Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

مجرمو الإنترنت ينظرون إلى إفريقيا على أنها حقل اختبار

برامج الفدية والاختراق الإلكتروني وسرقة الهوية تجتاح الحكومات والشركات

0

أسرة‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي

أصاب‭ ‬فيروسٌ‭ ‬محمَّلٌ‭ ‬ببرامج‭ ‬فدية‭ ‬أنظمة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وهذا‭ ‬أحدث‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المجرمين‭ ‬يتخذون‭ ‬من‭ ‬القارة‭ ‬حقل‭ ‬اختبار‭ ‬لشن‭ ‬هجمات‭ ‬جديدة‭.‬

يستهدف‭ ‬فيروس‭ ‬‮«‬ميدوسا‮»‬‭ ‬الشركات‭ ‬والأجهزة‭ ‬الحكومية،‭ ‬فيحرم‭ ‬المستخدمين‭ ‬من‭ ‬النظام،‭ ‬ويهدد‭ ‬بكشف‭ ‬معلومات‭ ‬حساسة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تُدفع‭ ‬الفدية‭. ‬

فأصاب‭ ‬هيئة‭ ‬المطارات‭ ‬الكينية،‭ ‬والبنوك‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وشركات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬أخرى‭. ‬عكفت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬بيرفورمانتا‮»‬‭ ‬للأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬ومقرها‭ ‬لندن‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬الهجمات،‭ ‬واكتشفت‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬استراتيجية‭ ‬للبدء‭ ‬باستهداف‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬محدودة‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬السيبراني،‭ ‬ومنها‭ ‬بلدان‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬

وأفاد‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬دارك‭ ‬ريدينغ‮»‬‭ ‬المعني‭ ‬بأخبار‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬أن‭ ‬السيد‭ ‬غاي‭ ‬غولان،‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لبيرفورمانتا،‭ ‬قال‭: ‬”نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الوعي‭ ‬بهذه‭ ‬المشكلة‭ ‬المتنامية‭ ‬لخلق‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬لجميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬ولن‭ ‬نحيط‭ ‬علماً‭ ‬بمشهد‭ ‬التهديد‭ ‬العالمي‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬فهمنا‭ ‬اتجاهات‭ ‬الحرب‭ ‬السيبرانية‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬وأنماطها‭.‬“

يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬روبنسون‭ ‬سيبي،‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬‮«‬ديجيتال‭ ‬فوتبرينتس‮»‬‭ ‬للأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬بنيجيريا،‭ ‬إن‭ ‬”النمو‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬الاتصال“‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬يبشر‭ ‬بالخير‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬تنموي،‭ ‬ولكن‭ ‬”يترتب‭ ‬عليه‭ ‬أيضاً‭ ‬زيادة‭ ‬مفاجئة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المستخدمين‭ ‬المعرَّضين‭ ‬للخطر‭ ‬وتوسع‭ ‬مساحة‭ ‬الهجوم‭.‬“‭ ‬وقال‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬بالبريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬إن‭ ‬مجرمي‭ ‬الإنترنت‭ ‬”إنما‭ ‬يستغلون‭ ‬ضعف‭ ‬الاستعداد‭ ‬للأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬ونضج‭ ‬قدرات‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭.‬“

العائلات في أرجاء إفريقيا لا تسلم من التهديدات السيبرانية الجديدة وهي تستخدم الإنترنت.

وكتب‭ ‬يقول‭: ‬”تعاني‭ ‬مؤسسات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬العامة‭ ‬منها‭ ‬والخاصة،‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬الاستعداد‭ ‬للأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬ولا‭ ‬تسلم‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬الخطر،‭ ‬فيتشجع‭ ‬المجرم‭ ‬السيبراني‭ ‬لاستهداف‭ ‬هدف‭ ‬ضعيف‭.‬“

للجرائم‭ ‬السيبرانية‭ ‬أشكالٌ‭ ‬كثيرة،‭ ‬فقد‭ ‬نوَّهت‭ ‬جامعة‭ ‬نورويتش‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجرمين‭ ‬الذين‭ ‬يتسللون‭ ‬إلى‭ ‬أجهزة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬والشبكات‭ ‬قد‭ ‬ابتكروا‭ ‬برامج‭ ‬خبيثة‭ ‬وتقنيات‭ ‬هندسة‭ ‬اجتماعية‭ ‬لارتكاب‭ ‬أنواع‭ ‬شتى‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬السيبرانية‭. ‬تقسم‭ ‬الجامعة‭ ‬الجرائم‭ ‬السيبرانية‭ ‬إلى‭ ‬خمس‭ ‬فئات‭:‬

