Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

بناء نموذج إفريقي لنشر السلام

عمليات السلام بقيادة إفريقيا تسد فجوة للتعامل مع بعضٍ من أشرس التهديدات الأمنية.. ولكن يكتنف مستقبلها الغموض

أسرة‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي

ظلتالأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬المؤسسة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬بعثات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تشكل‭ ‬أي‭ ‬بعثة‭ ‬جديدة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬واضطرت‭ ‬بعثتاها‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬وجمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية‭ ‬إلى‭ ‬الانسحاب‭ ‬بسبب‭ ‬تزايد‭ ‬غياب‭ ‬الأمن‭ ‬واعتراض‭ ‬الدولتين‭ ‬على‭ ‬وجودهما‭.‬

وإذ‭ ‬تنسحب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬تشمر‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإفريقية‭ ‬عن‭ ‬سواعدها،‭ ‬إذ‭ ‬يشرف‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬10‭ ‬عمليات‭ ‬سلام‭ ‬تضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭,‬000‭ ‬رجل‭ ‬وامرأة‭ ‬يخدمون‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬دولة،‭ ‬وشكل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬البعثات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬بإطلاق‭ ‬أربع‭ ‬عمليات‭ ‬سلام‭.‬

ويذهب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تدخلات‭ ‬نشر‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬مستقبلاً‭ ‬ستكون‭ ‬بقيادة‭ ‬إفريقيا،‭ ‬فهذه‭ ‬البعثات‭ ‬تعمل‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وتضم‭ ‬جنوداً‭ ‬أفارقة‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬وتتميز‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬حالاتها‭ ‬بخفة‭ ‬حركتها،‭ ‬وسرعة‭ ‬استجابتها،‭ ‬واستعدادها‭ ‬للاشتباك‭ ‬مع‭ ‬الأعداء‭ ‬بقوة‭ ‬خلافاً‭ ‬لمنهاج‭ ‬بعثات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬أندرو‭ ‬ياو‭ ‬تشي‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬النرويجي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مقاله‭ ‬لمجلة‭ ‬‮«‬الحكم‭ ‬العالمي‮»‬‭: ‬”أثبتت‭ ‬عمليات‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬بقيادة‭ ‬إفريقيا‭ ‬أنها‭ ‬تتمتع‭ ‬بثروة‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬والمهارات‭ ‬والقدرات‭ ‬والمعارف‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬الموارد‭ ‬والتمويل؛‭ ‬وباتت‭ ‬عمليات‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬بقيادة‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬فريدة‭ ‬للتكيف‭ ‬والتأقلم،‭ ‬ولتصبح‭ ‬معولاً‭ ‬رئيسياً‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وتظل‭ ‬تسد‭ ‬الفجوة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تفلح‭ ‬عمليات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬الأممية‭ ‬في‭ ‬سدها‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭.‬“

يعتبر‭ ‬حفظة‭ ‬السلام‭ ‬الأفارقة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬حفظة‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬خبرةً‭ ‬وأعظمهم‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬مراساً،‭ ‬وشكلوا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬نحو‭ %‬20‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬القوات‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬بعثات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وكثر‭ ‬عددهم‭ ‬فيها‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬ليتجاوز‭ %‬50‭ ‬من‭ ‬قوامها‭.‬

جندي بوروندي يخدم في بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال (الأتميس) يتولى مهام الحراسة على متن ناقلة جند مدرعة في ولاية هيرشابيل. بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال (الأتميس)

ولكن‭ ‬تراودنا‭ ‬أسئلة‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تشكيل‭ ‬الجيل‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬البعثات‭ ‬وتكليفها‭: ‬ما‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬ستسعى‭ ‬إلى‭ ‬حلها؟‭ ‬ومن‭ ‬سيمولها؟‭ ‬وهل‭ ‬يمكنها‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬النزاعات‭ ‬بطريق‭ ‬الحوار؟‭ ‬وبينما‭ ‬يرسم‭ ‬القادة‭ ‬طريق‭ ‬المستقبل،‭ ‬يتبلور‭ ‬نموذج‭ ‬إفريقي‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬لكيفية‭ ‬التدخل‭ ‬وزمانه‭ ‬ومكانه‭.‬

