Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

حصن المهنية الحصين

الجيش السنغالي يلتزم بالمبادئ التي قام عليها في ظل تزايد الانقلابات في غرب إفريقيا

0

أسرة‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي

كان ربيع‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬فترة‭ ‬مشحونة‭ ‬بالتوتر‭ ‬في‭ ‬السنغال،‭ ‬فقد‭ ‬احتشد‭ ‬المتظاهرون‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬داكار،‭ ‬وخطت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬خطوة‭ ‬نادرة‭ ‬إذ‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظام،‭ ‬والإطارات‭ ‬مشتعلة،‭ ‬والمدرعات‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬نواصي‭ ‬الشوارع،‭ ‬والجنود‭ ‬يقفون‭ ‬عند‭ ‬المتاريس،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬أحد‭ ‬الكتاب‭ ‬وصف‭ ‬البلاد‭ ‬بأنها‭ ‬”تجلس‭ ‬على‭ ‬بركان‭.‬“‭ ‬

ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬أراد‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬طرفي‭ ‬الخلاف‭ ‬السياسي‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬الجيش‭ ‬موقفاً‭ ‬أكثر‭ ‬جدية،‭ ‬وتزايدت‭ ‬الدعوات‭ ‬لهم‭ ‬إما‭ ‬لنصرة‭ ‬حركة‭ ‬المعارضة‭ ‬أو‭ ‬لنصرة‭ ‬الرئيس‭ ‬ماكي‭ ‬سال‭ ‬وحزبه‭ ‬آنذاك‭.‬

فتحدت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السنغالية‭ ‬الفريقين‭ ‬وقالت‭ ‬إنها‭ ‬لن‭ ‬تنجر‭ ‬إلى‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بالبلاد،‭ ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬للعقيد‭ ‬موسى‭ ‬كوليبالي،‭ ‬مدير‭ ‬الإعلام‭ ‬والعلاقات‭ ‬العامة‭: ‬”هيئة‭ ‬الأركان‭ ‬العامة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬تدعو‭ ‬السياسيين‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الأطراف‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬لإبقاء‭ ‬الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬خارج‭ ‬الخلاف‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن،‭ ‬فالجيش‭ ‬يعتزم‭ ‬الالتزام‭ ‬بموقفه‭ ‬الجمهوري‭ ‬والتفرغ‭ ‬لمهامه‭ ‬السيادية‭.‬“

وفي‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬جون‭ ‬أفريك‮»‬‭ ‬في‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬قال‭ ‬ضابط‭ ‬لم‭ ‬يذكر‭ ‬اسمه‭ ‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬لكنه‭ ‬لن‭ ‬ينحرف‭ ‬عن‭ ‬موقفه‭ ‬الذي‭ ‬ينأى‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭. ‬

وقال‭: ‬”‭[‬الانتشار‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭] ‬كان‭ ‬ضرورياً‭ ‬لتقليل‭ ‬التوتر،‭ ‬وقد‭ ‬قلَّ،‭ ‬ونريد‭ ‬أن‭ ‬نظل‭ ‬خارج‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬منه،‭ ‬فقد‭ ‬تلازمنا‭ ‬السياسة،‭ ‬لكننا‭ ‬نأمل‭ ‬ألا‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭.‬“‭ ‬

الفريق أول مباي سيسيه، رئيس أركان الجيش السنغالي، يقوم بتفتيش للقوات في زيارة عمل إلى رواندا. ديربا

تشكل‭ ‬السنغال‭ ‬حالة‭ ‬شاذة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬كثرت‭ ‬فيها‭ ‬الانقلابات‭ ‬العسكرية،‭ ‬فلم‭ ‬يحدث‭ ‬فيها‭ ‬أي‭ ‬انقلاب‭ ‬منذ‭ ‬استقلالها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1960‭. ‬وهي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أكبر‭ ‬المساهمين‭ ‬بقوات‭ ‬في‭ ‬بعثات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والبعثات‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬إفريقيا‭. ‬وكشف‭ ‬استطلاع‭ ‬رأي‭ ‬أجرته‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬أفروباروميتر‮»‬‭ ‬أن‭ %‬83‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬يثقون‭ ‬بقواتهم‭ ‬المسلحة،‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬شملها‭ ‬الاستطلاع‭. ‬