•الاختراق‭ ‬الإجرامي‭: ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬سعي‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬بيانات‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬أو‭ ‬الشبكة‭ ‬دون‭ ‬إذن،‭ ‬إذ‭ ‬يستغل‭ ‬المخترقون‭ ‬مواطن‭ ‬الضعف‭ ‬في‭ ‬الأنظمة‭ ‬لسرقة‭ ‬البيانات‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬الشخصية‭ ‬وأسرار‭ ‬الشركات‭ ‬وحتى‭ ‬المعلومات‭ ‬الحكومية‭ ‬الاستخباراتية‭. ‬ويخترقون‭ ‬الشبكات‭ ‬لتعطيل‭ ‬العمليات‭ ‬الحكومية‭ ‬والتجارية،‭ ‬وتقول‭ ‬السلطات‭ ‬إن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاختراقات‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬خسائر‭ ‬بمليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬سنوياً‭.‬

•البرامج‭ ‬الخبيثة‭ (‬أو‭ ‬الضارة‭): ‬وهي‭ ‬أي‭ ‬برامج‭ ‬مصممة‭ ‬للتدخل‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬الطبيعي‭ ‬لأجهزة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬أو‭ ‬لارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬سيبرانية‭. ‬والبرامج‭ ‬الخبيثة‭ ‬موجودة‭ ‬منذ‭ ‬انتشار‭ ‬أجهزة‭ ‬الكمبيوتر،‭ ‬ويوجد‭ ‬قطاع‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬المتخصصين‭ ‬متفرغين‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذه‭ ‬البرامج‭. ‬وتشمل‭ ‬الأنواع‭ ‬الشائعة‭ ‬منها‭ ‬الفيروسات‭ ‬والديدان‭ ‬الحاسوبية‭ ‬وأحصنة‭ ‬طروادة‭ ‬الغازية‭ ‬وبرامج‭ ‬هجينة‭ ‬مختلفة‭. ‬وتتضمن‭ ‬الأنواع‭ ‬الفرعية‭ ‬منها‭ ‬برامج‭ ‬الإعلانات‭ ‬وبرامج‭ ‬التجسس‭ ‬وبرامج‭ ‬الفدية‭. ‬وتقول‭ ‬نورويتش‭: ‬”تعمل‭ ‬برامج‭ ‬الفدية‭ ‬على‭ ‬قفل‭ ‬الملفات‭ ‬الرقمية‭ ‬القيمة‭ ‬والمطالبة‭ ‬بفدية‭ ‬مقابل‭ ‬فتحها،‭ ‬ومن‭ ‬المعهود‭ ‬أنها‭ ‬تهاجم‭ ‬بحصان‭ ‬طروادة،‭ ‬وهو‭ ‬برنامج‭ ‬خبيث‭ ‬يخفي‭ ‬نيته‭ ‬الحقيقية‭.‬“”‭ ‬وأضافت‭: ‬””ومن‭ ‬المعهود‭ ‬أن‭ ‬برامج‭ ‬الفدية‭ ‬تتسلل‭ ‬بالبريد‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬إذ‭ ‬تغري‭ ‬المستخدم‭ ‬بالضغط‭ ‬على‭ ‬مرفق‭ ‬أو‭ ‬زيارة‭ ‬موقع‭ ‬إلكتروني‭ ‬يصيب‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬بتعليمات‭ ‬برمجية‭ ‬ضارة‭.‬“‭ ‬وتستهدف‭ ‬برامج‭ ‬الفدية‭ ‬المرافق‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬والحكومات‭ ‬وأجهزة‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬والشركات‭.‬

•سرقة‭ ‬الهوية‭: ‬وتحدث‭ ‬عندما‭ ‬يحصل‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬الشخصية‭ ‬لشخص‭ ‬آخر‭ ‬ويستخدمها‭ ‬في‭ ‬السرقة‭ ‬أو‭ ‬الاحتيال‭. ‬ولا‭ ‬تحدث‭ ‬كل‭ ‬عمليات‭ ‬سرقة‭ ‬الهوية‭ ‬بسبب‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية،‭ ‬بل‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تُستخدم‭ ‬البرامج‭ ‬الخبيثة‭ ‬مثل‭ ‬أحصنة‭ ‬طروادة‭ ‬وبرامج‭ ‬التجسس‭ ‬لسرقة‭ ‬المعلومات‭ ‬الشخصية‭. ‬والتصيد‭ ‬الاحتيالي‭ ‬شكلٌ‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬سرقة‭ ‬الهوية؛‭ ‬وهو‭ ‬ممارسة‭ ‬احتيالية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬إرسال‭ ‬رسائل‭ ‬بريد‭ ‬إلكتروني‭ ‬أو‭ ‬رسائل‭ ‬أخرى‭ ‬تزعم‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬مرموقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬شخصية‭ ‬مثل‭ ‬كلمات‭ ‬المرور‭ ‬وأرقام‭ ‬بطاقات‭ ‬الائتمان‭. ‬وأمسى‭ ‬لهجمات‭ ‬التصيد‭ ‬الاحتيالي‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬مصطلح‭ ‬مخصص‭ ‬لها‭: ‬اختراق‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬للأعمال‭.‬

•الهندسة‭ ‬الاجتماعية‭: ‬ويُقصد‭ ‬بها‭ ‬التلاعب‭ ‬النفسي‭ ‬بالناس‭ ‬للقيام‭ ‬بأشياء‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬معلومات‭ ‬سرية،‭ ‬ويستخدم‭ ‬مجرمو‭ ‬الإنترنت‭ ‬الهندسة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للاحتيال‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬مواقع‭ ‬المواعدة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬فرصاً‭ ‬لإجراء‭ ‬محادثات‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يمكن‭ ‬استغلالهم‭ ‬بهدف‭ ‬سلب‭ ‬أموالهم‭.‬

•قرصنة‭ ‬البرامج‭: ‬ويُقصد‭ ‬بها‭ ‬إعادة‭ ‬إنتاج‭ ‬البرامج‭ ‬وتوزيعها‭ ‬واستخدامها‭ ‬دون‭ ‬إذن‭. ‬فقد‭ ‬شاع‭ ‬أن‭ ‬أجهزة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬كانت‭ ‬محملة‭ ‬ببرامج‭ ‬مقرصنة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬فيروسات‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وتأخذ‭ ‬البرامج‭ ‬المقرصنة‭ ‬شكل‭ ‬منتجات‭ ‬تجارية‭ ‬مزيفة،‭ ‬كأنظمة‭ ‬التشغيل‭ ‬والبرامج‭ ‬المكتبية‭. ‬وتشير‭ ‬تقديرات‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬إس‭ ‬إيه‮»‬‭ ‬التجارية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ %‬37‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬المثبتة‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬الشخصية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬رخصة‭. ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬يضيف‭ ‬مجرمو‭ ‬الإنترنت‭ ‬برامج‭ ‬خبيثة‭ ‬إلى‭ ‬البرامج‭ ‬المقرصنة‭.‬

وسوف‭ ‬يتزايد‭ ‬التعقيد‭ ‬عند‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجرائم‭ ‬السيبرانية‭ ‬بسبب‭ ‬ظهور‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وتطوره،‭ ‬فقد‭ ‬نوَّه‭ ‬مؤشر‭ ‬إكس‭ ‬فورس‭ ‬لاستخبارات‭ ‬التهديدات‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬وقد‭ ‬راجعه‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬المخترقين‭ ‬والمستجيبين‭ ‬والباحثين‭ ‬والمحللين،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي‭ ‬سيجبر‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬التهديدات‭ ‬السيبرانية‭ ‬وطريقة‭ ‬تعاملهم‭ ‬معها،‭ ‬إذ‭ ‬يستخدم‭ ‬نماذج‭ ‬التعلم‭ ‬العميق‭ ‬لإنشاء‭ ‬محتوىً‭ ‬جديد‭ ‬كالنصوص‭ ‬والصور‭ ‬والموسيقى‭ ‬والصوت‭ ‬ومقاطع‭ ‬الفيديو‭.‬