تعدد الأشكال بتعدد المشاكل
من‭ ‬مميزات‭ ‬البعثات‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬إفريقيا‭ ‬أنها‭ ‬مناسبة‭ ‬لمهام‭ ‬شتى،‭ ‬فهنالك‭ ‬بعثات‭ ‬ضخمة‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬مثل‭ ‬بعثة‭ ‬الصومال،‭ ‬إذ‭ ‬تشكلت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬وتضم‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬20‭,‬000‭ ‬جندي‭. ‬وهنالك‭ ‬بعثات‭ ‬أصغر‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬المجموعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإقليمية‭ ‬مثل‭ ‬بعثة‭ ‬المجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ (‬الإيكواس‭) ‬في‭ ‬غينيا‭ ‬بيساو،‭ ‬إذ‭ ‬تضم‭ ‬630‭ ‬فرداً‭ ‬وتشكلت‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الاستقرار‭ ‬بها‭ ‬عقب‭ ‬محاولة‭ ‬انقلاب‭. ‬وهنالك‭ ‬بعثات‭ ‬مخصصة‭ ‬لغرض‭ ‬معين،‭ ‬يشكلها‭ ‬تحالف‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬للتصدي‭ ‬لتهديد‭ ‬مشترك‭ ‬مثل‭ ‬الإرهاب‭ ‬أو‭ ‬قطاع‭ ‬الطرق،‭ ‬ومن‭ ‬أمثلتها‭ ‬قوة‭ ‬العمل‭ ‬المشتركة‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬المؤلفة‭ ‬من‭ ‬10‭,‬000‭ ‬فرد،‭ ‬إذ‭ ‬شكلتها‭ ‬دول‭ ‬حوض‭ ‬بحيرة‭ ‬تشاد‭ ‬للتصدي‭ ‬للإرهاب‭ ‬والجريمة‭.‬

وتقوم‭ ‬منظومة‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الإفريقي‭ ‬التابعة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬بتوجيه‭ ‬هذه‭ ‬البعثات،‭ ‬ولكن‭ ‬بات‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬مستقلاً‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬عن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭. ‬فحتى‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬كانت‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬10‭ ‬عمليات‭ ‬سلام‭ ‬بقيادة‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ثلاث‭ ‬منها‭ ‬فقط‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬الاتحاد،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يتولى‭ ‬تمويلها‭ ‬وتوفير‭ ‬سبل‭ ‬الإمداد‭ ‬والتموين‭ ‬لها‭. ‬وتتولى‭ ‬إحدى‭ ‬المجموعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإقليمية‭ ‬تشكيل‭ ‬بعثات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬بعثة‭ ‬مجموعة‭ ‬تنمية‭ ‬الجنوب‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬موزمبيق‭ (‬صميم‭)‬،‭ ‬وتعمل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬القوة‭ ‬الاحتياطية‭ ‬الإفريقية‭ ‬التابعة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي‭.‬

ويستحسن‭ ‬المراقبون‭ ‬تزايد‭ ‬السيطرة‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬البعثات،‭ ‬ويقولون‭ ‬إن‭ ‬الهيئات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدول‭ ‬المجاورة‭ ‬لديها‭ ‬مصلحة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬البعثات‭ ‬من‭ ‬حفظة‭ ‬السلام‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬أمصار‭ ‬بعيدة‭.‬

وقال‭ ‬اللواء‭ ‬ريتشارد‭ ‬أدو‭ ‬جيان،‭ ‬آمر‭ ‬مركز‭ ‬كوفي‭ ‬عنان‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬السلام،‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭: ‬”ومن‭ ‬حيث‭ ‬فرض‭ ‬السلام،‭ ‬فلا‭ ‬بدَّ‭ ‬أن‭ ‬تشعر‭ ‬البلدان‭ ‬المساهمة‭ ‬بقوات‭ ‬بحافز‭ ‬يحركها،‭ ‬فلو‭ ‬وقع‭ ‬مكروه‭ ‬في‭ ‬نيجيريا،‭ ‬فإنني‭ ‬أسارع‭ ‬إلى‭ ‬القتال‭ ‬لأنني‭ ‬أعلم‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬غانا‭ ‬بسهولة،‭ ‬فهذا‭ ‬شيء‭ ‬أقاتل‭ ‬في‭ ‬سبيله‭.‬“

وكذلك‭ ‬يمكن‭ ‬تشكيل‭ ‬هذه‭ ‬التحالفات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ونشرها‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬البعثات‭ ‬التي‭ ‬تُشكل‭ ‬بعملية‭ ‬بيروقراطية‭ ‬بطيئة،‭ ‬فقد‭ ‬دعا‭ ‬البروتوكول‭ ‬الذي‭ ‬تشكلت‭ ‬بموجبه‭ ‬القوة‭ ‬الاحتياطية‭ ‬الإفريقية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كل‭ ‬منطقة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬كتيبة‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬14‭ ‬يوماً‭. ‬وقد‭ ‬استلزمت‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬الجماعي‭ ‬السابقة‭ ‬هذا‭ ‬التعجيل،‭ ‬إذ‭ ‬جاء‭ ‬التدخل‭ ‬الدولي‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭ ‬ولم‭ ‬يفلح‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬الأرواح‭.‬

