أسرة منبر الدفاع الإفريقي
ذكر الاتحاد الإفريقي أنه من المتوقع أن تكلف الجرائم السيبرانية حكومات القارة 10.5 تريليون دولار أمريكي سنوياً بحلول عام 2025، مقارنة بـ 3 تريليونات دولار في عام 2015.
وكشف تقرير جديد صادر عن شركة «مايكروسوفت» أن تزايد الجرائم السيبرانية يتزامن مع إكثار روسيا والصين من تدريب مجرمين جدد في القارة للتدخل في الانتخابات الديمقراطية، وشن هجمات ببرامج الفدية، وارتكاب جرائم الاحتيال المالي السيبرانية. ويحذر الخبراء من أن هذا يمكن أن يزيد التهديدات التي تتربص بالحكومات والاقتصادات والجيوش الإفريقية.
يقول السيد توم بيرت، نائب رئيس أمن العملاء في مايكروسوفت، في تقرير الدفاع الرقمي السنوي للشركة، إن هؤلاء المخترقين المدربين حديثاً من المعروف أنهم ”يجهزون الأبواب الخلفية لتنفيذ عمليات التدمير والتخريب وإجراء حملات بسط النفوذ في قابل الأيام والسنين.“
أفادت هيئة الإذاعة البريطانية أن حكومة كينيا صدت في العام الماضي هجوماً سيبرانياً موسعاً أثر على الخدمات على بوابتها الرقمية «إي سيتزن» نحو أسبوع، ويستخدم الجمهور هذه البوابة للاستفادة من أكثر من 5,000 خدمة حكومية.
فأثر على قدرة الحكومة على الموافقة على طلبات جوازات السفر وتجديدها، وإصدار تأشيرات إلكترونية للزائرين الأجانب، وإصدار رخص القيادة وبطاقات الهوية والسجلات الصحية، وغيرها الكثير والكثير. وأُبلغ أيضاً عن تعطل أنظمة حجز تذاكر القطارات والخدمات المصرفية الهاتفية.
وأعلنت مجموعة تُعرف بعصابة «أنونيموس السودان» مسؤوليتها عن الهجوم، وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية أن هذه العصابة تروج لنفسها على أنها مجموعة من المدافعين السيبرانيين السودانيين، ولكن يُعتقد أنها على علاقة بروسيا، إذ تساند روسيا ظاهرياً.
وورد في تقرير مايكروسوفت أن جنوب إفريقيا هي أكثر من يعاني من جهات التهديد السيبراني التابعة لدول قومية في العام الماضي، تليها إثيوبيا وأنغولا وكينيا ونيجيريا، لكن الهجمات والجرائم السيبرانية يمكن أن تحدث في أي زمان وفي أي مكان.
فقد ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن السلطات الزامبية كشفت في نيسان/أبريل عن عصابة احتيال إلكتروني متطورة وألقت القبض على 77 شخصاً، من بينهم 22 صينياً.
وقالت السلطات بعد مداهمة مقر الشركة التي يديرها صينيون إنها ”إنجاز كبير في مكافحة الجرائم السيبرانية.“ وضبطت كمية من الأجهزة واللوازم منها آلاف من شرائح الهواتف وأجهزة تسمح للمتصلين بإخفاء موقعهم، ووظفت الشركة زامبيين كانوا يظنون أنهم سيعملون في مركز اتصال.
لا يسهل مواجهة التهديدات السيبرانية الناشئة، ولا سيما وأن المخترقين لا ينفكون يتطورون في استغلال الذكاء الاصطناعي.
فقد ورد في تقرير مايكروسوفت أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعدهم بطرق شتى، مثل إنشاء
صفحات شخصية على وسائل الإعلام الاجتماعي مصممة بتمعن للتواصل مع قادة الفكر والخبراء المتخصصين وغيرهم من الأهداف الثمينة للهندسة الاجتماعية. ويمكن أيضاً استخدام أدوات التزييف العميق المستعينة بالذكاء الاصطناعي لإنشاء صفحات شخصية مزيفة على وسائل الإعلام الاجتماعي تنتحل شخصية أناس يعرفها مَن يُستهدفون.
ويقول التقرير: ”إن جهات التهديد التابعة لدول قومية، كالجهات التي تدعمها روسيا وإيران والصين، تُكثر من استخدام المحتوى المنشئ أو المعزز بالذكاء الاصطناعي في عمليات بسط النفوذ التي تقوم بها لزيادة الإنتاجية والكفاءة وإشراك الجمهور.“
وذكرت مايكروسوفت أن «تايزي فلود»، وهي عصابة تضم قراصنة تابعين للصين، تستغل الذكاء الاصطناعي لعمل مقدمي أخبار افتراضيين لحملاتها الإلكترونية، وتدير 175 موقعاً إلكترونياً بـ 58 لغة على مستوى العالم، ولا تنفك تشن حملات لنشر الأخبار عقب الأحداث الجيوسياسية البارزة، وكثيراً ما تقدم الولايات المتحدة في صورة غير طيبة وتعزز مصالح بكين.
كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الهجمات السيبرانية وفهمها، فما أن يرصد شيئاً يمكن أن يشكل تهديداً، يتخذ إجراءات معينة، مثل منع الحذف وتسجيل خروج المستخدمين المشتبه بهم وإخطار المشغلين بالنشاط المشتبه به.
وقال الدكتور لابان باغوي، الباحث البارز في مركز قدرات الأمن السيبراني في جنوب إفريقيا، للمجلس الأطلسي: ”تتخلف قارة إفريقيا عن الركب في عدة جوانب متعلقة بالقدرات السيبرانية، ولكن بنا حاجة شديدة للاستثمار في مبادرات رفع الوعي بالأمن السيبراني، والتثقيف والتدريب على الأمن السيبراني، والتعاون في الدفاع السيبراني ومكافحة الجرائم السيبرانية.“
وذكر السيد برايت ماودور، مؤسس شركة «أفريكا هاك أون» الكينية لأمن الحاسوب، أن ثقافة الأمن السيبراني تتغير بشدة في ربوع القارة وأن الحكومات ينبغي أن تستثمر في الشباب.
وقال للمجلس الأطلسي: ”سوف يتغير المشهد آجلاً بفضل الاستثمار في المواهب الشابة في مجال الأمن السيبراني.“