وأفاد‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬بيزنس‭ ‬إنسايدر‭ ‬أفريكا‮»‬‭ ‬أن‭ ‬المؤشر‭ ‬قال‭: ‬”يشعر‭ ‬واضعو‭ ‬السياسات‭ ‬ومديرو‭ ‬الشركات‭ ‬والمتخصصون‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬جميعاً‭ ‬بالضغط‭ ‬لاستخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬عملهم؛‭ ‬والإقبال‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ [‬التوليدي‭] ‬يفوق‭ ‬حالياً‭ ‬قدرة‭ ‬قطاع‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬ستنجم‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القدرات‭ ‬الجديدة‭.‬“

مسؤولون يناقشون الجريمة السيبرانية والتصدي لها بفاعليةٍ في ورشة إقليمية عن الجريمة المنظمة السيبرانية في غرب إفريقيا في أبيدجان بساحل العاج. الأمم المتحدة

بلاء‭ ‬برامج‭ ‬الفدية

ظهرت‭ ‬برامج‭ ‬الفدية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1989،‭ ‬وتكاد‭ ‬تكون‭ ‬قوة‭ ‬هدامة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬تُستخدم‭ ‬أجهزة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬فيه‭. ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬يرفض‭ ‬الضحايا‭ ‬أن‭ ‬يذكروا‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬دفعوا‭ ‬فدية،‭ ‬وإذا‭ ‬قالوا،‭ ‬فلا‭ ‬يذكرون‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬دفعوه‭. ‬ففي‭ ‬تقريرها‭ ‬السنوي‭ ‬عن‭ ‬الجريمة،‭ ‬حسبت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬تشينالسيس‮»‬‭ ‬المعنية‭ ‬بتتبع‭ ‬العملات‭ ‬المشفرة‭ ‬أن‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬دُفعت‭ ‬لبرامج‭ ‬الفدية‭ ‬تجاوزت‭ ‬1‭.‬1‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬تتبعها‭ ‬لتلك‭ ‬المبالغ‭ ‬في‭ ‬سلاسل‭ ‬الكتل‭ (‬بلوك‭ ‬تشين‭). ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬أعلى‭ ‬رقم‭ ‬أحصته‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬واحد،‭ ‬ويكاد‭ ‬يكون‭ ‬ضعف‭ ‬الرقم‭ ‬المسجل‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬السابق‭.‬

ويقول‭ ‬الدكتور‭ ‬ناثانيل‭ ‬ألِن،‭ ‬الأستاذ‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬إن‭ ‬الدول‭ ‬والشركات‭ ‬الإفريقية‭ ‬باتت‭ ‬هدفاً‭ ‬لبرامج‭ ‬الفدية‭.‬

وقال‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬بالبريد‭ ‬الإلكتروني‭: ‬”تشكل‭ ‬برامج‭ ‬الفدية‭ ‬تهديداً‭ ‬جسيماً،‭ ‬ومن‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬ستضرب‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬ركائز‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحيوية،‭ ‬كالموانئ‭ ‬أو‭ ‬شبكات‭ ‬الكهرباء‭ ‬أو‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية؛‭ ‬فقد‭ ‬عطلتها‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬بقاع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭. ‬وتشكل‭ ‬عقبة‭ ‬كؤود‭ ‬لإفريقيا،‭ ‬فالبلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحيوية‭ ‬المعتمدة‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬كالتي‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬شرائح‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬ويمكن‭ ‬تشغيله‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬قديمة،‭ ‬فيغدو‭ ‬هدفاً‭ ‬سائغاً‭.‬“

ويتفق‭ ‬سيبي‭ ‬وألِن‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬اختراق‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬للأعمال‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬الاحتيال‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وسيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬هجمات‭ ‬معقدة‭ ‬من‭ ‬التصيد‭ ‬الاحتيالي‭ ‬على‭ ‬المستخدمين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يرتابون‭ ‬فيها‭.‬

وقال‭ ‬ألِن‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭: ‬”كشفت‭ ‬تقديرات‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي‭ ‬أن‭ ‬مرتكبي‭ ‬اختراق‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬للأعمال‭ ‬تسببوا‭ ‬في‭ ‬خسائر‭ ‬بعشرات‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الدولارات؛‭ ‬وكانوا‭ ‬من‭ ‬أنشط‭ ‬المخترقين‭ ‬الذين‭ ‬ارتكبوا‭ ‬عمليات‭ ‬احتيال‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التأمين‭ ‬والفوائد‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد19‭-)‬،‭ ‬فسرقوا‭ ‬مئات‭ ‬الملايين،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬المليارات،‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬المخصصة‭ ‬لمن‭ ‬حُرموا‭ ‬من‭ ‬عملهم‭ ‬أو‭ ‬اضطروا‭ ‬إلى‭ ‬تعليق‭ ‬حياتهم‭ ‬بسبب‭ ‬الجائحة‭.‬“

