مسؤولون عسكريون أمريكيون وليبيون يشاركون في فعالية عسكرية في المركز الثقافي العربي الليبي في فاليتا بمالطا يوم 20 آب/أغسطس 2024. نقيب ريد ميلبراث/القوات الجوية الأمريكية
التقى مسؤولون عسكريون ليبيون بمسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة في آب/أغسطس لحضور ورشة أُقيمت في مالطا على مدار ثلاثة أيام بهدف تعزيز أواصر التعاون.
تبادل المسؤولون الخبرات في مجالات التخفيف من الأزمات والحد من الضرر الذي يلحق بالمدنيين أثناء العمليات العسكرية، كما ركزت المحادثات على المشاركة المجتمعية في مناطق الصراع، والاستجابة للأزمات الناشئة، وحُسن التنسيق أثناء الكوارث الطبيعية.
وقال مسؤول عسكري أمريكي في بيان صحفي: ”يمثل هذا اللقاء خطوة طيبة في تعاوننا الراهن، وأنا متفائل بأن هذه ما هي إلا البداية لجهودنا التعاونية.“
كما أكد الممثلون العسكريون الليبيون على أهمية القدرة على التكيف والمشاركة المجتمعية للنجاح في إدارة الأزمات.
وقامت الوحدة الأمريكية أيضاً أثناء الورشة بجولة تفقدية على متن زورقَي الدورية «بي 51» و«بي 71» التابعَين للقوات المسلحة المالطية، فدارت مناقشة عن دور الأصول البحرية أثناء الكوارث وعمليات البحث والإنقاذ البحرية.
وقال ممثل عسكري أمريكي آخر في البيان الصحفي:”التعرف على المرافق البحرية المالطية بأنفسنا وسع مدارك فهمنا للاستجابة المتكاملة للأزمات، ولا سيما في السياقات البحرية؛ فهي فرصة رائعة للتعرف على أصولهم البحرية وكيف تُستخدم بالتنسيق مع السلطات المدنية في جهود الإغاثة من الكوارث والعمليات الأمنية.“
مسؤولون عسكريون أمريكيون وليبيون يقومون بجولة تفقدية على متن زوارق دورية تابعة للقوات المسلحة المالطية أثناء فعالية تركز على القدرات البحرية في فاليتا بمالطا يوم 21 آب/أغسطس 2024. نقيب ريد ميلبراث/القوات الجوية الأمريكية
وتجلت أهمية التعاون في مطلع أيلول/سبتمبر 2023 حين تسببت الأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار دانيال في انهيار سدين قديمين في مدينة درنة الليبية، فجرفت أحياءً بأكملها في البحر المتوسط . وقتلت السيول أكثر من 4,350 شخصاً، وظلَّ نحو 8,540 آخرين في عداد المفقودين.
رأى السيد هاني الباه، وهو موظف حكومي يبلغ من العمر 47 عاماً، السيول وهي تقترب، وشاهد المياه تدمر مبنىً من سبعة طوابق يسكنه 21 أسرة.
وقال لشبكة «صوت أمريكا»: ”كانت الأسر كلها داخل المبنى، فسحقها الفيضان كعلبة حليب.“
وكشف تقرير مشترك صادر عن البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أن الكارثة تطلبت 1.8 مليار دولار أمريكي لإعادة الإعمار والتعافي، وذكر أنها أثرت على نحو 1.5 مليون مواطن؛ أي 22% من سكان ليبيا.
وفي المجمل، استهدفت المساعدات نحو 250,000 شخص حتى كانون الأول/ديسمبر 2023 بتكلفة تجاوزت 71 مليون دولار أمريكي.
وقال الباه لصوت أمريكا: ”كانت المدينة متهالكة أصلاً حتى قبل الإعصار؛ وصرنا نحتاج إلى كل شيء من الألف إلى الياء، نحتاج إلى البنية التحتية ومشاريع الإسكان ومشاريع المياه، ونحتاج إلى الدعم النفسي في الغالب.“
ولم تكد تمر أيام على الفيضان حتى تبرَّعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمليون دولار من الأموال الأولية لتقديم المساعدات في حالات الكوارث، وقامت بتفعيل فريق الاستجابة للمساعدة في حالات الكوارث في تونس العاصمة، وفريق مخصص لإدارة الاستجابة في واشنطن العاصمة.
ونقلت في مطلع تشرين الأول/أكتوبر 3 أطنان من لوازم الإغاثة الطارئة إلى ليبيا، كالمياه ولوزام الصرف الصحي ومواد النظافة. وبذلك وصل إجمالي كمية لوازم الإغاثة الطارئة التي سلمتها إلى 29 طناً.
وبلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها الحكومة الأمريكية إلى ليبيا منذ عام 2011 أكثر من 900 مليون دولار، نحو 275 مليون دولار منها في صورة مساعدات إنسانية.