وقال‭ ‬الجنرال‭ ‬الفرنسي‭ ‬المتقاعد‭ ‬برونو‭ ‬كليمان‭ ‬بوليه،‭ ‬الذي‭ ‬قضى‭ ‬معظم‭ ‬حياته‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬ويعمل‭ ‬الآن‭ ‬مستشاراً‭ ‬عسكرياً‭ ‬للحكومات،‭ ‬لمجلة‭ ‬‮«‬ليكسبريس‮»‬‭: ‬”يتفرَّد‭ ‬الجيش‭ ‬السنغالي‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬بما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬خصال‭ ‬المهنية‭ ‬والاحترافية‭ ‬والقيم‭ ‬الجمهورية؛‭ ‬فهو‭ ‬جيش‭ ‬جمهوري‭ ‬يحترم‭ ‬القواعد‭ ‬ويلتزم‭ ‬بالقوانين‭.‬“‭ ‬

ويبقى‭ ‬السؤال‭: ‬كيف‭ ‬حققت‭ ‬السنغال‭ ‬ذلك؟‭ ‬يقول‭ ‬الخبراء‭ ‬إنها‭ ‬أدركت‭ ‬ذلك‭ ‬بتاريخها‭ ‬الفريد‭ ‬والمؤسسين‭ ‬الذين‭ ‬بنوا‭ ‬نموذجاً‭ ‬دائماً‭ ‬لخدمة‭ ‬الوطن‭.‬‭ ‬ولكن‭ ‬يحذر‭ ‬المراقبون‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬معرض‭ ‬للخطر‭ ‬إذا‭ ‬تغافلت‭ ‬عن‭ ‬حمايته‭.‬

شراكة‭ ‬العمالقة

لا‭ ‬يزال‭ ‬اسم‭ ‬الراحل‭ ‬ليوبولد‭ ‬سنغور،‭ ‬الرئيس‭ ‬المؤسس‭ ‬للسنغال،‭ ‬يُذكر‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬شاعراً‭ ‬يدخن‭ ‬الغليون‭ ‬ورجلاً‭ ‬محباً‭ ‬للسلام‭. ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرؤساء‭ ‬المؤسسين،‭ ‬وضع‭ ‬تصوراً‭ ‬لدولة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬دستورية،‭ ‬وأرست‭ ‬فترة‭ ‬رئاسته،‭ ‬على‭ ‬علاتها،‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لانتخابات‭ ‬متعددة‭ ‬الأحزاب‭. ‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬1962،‭ ‬واجهت‭ ‬الدولة‭ ‬الفتية‭ ‬أزمتها‭ ‬السياسية‭ ‬الأولى،‭ ‬إذ‭ ‬تصارع‭ ‬مامادو‭ ‬ديا،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬مع‭ ‬سنغور‭. ‬وعندما‭ ‬استعان‭ ‬ديا‭ ‬بالسلطات‭ ‬التنفيذية‭ ‬وأمر‭ ‬أفراد‭ ‬الجيش‭ ‬بتحصين‭ ‬مبنى‭ ‬الجمعية‭ [‬البرلمان‭] ‬قبل‭ ‬التصويت،‭ ‬وصف‭ ‬سنغور‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬ديا‭ ‬بأنه‭ ‬محاولة‭ ‬انقلاب‭ ‬وسجنه‭. ‬

وحظي‭ ‬سنغور‭ ‬طوال‭ ‬الأزمة‭ ‬بولاء‭ ‬الجيش‭ ‬وجمعته‭ ‬بالفريق‭ ‬أول‭ ‬جان‭ ‬ألفريد‭ ‬ديالو،‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬علاقة‭ ‬تعاون‭ ‬وثيقة‭. ‬