تتفاوت‭ ‬مستويات‭ ‬الاستعداد‭ ‬بموجب‭ ‬منظومة‭ ‬القوة‭ ‬الاحتياطية‭ ‬الإفريقية،‭ ‬ولكن‭ ‬ذكر‭ ‬الدكتور‭ ‬سيدريك‭ ‬دي‭ ‬كونينغ،‭ ‬المستشار‭ ‬الأول‭ ‬بالمركز‭ ‬الإفريقي‭ ‬للتسوية‭ ‬البنَّاءة‭ ‬للنزاعات‭ ‬والخبير‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬السلام،‭ ‬أن‭ ‬سرعة‭ ‬التحرك‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬ميزات‭ ‬عمليات‭ ‬السلام‭ ‬بقيادة‭ ‬إفريقيا‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬التدخلات‭ ‬كانت‭ ‬أعظم‭ ‬نفعاً‭ ‬باستخدام‭ ‬نموذج‭ ‬للتحرك‭ ‬”في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب“‭ ‬بحيث‭ ‬تشكلت‭ ‬تحالفات‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬للإسراع‭ ‬بالتدخل‭ ‬عند‭ ‬وقوع‭ ‬أزمات‭.‬

وقال‭: ‬”تكمن‭ ‬الميزة‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬ودول‭ ‬إفريقيا‭ ‬كافة‭ ‬في‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬الإسراع‭ ‬بالانتشار‭ ‬وفي‭ ‬استعدادهم‭ ‬للتعامل‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬البأس‭ ‬والقوة‭.‬“

وذكر‭ ‬تشي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السرعة‭ ‬والاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬يمثلان‭ ‬تغيراً‭ ‬جذرياً‭ ‬عن‭ ‬البعثات‭ ‬السابقة،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬تنتظر‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬هيئة‭ ‬دولية‭ ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬تدعمها‭. ‬وقال‭ ‬لمنبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي‭: ‬”أمسوا‭ ‬يقومون‭ ‬بمعظم‭ ‬سبل‭ ‬الإمداد‭ ‬والتموين‭ ‬ويستخدمون‭ ‬معظم‭ ‬معداتهم‭.‬“‭ ‬

”فهذه‭ ‬دول‭ ‬واقفة‭ ‬على‭ ‬الجبهة،‭ ‬ولا‭ ‬تبخل‭ ‬بأصولها‭ ‬لتكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬العمليات،‭ ‬وهذا‭ ‬يختلف‭ ‬تمام‭ ‬الاختلاف‭ ‬عن‭ ‬النموذج‭ ‬التقليدي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إذ‭ ‬تنتظر‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬يلتزموا‭ ‬بما‭ ‬كُلفوا‭ ‬به‭.‬“

قوات رواندية تستعد للتوجه إلى موزمبيق لمساعدتها على مكافحة التمرد. رويترز

فلسفة «عدم اللامبالاة»
اعتمد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬عقيدة‭ ‬عمليات‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬ونصت‭ ‬تلك‭ ‬العقيدة‭ ‬على‭ ‬استعداده‭ ‬للتدخل‭ ‬في‭ ‬السيناريوهات‭ ‬التي‭ ‬جرى‭ ‬العرف‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تتحاشاها،‭ ‬وتسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬تحول‭ ‬من‭ ‬فلسفة‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬إلى‭ ‬فلسفة‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬اللامبالاة‮»‬‭.‬

فتقول‭: ‬”يُراد‭ ‬بعدم‭ ‬اللامبالاة‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬ودوله‭ ‬الأعضاء‭ ‬لن‭ ‬يقفوا‭ ‬مكتوفي‭ ‬الأيدي،‭ ‬ولن‭ ‬يمتنعوا‭ ‬عن‭ ‬التحرك،‭ ‬وسينتشرون‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يوجد‭ ‬سلام‭ ‬يمكن‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه،‭ ‬لمنع‭ ‬الأوضاع‭ ‬الخطيرة‭ ‬أو‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬مثل‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية؛‭ ‬فهذا‭ ‬واجب‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الإفريقي‭.‬“

