تحالف الحقيقة يحارب «مكائد وحيل وأكاذيب» الإرهابيين في نيجيريا
أسرة منبر الدفاع الإفريقي
لا تسلم منطقة في نيجيريا من الهجمات الإرهابية، فاجتمع الناس بها لمحاربة الإرهاب بسلاح قوي: وهو سلاح الحقيقة.
يتمركز تحالف الحقيقة في مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، وهو عبارة عن شبكة من منظمات المجتمع المدني تعمل على نشر رسائل الأمل وتكشف حقيقة الجماعات المتطرفة العنيفة في المنطقة وكيف تغوي الشباب للانضمام إلى صفوفها.
ويقول التحالف على موقعه الإلكتروني: ”نعتقد أن الوقت قد حان لإخبار الناس بالمكائد والحيل والأكاذيب والخدع التي تُستخدم لجذبهم، وإنما نريد من الناس أن يتدبروا هذه الحقيقة بأنفسهم، وأن يدركوا أن الحقيقة أولى بتصديقها.“
تعاني نيجيريا، وهي أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، من تمرد عنيف اندلع في المنطقة الشمالية الشرقية منها منذ أكثر من عقدين من الزمان، وتتقاتل جماعة بوكو حرام وجماعة منشقة عنها توسعت لتشكل ولاية تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا (داعش غرب إفريقيا) على السيادة والسيطرة على الأراضي.
وقللت قوات الأمن النيجيرية من قدرات الجماعتين في السنوات الأخيرة ودفعتهما إلى معاقلهما في الغابات والمناطق الحدودية وحوض بحيرة تشاد، لكنهما تتمتعان بتمويل جيد وتتسمان بقدرتهما على الصمود.
وقد خنقت أنشطة المتمردين التنمية الاقتصادية على مر السنين، وأجبرت المزارعين على الفرار من المناطق الريفية في ولاية بورنو، ويُعد تجنيد الشباب الساخطين المحتاجين إلى المال من التكتيكات الشائعة التي تستخدمها الجماعات المتطرفة.
استضاف السيد أحمد مصطفى، المتحدث باسم تحالف الحقيقة، في برنامج التحالف الإذاعي مؤخراً السيد غاربا يوسف، المستشار والباحث في مؤسسة نيم ومقرها أبوجا، وهي منظمة للاستجابة للأزمات؛ وذكر يوسف أن البطالة والفقر من العوامل الرئيسية التي تستغلها بوكو حرام وداعش غرب إفريقيا لتجنيد الشباب في صفوفهما، ويستخدم القائمون بالتجنيد مبالغ كبيرة لإغراء الشباب والتلاعب بعقولهم.
وقال في حلقة البرنامج الحواري الإذاعي للتحالف يوم 8 حزيران/يونيو: ”البطالة هي العامل الرئيسي الذي يجذب الناس إليهم [بوكو حرام وداعش غرب إفريقيا]، فمن الأيسر التأثير على شخص عاطل عن العمل لسلك دروب الإرهاب.“
ومن بين الجهود الأخرى التي يقوم بها تحالف الحقيقة مؤخراً سلسلة من المسرحيات التي عُرضت في حزيران/يونيو في العديد من مجتمعات بورنو، مثل باغا رود، وبولوري، وبلومكوتو، وغامبورو، وهوساري، وشوكارى في مايدوغوري، وتحكي المسرحية القصة الحقيقية لامرأة غُرر بها للانضمام إلى بوكو حرام.
وقال مصطفى لصحيفة «ديلي نيجيريان» الإلكترونية:”لكل إنسان قصة يرويها عن كيف غُرر به لينضم وكيف دُمرت حياته وحياة أسرته على إثر ذلك. ويروي آخرون كيف أصبحوا ضحايا أبرياء لسبيل بوكو حرام الهدَّام.“
كما استفاد التحالف من الإنترنت بسلسلة من مقاطع فيديو بالرسوم المتحركة على اليوتيوب وسلسلة صوتية من ثلاثة أجزاء، كلها تروي قصص مدنيين تأثروا بالإرهاب ومقاتلين متمردين تائبين عادوا إلى المجتمع ويريدون تحذير الآخرين من تجنب القائمين بالتجنيد في صفوف الجماعات المتطرفة.
ويرى مصطفى أن القصص الشخصية التي يرويها الأقران يمكن أن يكون لها عظيم الأثر.
فخاطبت فتاة من ولاية بورنو تُدعى ثويبة عبد الرشيد جمهورها في مناشدة صورتها في مقطع فيديو نُشر مؤخراً على حسابات تحالف الحقيقة على وسائل الإعلام الاجتماعي، تدعو فيه الشباب إلى التفكير في المعلومات الدينية التي يسمعونها من أناس في حياتهم وما إذا كان لها تأثير طيب على المجتمع.
فتقول: ”إذا كنت في مجموعة أو مجتمع ويساورك ما يزعجك، فلا تتردد في الاستعانة بأخصائي الصحة النفسية، ويجب أن نتحلى بالحيطة والحذر مع من نخالطهم، فهل يُرجى لحياتنا خيرٌ منهم؟ وما دوافعهم؟“
ويعتقد مصطفى أن كشف أساليب التجنيد التي تنتهجها جماعة بوكو حرام وداعش غرب إفريقيا يجعل رسالة التحالف واضحة ويدعوه للعمل.
وقال لصحيفة «نيجر دلتا هيرالد»: ”لا تنفك الجماعات المتطرفة العنيفة تجد طرقاً ملائمة لتخفي حقيقة ما تفعله، ولا تفتأ تسعى لإيذاء الأبرياء، وتكذب وتغش وترتكب كل أنواع الجرائم ضد كل فرد من أفراد المجتمع، وتدَّعي أنها تمثل الإسلام، لكن الحقيقة بعيدة كل البعد عن ذلك.“
التعليقات مغلقة.