وأثبتت‭ ‬الشراكة‭ ‬أهميتها،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬ديالو‭ ‬مهندساً‭ ‬يؤمن‭ ‬بشدة‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬معولاً‭ ‬من‭ ‬معاول‭ ‬التنمية،‭ ‬ووضع‭ ‬الرجلان‭ ‬معاً‭ ‬مفهوماً‭ ‬يُعرف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬جيش‭ ‬الوطن‮»‬،‭ ‬وينص‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬ينبغي‭ ‬لها،‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬أن‭ ‬تخدم‭ ‬الشعب‭ ‬بمشاريع‭ ‬الأشغال‭ ‬العامة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬للشعب‭ ‬السنغالي‭.‬

وقال‭ ‬المؤرخ‭ ‬رومين‭ ‬تيكيه،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بدراسة‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭: ‬”وضع‭ ‬الاثنان‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬منفصلاً‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭.‬“‭ ‬

دخل‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1964‭ ‬بمشروع‭ ‬تجريبي‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬سافوين،‭ ‬حيث‭ ‬ساعد‭ ‬الجنود‭ ‬والمجندون‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬جسر‭ ‬وبناء‭ ‬طرق‭ ‬وحفر‭ ‬آبار‭ ‬وتشييد‭ ‬مبانٍ‭ ‬وتجهيز‭ ‬الأرض‭ ‬للزراعة‭. ‬واستمر‭ ‬ذلك‭ ‬طوال‭ ‬تاريخ‭ ‬السنغال،‭ ‬فأنشأت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1968‭ ‬كلية‭ ‬طبية‭ ‬عسكرية‭ ‬لتدريب‭ ‬الأطباء‭ ‬الذين‭ ‬يمكنهم‭ ‬الاستجابة‭ ‬لتفشي‭ ‬الأمراض‭ ‬مثل‭ ‬الكوليرا‭ ‬والحمى‭ ‬الصفراء،‭ ‬وشكلت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1999‭ ‬لجنة‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬للقادة‭ ‬العسكريين‭ ‬أن‭ ‬يجتمعوا‭ ‬مع‭ ‬نواب‭ ‬البرلمان‭ ‬والأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لتحديد‭ ‬مشاريع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬تنفيذها‭.‬

جنديان يغلقان طريقاً أثناء احتجاجات في داكار؛ انتشرت القوات المسلحة السنغالية للحفاظ على النظام، لكنها رفضت الانخراط في السياسة، التزاماً بتقاليدها العريقة.
رويترز

وذكر‭ ‬العميد‭ ‬عثمان‭ ‬كين،‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬سابقاً،‭ ‬أن‭ ‬نموذج‭ ‬جيش‭ ‬الوطن‭ ‬كان‭ ‬يوجه‭ ‬الجيش‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭ ‬بمفهوم‭ ‬”الأمن‭ ‬البشري‭.‬“‭ ‬وكتب‭ ‬يقول‭: ‬”إن‭ ‬مشاركة‭ ‬‮«‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬يرتدون‭ ‬الزي‭ ‬العسكري‮»‬‭ ‬في‭ ‬مهام‭ ‬التنمية‭ ‬صنعت‭ ‬رابطة‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يُعد‭ ‬الدفاع‭ ‬عنهم‭ ‬وتأمينهم‭ ‬السبب‭ ‬للخدمة‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭.‬“

وبات‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬اليوم‭ ‬متغلغلاً‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السنغالية،‭ ‬إذ‭ ‬تقوم‭ ‬أفرع‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬مثل‭ ‬الزراعة‭ ‬وبناء‭ ‬المدارس‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬العامة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬ويستقبل‭ ‬الجيش‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬منشآته‭ ‬الطبية،‭ ‬ويقيم‭ ‬فعاليات‭ ‬للصحة‭ ‬العامة،‭ ‬وليس‭ ‬الجيش‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬يستجيب‭ ‬لحالات‭ ‬الكوارث‭ ‬الوطنية،‭ ‬لكنه‭ ‬دأب‭ ‬على‭ ‬مساندة‭ ‬الأجهزة‭ ‬المدنية‭.‬