وفي‭ ‬تقرير‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬أفادت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬كنترول‭ ‬ريسك‮»‬‭ ‬للاستشارات‭ ‬أن‭ ‬قضايا‭ ‬الجرائم‭ ‬السيبرانية‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تغدو‭ ‬”ذات‭ ‬أهمية‭ ‬متزايدة“‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬كلما‭ ‬تطور‭ ‬مجرمو‭ ‬الإنترنت‭. ‬وذكر‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬والشركات‭ ‬الإفريقية‭ ‬التي‭ ‬تتطلع‭ ‬إلى‭ ‬التوسع‭ ‬خارج‭ ‬القارة‭ ‬”لن‭ ‬تفتأ‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مراعاة‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬مع‭ ‬الأمن‭ ‬المادي‭ ‬في‭ ‬تخطيطها‭.‬“‭ ‬ولا‭ ‬يُستبعد‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬تهديدات‭ ‬أمنية‭ ‬سيبرانية‭ ‬متزايدة‭ ‬التطور‭ ‬ويتنامى‭ ‬تعرضها‭ ‬للإشكاليات‭ ‬المادية،‭ ‬مثل‭ ‬المنافسة‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬أو‭ ‬الجريمة،‭ ‬التي‭ ‬تتصدر‭ ‬المشهد‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬السيبراني‭.‬

رواندا استضافت «منتدى إفريقيا للدفاع السيبراني» لعام 2023، وهو مؤتمر سنوي يجمع كبار خبراء الأمن السيبراني والقادة الحكوميين في العالم. الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في رواندا

المخترقون‭ ‬الخارجيون

تشير‭ ‬الدراسات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬منبع‭ ‬بعض‭ ‬الجرائم‭ ‬السيبرانية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬إفريقيا‭ ‬نفسها،‭ ‬ولكن‭ ‬نوَّه‭ ‬سيبي‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬”مصادر‭ ‬كثيرة“‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬ترتكبها‭ ‬عناصر‭ ‬هدامة‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬خارج‭ ‬القارة‭.‬

وكتب‭ ‬يقول‭: ‬”نُشرت‭ ‬عدة‭ ‬تقارير‭ ‬عن‭ ‬هجمات‭ ‬سيبرانية‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وترتبط‭ ‬بجهات‭ ‬تهديد‭ ‬روسية‭ ‬ووكلائها‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الإفريقي؛‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬أيضاً،‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيجيرية،‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الاتصالات‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬عن‭ ‬ملايين‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وورد‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬نشأت‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ (‬والقارة‭).‬“

وأضاف‭ ‬قائلاً‭: ‬”وورد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الهجمات‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة‭ ‬للولايات،‭ ‬وأصدر‭ ‬فريق‭ ‬الاستجابة‭ ‬لحالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬الحاسوبية‭ ‬النيجيري‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬قراراً‭ ‬استشارياً‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المخترقين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬تُعرف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬ليسيوم‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬تستهدف‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬ووزارات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬ودول‭ ‬إفريقية‭ ‬أخرى‭.‬“

ونوَّه‭ ‬سيبي‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مجرمي‭ ‬إنترنت‭ ‬روس‭ ‬اُتُهموا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬بشن‭ ‬هجمات‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬مراهنة‭ ‬نيجيرية‭ ‬شهيرة‭ ‬وغيرها‭. ‬وورد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬أن‭ ‬مجموعات‭ ‬تهديد‭ ‬صينية‭ ‬ترعاها‭ ‬الدولة‭ ‬نفذت‭ ‬هجمات‭ ‬متواصلة‭ ‬تستهدف‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭.‬

غياب‭ ‬الوعي

ذكر‭ ‬سيبي‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬هي‭ ‬أنها‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬بالجرائم‭ ‬السيبرانية‭.‬

