الأثر في نجاة أناس لا حصر لهم من الموت في شتى بقاع العالم، فالألغام الأرضية تقتل المدنيين في الغالب أو تصيبهم بإعاقات مستديمة، وفي العالم اليوم ما يقرب من 70 دولة ومنطقة بها ألغام أرضية، وتنشر دائرة الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الألغام خبراء إزالة الألغام فيما يقرب من 20 دولة ومنطقة، منها بعثات حفظ السلام، لاكتشاف الألغام وتدميرها.
وأما المحطات الإذاعية، فكان لها دور مهم في الكثير من بعثات حفظ السلام منذ أواخر ثمانينيات القرن العشرين، ولثلاث بعثات حفظ سلام اليوم محطات إذاعية، يستخدمها حفظة السلام لنشر الأخبار الحيوية، والتحذيرات المبكرة بشأن التهديدات المحتملة، ومناقشة القضايا ذات الصلة، وبث البرامج التثقيفية. وتمثل منبراً لا يُقدر بثمن للأصوات والآراء المحلية، فتساهم في تعزيز المصالحة بين المجتمعات المنقسمة.