التعليم‭ ‬هو‭ ‬الأساس

بدأ‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتعليم‭ ‬العسكري‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السنغالية،‭ ‬فقد‭ ‬زاد‭ ‬سنغور‭ ‬وديالو‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ %‬30‭ ‬من‭ ‬موازنة‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1962،‭ ‬وكتب‭ ‬المقدم‭ ‬جهارا‭ ‬ماتيسك،‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والأستاذ‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الحرب‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يقول‭:‬‭ ‬”ساهم‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬الاحترافي‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬خلوة‭ ‬عسكرية‮»‬‭ ‬جعلت‭ ‬منه‭ ‬عنصراً‭ ‬قوياً‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬السنغال‭.‬“‭ ‬

وتقدم‭ ‬السنغال‭ ‬اليوم‭ ‬باقة‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬المهني‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الأكاديمية‭ ‬وحتى‭ ‬مستويات‭ ‬كلية‭ ‬القادة‭ ‬والأركان‭. ‬فقد‭ ‬تأسست‭ ‬أكاديميتها‭ ‬العسكرية‭ ‬‮«‬المدرسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للضباط‭ ‬العاملين‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1981‭ ‬وتقبل‭ ‬نحو‭ ‬100‭ ‬دارس‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬لتدريبهم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عامين‭ ‬كاملين‭. ‬وأنشأت‭ ‬السنغال‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬للدفاع‭ ‬والأمن‮»‬‭ ‬لدراسات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬ويمنح‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭. ‬وافتتحت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬السنغال‭ ‬للدفاع‮»‬،‭ ‬ويضم‭ ‬هذا‭ ‬المعهد‭ ‬كلية‭ ‬للقادة‭ ‬والأركان‭ ‬ومركزاً‭ ‬لتطوير‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭. ‬

وذكر‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬متقاعد‭ ‬تالا‭ ‬نيانغ،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السنغالية‭ ‬سابقاً،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المعهود‭ ‬أن‭ ‬يدرس‭ ‬الضباط‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬إلى‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬بعد‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬ويستمر‭ ‬التعليم‭ ‬طوال‭ ‬مسيرتهم‭ ‬المهنية‭. ‬

وقال‭ ‬لمركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭: ‬”لا‭ ‬تنفك‭ ‬تتعلم‭ ‬وتتدرب‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬السنغالي‭ ‬للقيام‭ ‬بمهمة‭ ‬معينة‭ ‬قبل‭ ‬إرسالك‭ ‬إليها،‭ ‬فتعرف‭ ‬كيف‭ ‬تنجزها‭.‬“‭ ‬

لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬السنغال‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬كلية‭ ‬حربية،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬محلياً‭ ‬محدودة‭. ‬وقد‭ ‬عكف‭ ‬ماتيسك‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬الجيش‭ ‬السنغالي‭ ‬بمخالطة‭ ‬الضباط‭ ‬السنغاليين،‭ ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬وجد‭ ‬أنهم‭ ‬تدربوا‭ ‬في‭ ‬بقاع‭ ‬شتى‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬”فيصعب‭ ‬تحقيق‭ ‬الاتساق‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬القوة‭.‬“

وقال‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭ ‬مبيناً‭ ‬أن‭ ‬كلامه‭ ‬لا‭ ‬ينم‭ ‬بالضرورة‭ ‬عن‭ ‬آراء‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭: ‬”ما‭ ‬زالوا‭ ‬يعتمدون‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬على‭ ‬بلدان‭ ‬ومؤسسات‭ ‬أخرى‭ ‬لتوفير‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب،‭ ‬فيوجد‭ ‬توفيق‭ ‬بين‭ ‬عقائد‭ ‬عسكرية‭ ‬مختلفة؛‭ ‬ويحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬القدرات‭ ‬في‭ ‬أكاديميتهم،‭ ‬وكلية‭ ‬أركان‭ ‬متوسطة‭ ‬المستوى،‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬كلية‭ ‬حربية‭ ‬حتى‭ ‬يتدرب‭ ‬غالبية‭ ‬قواتهم‭ ‬محلياً‭.‬“