وقال‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭: ‬”كما‭ ‬يُقال،‭ ‬فإن‭ ‬المستخدم‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬تدابير‭ ‬الأمان؛‭ ‬فلن‭ ‬تختفي‭ ‬التحديات‭ ‬أياً‭ ‬كانت‭ ‬الاحتياطات‭ ‬الأمنية‭ ‬المُتخَّذة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مستخدم‭ ‬مؤهل،‭ ‬ولكن‭ ‬تحتاج‭ ‬المؤسسات‭ ‬والبلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬لزيادة‭ ‬صلابتها‭ ‬وتحسين‭ ‬استعدادها،‭ ‬فلا‭ ‬تكاد‭ ‬تخصص‭ ‬معظم‭ ‬المؤسسات‭ ‬موازنة‭ ‬للأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬صلابتها‭ ‬السيبرانية‭ ‬بتحسين‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والعمليات‭ ‬والتدريب‭ ‬المنتظم‭ ‬للموظفين‭.‬“

وتحدث‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬تكثيف‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بمحاكمة‭ ‬قضايا‭ ‬الجرائم‭ ‬السيبرانية‭. ‬ونوَّه‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تشريعات‭ ‬مخصصة‭ ‬للجرائم‭ ‬السيبرانية‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أنظمة‭ ‬العدالة‭ ‬وأجهزة‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬”جاهزة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تقديم‭ ‬الأدلة‭ ‬الجنائية“،‭ ‬فإن‭ ‬مُجرمي‭ ‬الإنترنت‭ ‬سيستغلون‭ ‬دائماً‭ ‬الثغرات‭ ‬في‭ ‬المحاكمات‭.‬

وأضاف‭: ‬”وفي‭ ‬إفريقيا‭ ‬أقل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬فلا‭ ‬يمكنك‭ ‬شن‭ ‬حرب‭ ‬ضخمة‭ ‬على‭ ‬مجرمي‭ ‬الإنترنت‭ ‬دون‭ ‬كوادر‭ ‬متميزة،‭ ‬ولا‭ ‬بدَّ‭ ‬للحكومات‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬لتبني‭ ‬حلاً‭ ‬مستداماً‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬وتكمن‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الكفاءات‭ ‬لسد‭ ‬الفجوة‭ ‬الآخذة‭ ‬في‭ ‬الاتساع‭ ‬في‭ ‬مواهب‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭.‬“

ويرى‭ ‬ألِن‭ ‬أن‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬السيبرانية‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬التعقيد‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬

فيقول‭: ‬”يرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬عنصر‭ ‬‮«‬سيبراني‮»‬‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬متزايد‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬ما‭ ‬نقوم‭ ‬به،‭ ‬مثل‭ ‬المجال‭ ‬الأمني‭.‬“‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬سوء‭ ‬استخدام‭ ‬الموارد‭ ‬السيبرانية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭ ‬التجسس‭ ‬والمراقبة‭ ‬برعاية‭ ‬الدول،‭ ‬والتخريب‭ ‬السيبراني‭ ‬أو‭ ‬الابتزاز‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرئيسية‭ ‬أو‭ ‬الأفراد،‭ ‬وكثرة‭ ‬اعتماد‭ ‬الأنظمة‭ ‬العسكرية،‭ ‬كالأنظمة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬التقنيات‭ ‬الرقمية‭.‬

ونوَّه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬سيتوقف‭ ‬على‭ ‬حُسن‭ ‬تعامل‭ ‬الدول‭ ‬مع‭ ‬الجرائم‭ ‬السيبرانية‭.‬

فيقول‭: ‬”يتزايد‭ ‬ارتباط‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وفي‭ ‬شتى‭ ‬بقاع‭ ‬العالم‭ ‬بالنمو‭ ‬الرقمي،‭ ‬فقد‭ ‬قدَّرت‭ ‬الدراسات،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أن‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬يتزايد‭ ‬بنسبة‭ %‬2.5‭ ‬مقابل‭ ‬كل‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ %‬10‭ ‬في‭ ‬الاتصال‭ ‬في‭ ‬القارة‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬أوشكت‭ ‬الجريمة‭ ‬السيبرانية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تغدو‭ ‬قطاعاً‭ ‬يبلغ‭ ‬قيمته‭ ‬10‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬والشاهد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكنك‭ ‬تحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الرقمي‭ ‬دون‭ ‬أنظمة‭ ‬رقمية‭ ‬آمنة،‭ ‬فكلما‭ ‬كانت‭ ‬الأنظمة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬معرَّضة‭ ‬للتهديدات‭ ‬السيبرانية،‭ ‬حال‭ ‬ذلك‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬الرخاء‭ ‬الاقتصادي‭.‬“‭  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.