وتسمح‭ ‬هذه‭ ‬العقيدة‭ ‬أيضاً‭ ‬بالتدخل‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬الدولة‭ ‬العضو‭ ‬لوقف‭ ‬الأعمال‭ ‬الوحشية‭ ‬الجماعية،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتدخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬دائماً‭ ‬عندما‭ ‬تعاني‭ ‬إحدى‭ ‬دوله‭ ‬من‭ ‬اضطرابات،‭ ‬فلم‭ ‬يرسل‭ ‬أي‭ ‬بعثة‭ ‬لوقف‭ ‬الحربين‭ ‬الأهليتين‭ ‬في‭ ‬إثيوبيا‭ ‬والسودان،‭ ‬وانقلبت‭ ‬جيوش‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬ولم‭ ‬يكد‭ ‬يتدخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬ولا‭ ‬المجموعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإقليمية‭.‬

كتب‭ ‬الدكتور‭ ‬ناثانيال‭ ‬آلن‭ ‬في‭ ‬بحثٍ‭ ‬نشره‭ ‬مركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬عمليات‭ ‬السلام‭ ‬بقيادة‭ ‬إفريقيا‭: ‬معول‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‮»‬‭: ‬”كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تخفق‭ ‬عمليات‭ ‬السلام‭ ‬بقيادة‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المبدأ‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬عليه‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وهو‭ ‬عدم‭ ‬المبالاة‭ ‬بالقادة‭ ‬الذين‭ ‬يسيئون‭ ‬إلى‭ ‬مواطنيهم‭ ‬بجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬أو‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬دستورية‭.‬“

أحسنت‭ ‬البعثات‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬العنيفة،‭ ‬وكانت‭ ‬ست‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬17‭ ‬بعثة‭ ‬بقيادتها‭ ‬في‭ ‬الـ‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬تطرف‭ ‬الإسلاميين‭ ‬المتشددين،‭ ‬وتتخذ‭ ‬هذه‭ ‬البعثات‭ ‬في‭ ‬بقاع‭ ‬مثل‭ ‬موزمبيق‭ ‬والصومال‭ ‬وحوض‭ ‬بحيرة‭ ‬تشاد‭ ‬نهجاً‭ ‬سريع‭ ‬الحركة‭ ‬وشديد‭ ‬القوة‭ ‬والبأس‭ ‬لدعم‭ ‬السلام،‭ ‬وهذا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فمن‭ ‬دأبها‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تبدي‭ ‬استعدادها‭ ‬إلا‭ ‬للتدخل‭ ‬لفرض‭ ‬قرار‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬أو‭ ‬اتفاق‭ ‬سلام‭ ‬مبرم‭.‬

كما‭ ‬أظهرت‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإفريقية‭ ‬استعدادها‭ ‬لإطلاق‭ ‬عمليات‭ ‬لاستعادة‭ ‬النظام‭ ‬الدستوري‭ ‬مثل‭ ‬بعثة‭ ‬الإيكواس‭ ‬التي‭ ‬أُرسلت‭ ‬إلى‭ ‬غامبيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭. ‬وتشكلت‭ ‬بعثات‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬حرية‭ ‬الانتخابات‭ ‬ونزاهتها،‭ ‬والاستجابة‭ ‬للكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬أو‭ ‬الأزمات‭ ‬الصحية‭ ‬مثل‭ ‬تفشي‭ ‬الإيبولا‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ومواجهة‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬العنيفة‭ ‬مثل‭ ‬جيش‭ ‬الرب‭ ‬للمقاومة‭.‬

ويقول‭ ‬آلن‭: ‬”لا‭ ‬توجد‭ ‬عملية‭ ‬سلام‭ ‬موحدة‭ ‬بقيادة‭ ‬إفريقيا‭ ‬للقيام‭ ‬بكافة‭ ‬المهام‭.‬“

جنود بورونديون يخدمون في بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال (الأتميس) يصعدون على متن مروحية تابعة للأمم المتحدة في ولاية هيرشابيل. الأتميس

عقبة التمويل
يظل‭ ‬التمويل‭ ‬عقبة‭ ‬كؤود‭ ‬ولئن‭ ‬توفرت‭ ‬إرادة‭ ‬للتدخل،‭ ‬إذ‭ ‬تسرف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البعثات‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬تعويلها‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬المانحين‭.‬

واكتشف‭ ‬تشي‭ ‬في‭ ‬بحثه‭ ‬أن‭ ‬بعثة‭ ‬مجموعة‭ ‬تنمية‭ ‬الجنوب‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬موزمبيق‭ (‬صميم‭) ‬تعتبر‭ ‬البعثة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬التمويل‭ ‬مؤخراً،‭ ‬ولم‭ ‬تستطع‭ ‬بعثات‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬تصمد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬يوماً‭ ‬دون‭ ‬دعم‭.‬