جنود سنغاليون يحتفلون بعد مشاركتهم في احتفالات عيد الاستقلال في داكار.
وكالة الأنباء الفرنسية/صور غيتي

التنوع‭ ‬قوة

لا‭ ‬تجسد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجيوش‭ ‬الوطنية‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تخدمها،‭ ‬فكثيراً‭ ‬ما‭ ‬تكتظ‭ ‬الرتب‭ ‬العليا‭ ‬بأبناء‭ ‬طائفة‭ ‬عرقية‭ ‬أو‭ ‬دينية‭ ‬معينة‭ ‬لها‭ ‬علاقات‭ ‬بالرئيس،‭ ‬ويؤدي‭ ‬هذا‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬التوازن‭ ‬إلى‭ ‬الاستياء‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬الانقلاب‭ ‬عليه‭. ‬

وقد‭ ‬حرصت‭ ‬السنغال‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتجنب‭ ‬ذلك،‭ ‬فأغلبيتها‭ ‬مسلمة،‭ ‬لكنها‭ ‬تعتز‭ ‬بالتنوع‭ ‬العرقي‭ ‬بطوائف‭ ‬الولوف‭ ‬والفولا‭ ‬وسيرير‭ ‬والماندينغا‭ ‬وغيرها،‭ ‬ويجند‭ ‬الجيش‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الطوائف‭. ‬

وقال‭ ‬نيانغ‭ ‬لمركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭: ‬”تجسد‭ ‬قواته‭ ‬التركيبة‭ ‬العرقية‭ ‬والإقليمية‭ ‬للدولة،‭ ‬وثمة‭ ‬دليل‭ ‬أو‭ ‬سجل‭ ‬يُظهر‭ ‬هذه‭ ‬التركيبة،‭ ‬فإذا‭ ‬قلنا‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الطائفة‭ ‬العرقية‭ ‬تمثل‭ %‬2‭ ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬نجد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الـ‭ %‬2‭ ‬في‭ ‬الجيش‭. ‬فالجيش‭ ‬السنغالي‭ ‬صورة‭ ‬مصغرة‭ ‬للسنغال‭ ‬نفسها‭.‬“

وبالمثل،‭ ‬لم‭ ‬تشكل‭ ‬السنغال‭ ‬قط‭ ‬حرساً‭ ‬رئاسياً‭ ‬دائماً‭. ‬ففي‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬اختلال‭ ‬جيوشها،‭ ‬تمتلئ‭ ‬هذه‭ ‬الوحدات‭ ‬بالجنود‭ ‬الموالين‭ ‬للرئيس‭ ‬وتُستغل‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬وسحق‭ ‬المعارضة‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬السنغال،‭ ‬فيُكلف‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الدرك‭ ‬بحراسة‭ ‬الرئيس‭ ‬ويتناوبون‭ ‬كل‭ ‬سنتين‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭.‬

وقال‭ ‬نيانغ‭ ‬للمركز‭: ‬”أي‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬يحرسون‭ ‬الرئيس،‭ ‬لا‭ ‬يختارهم،‭ ‬ولا‭ ‬يعرفهم،‭ ‬فالرئاسة‭ ‬مؤسسة،‭ ‬والرئيس‭ ‬لا‭ ‬يختار‭ ‬رئيس‭ ‬الحرس‭ ‬الرئاسي،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬الحرس‭ ‬الرئاسي‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بانقلاب‭ ‬في‭ ‬السنغال،‭ ‬فهم‭ ‬أقل‭ ‬تسليحاً،‭ ‬وعددهم‭ ‬ليس‭ ‬كبيراً،‭ ‬وقوتهم‭ ‬غير‭ ‬مؤثرة‭.‬“

الترقية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الجدارة

لا‭ ‬يكاد‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يضر‭ ‬بالروح‭ ‬المعنوية‭ ‬والفعالية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الترقيات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬المحسوبية‭ ‬أو‭ ‬إيثار‭ ‬الطوائف‭ ‬العرقية،‭ ‬فلدى‭ ‬السنغال‭ ‬مجالس‭ ‬ترقية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬قواتها‭ ‬المسلحة‭ ‬تقيم‭ ‬مؤهلات‭ ‬المرشحين‭ ‬للترقية،‭ ‬ويحتفظ‭ ‬الجيش‭ ‬السنغالي‭ ‬بنسبة‭ %‬5‭ ‬من‭ ‬الضباط،‭ ‬و‭%‬15‭ ‬من‭ ‬ضباط‭ ‬الصف،‭ ‬و‭%‬80‭ ‬من‭ ‬المجندين،‭ ‬كما‭ ‬تجنبت‭ ‬البلاد‭ ‬تكديس‭ ‬الرتب‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬قواتها‭ ‬المسلحة‭ ‬بضباط‭ ‬يترقون‭ ‬بالمحسوبية‭. 

جنود سنغاليون يمشون المشية العسكرية أثناء الاحتفال بعيد استقلال السنغال الـ 63 في داكار. وكالة الأنباء الفرنسية/صور غيتي

وتعتقد‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬أن‭ ‬مبدأ‭ ‬الجدارة‭ ‬ضروري‭ ‬لبناء‭ ‬جيش‭ ‬متميز،‭ ‬فقال‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬بيرام‭ ‬ديوب،‭ ‬وزير‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السنغالية،‭ ‬لمركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭: ‬”إذا‭ ‬رُقيت‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬العلاقات‭ ‬الشخصية،‭ ‬فقد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الرتبة‭ ‬والمنصب،‭ ‬لكنك‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬مقبولاً‭ ‬أو‭ ‬شرعياً‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬أقرانك‭ ‬أو‭ ‬مرؤوسيك،‭ ‬ولن‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬إعطاء‭ ‬الأوامر‭ ‬لجنودك‭ ‬حتى‭ ‬ينفذوها‭ ‬دون‭ ‬تردد‭ ‬أو‭ ‬تبرم‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬النظام‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الجدارة،‭ ‬فلن‭ ‬يوافقك‭ ‬الجميع‭ ‬الرأي‭ ‬دائماً،‭ ‬لكنك‭ ‬ستتمتع‭ ‬بالشرعية‭ ‬والمصداقية‭ ‬اللازمتين‭ ‬لإنفاذ‭ ‬سلطتك‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬تقودهم‭.‬“

وإذ‭ ‬كان‭ ‬ماتيسك‭ ‬عاكفاً‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬الجيش‭ ‬السنغالي،‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬الوحدات‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬السمات‭ ‬القيادية‭ ‬بنظام‭ ‬غير‭ ‬رسمي‭ ‬يُعرف‭ ‬باسم‭ ‬”جُبوت“،‭ ‬ومعناه‭ ‬‮«‬الرَّحِمْ‮»‬،‭ ‬ويعني‭ ‬أن‭ ‬الجنود‭ ‬الذين‭ ‬يتولون‭ ‬القيادة‭ ‬يُعاملون‭ ‬معاملة‭ ‬الأخ‭ ‬الأكبر‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الأب‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬سمة‭ ‬القيادة‭ ‬التي‭ ‬تُكتسب‭ ‬من‭ ‬المرؤوسين‭ ‬إلى‭ ‬الترقية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمي،‭ ‬ويعني‭ ‬ذلك‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬الوحدات‭ ‬تراقب‭ ‬نفسها‭ ‬بنفسها‭ ‬وتتمتع‭ ‬بثقافة‭ ‬المعايير‭ ‬العالية‭ ‬والاحترافية‭. ‬

وقال‭: ‬”إنه‭ ‬العنصر‭ ‬غير‭ ‬الرسمي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬الإنسان‭ ‬بالاحترام‭ ‬ويُنظر‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬قائد‭ ‬بارع‭ ‬يهتم‭ ‬بقواته؛‭ ‬والواقع‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يتصوره‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويُستخدم‭ ‬مفهوم‭ ‬جُبوت‭ ‬لوصف‭ ‬تقييمهم‭ ‬لجدارتك‭.‬“

قادة عسكريون يتفقدون مدرج مطار قيد الإنشاء في ثييس؛ للقوات المسلحة السنغالية باعٌ في المشاركة في مشاريع التنمية. ديربا

وبينما‭ ‬كان‭ ‬ماتيسك‭ ‬يخالط‭ ‬الجنود‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السنغالية‭ ‬كافة،‭ ‬سمع‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬أن‭ ‬المهنية‭ ‬والاحترافية‭ ‬والالتزام‭ ‬بالقيم‭ ‬الجمهورية‭ ‬تجعلهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بالفخر‭ ‬والعزة‭ ‬ويحرصون‭ ‬على‭ ‬صونها،‭ ‬ويعتقد‭ ‬أنها‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬وقاية‭ ‬السنغال‭ ‬من‭ ‬عدوى‭ ‬الانقلابات‭ ‬التي‭ ‬تجتاح‭ ‬القارة‭. ‬وقال‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭: ‬”يأخذون‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد‭ ‬إذ‭ ‬يتمسكون‭ ‬بقولهم‭: ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬عندنا‭ ‬انقلابٌ‭ ‬قط‭ ‬وسنحرص‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يحدث‭ ‬أبداً؛‭ ‬ويقولون‭: ‬نقوم‭ ‬بأشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الرسميات‭ ‬فيما‭ ‬بيننا‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬جميعاً‭ ‬متفقون‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الإرث‭ ‬الجمهوري‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭.‬“

ويعرف‭ ‬الجنود‭ ‬السابقون‭ ‬ضرورة‭ ‬حماية‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭. ‬

فمع‭ ‬اقتراب‭ ‬يوم‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬شباط‭/‬فبراير‭ ‬2024،‭ ‬نشر‭ ‬المظلي‭ ‬المتقاعد‭ ‬العقيد‭ ‬سيني‭ ‬سيسيه‭ ‬ديوب‭ ‬افتتاحية‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الصحف‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬لا‭ ‬أظن‭!‬‮»‬؛‭ ‬شبَّه‭ ‬فيها‭ ‬الجيش‭ ‬السنغالي‭ ‬بالشخصية‭ ‬اليونانية‭ ‬الأسطورية‭ ‬أوديسيوس‭ (‬أوليس‭) ‬إذ‭ ‬ربط‭ ‬نفسه‭ ‬بصاري‭ ‬السفينة‭ ‬لتجنب‭ ‬إغراء‭ ‬أغنية‭ ‬الندَّاهة‭ ‬سيرين‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬الانقلابات‭ ‬والفساد‭ ‬السياسي‭ ‬هما‭ ‬أغنية‭ ‬الندَّاهة‭ ‬التي‭ ‬تُخرج‭ ‬الجيوش‭ ‬الإفريقية‭ ‬عن‭ ‬السبيل‭ ‬القويم،‭ ‬وحثَّ‭ ‬زملاءه‭ ‬الجنود‭ ‬على‭ ‬تذكر‭ ‬تقاليدهم‭ ‬التي‭ ‬يفتخرون‭ ‬بها‭.‬

فيقول‭: ‬”أنتم‭ ‬ورثة‭ ‬تقاليد‭ ‬الولاء‭ ‬للجمهورية؛‭ ‬أنتم‭ ‬ومؤسستكم‭ ‬ستنجون‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬السياسية،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬السبب،‭ ‬إذا‭ ‬أخلصتم‭ ‬لروح‭ ‬شيوخكم‭ ‬الذين‭ ‬صانوا‭ ‬كرامتهم‭ ‬وظلوا‭ ‬جنوداً‭ ‬لا‭ ‬يفسدهم‭ ‬شيء‭.‬“‭ 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.