وهذا‭ ‬ليس‭ ‬مفاجئاً‭ ‬نظراً‭ ‬لأن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬نفسه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬المانحين‭ ‬لنحو‭ %‬70‭ ‬من‭ ‬موازنته،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ %‬40‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬لا‭ ‬تدفع‭ ‬المبالغ‭ ‬المستحقة‭ ‬عليها‭ ‬سنوياً‭. ‬أنشيء‭ ‬صندوق‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬للإنفاق‭ ‬على‭ ‬العمليات،‭ ‬لكنه‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬التمويل‭. ‬بل‭ ‬يقول‭ ‬خبراء‭ ‬إن‭ ‬هدف‭ ‬صندوق‭ ‬السلام‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬400‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬للإنفاق‭ ‬على‭ ‬البعثات‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭.‬

ولكن‭ ‬هنالك‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬للتفاؤل،‭ ‬فقد‭ ‬اعتمد‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بالإجماع‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬قراراً‭ ‬يجيز‭ ‬له‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬موازنة‭ ‬بعثات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬كل‭ ‬بعثة‭ ‬على‭ ‬حدة‭.‬

ولكن‭ ‬يعتقد‭ ‬المراقبون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البعثات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتمتع‭ ‬بالاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وكتب‭ ‬تشي‭ ‬ودي‭ ‬كونينغ‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬لمجلة‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬الدولي‭ ‬يقولان‭: ‬”إذا‭ ‬استغنت‭ ‬عمليات‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬بقيادة‭ ‬إفريقيا‭ ‬عن‭ ‬الشركاء،‭ ‬فيمكنها‭ ‬أن‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬تكاليف‭ ‬معاملاتها،‭ ‬وأن‭ ‬تظل‭ ‬صاحبة‭ ‬الكلمة‭ ‬الأولى‭ ‬والأخيرة،‭ ‬وأن‭ ‬تصمم‭ ‬البعثات‭ ‬وفقاً‭ ‬للإمكانيات‭ ‬المالية‭ ‬للهيئات‭ ‬والدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭.‬“

إيلاء الأولوية لحل النزاعات
أثبتت‭ ‬البعثات‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬إفريقيا‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الحركات‭ ‬المتمردة‭ ‬وحماية‭ ‬المدنيين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬بعيدة‭ ‬المنال،‭ ‬فالبعثات‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬إفريقيا‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬بعثات‭ ‬عسكرية‭ ‬بأهداف‭ ‬عسكرية‭.‬

ويترأس‭ ‬معظم‭ ‬بعثات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬ممثل‭ ‬مدني‭ ‬لرئيس‭ ‬الاتحاد،‭ ‬ولكن‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬جميع‭ ‬أفرادها‭ ‬عسكريين،‭ ‬وتضم‭ ‬نزراً‭ ‬يسيراً‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬المدنيين‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭ ‬المعقدة‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الصراعات‭ ‬مثل‭ ‬الشؤون‭ ‬السياسية،‭ ‬والقضايا‭ ‬القانونية،‭ ‬والاحتياجات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ونزع‭ ‬السلاح‭ ‬والتسريح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج،‭ ‬والقضايا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل‭.‬

ويعتقد‭ ‬تشي‭ ‬ودي‭ ‬كونينغ‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البعثات‭ ‬المستقبلية‭ ‬عليها‭ ‬إيلاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لتسوية‭ ‬الصراعات‭ ‬بالحلول‭ ‬السياسية‭ ‬ومعالجة‭ ‬الدوافع‭ ‬الأساسية‭ ‬لعدم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وسيتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العنصر‭ ‬المدني‭ ‬لعملية‭ ‬السلام‭. ‬ويعتقدان‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬العسكرية‭ ‬إنما‭ ‬تُبذل‭ ‬لإتاحة‭ ‬المجال‭ ‬للتفاوض،‭ ‬وهكذا‭ ‬يمكن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬سياسي‭ ‬دائم‭.‬

ويقول‭ ‬تشي‭ ‬ودي‭ ‬كونينغ‭: ‬”إذا‭ ‬لم‭ ‬تُعالج‭ ‬الأسباب‭ ‬الجذرية،‭ ‬فلن‭ ‬يُحل‭ ‬الصراع،‭ ‬وسيعود‭ ‬العنف‭.‬“

تمكنت‭ ‬البعثات‭ ‬من‭ ‬إسكات‭ ‬البنادق‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬لبثت‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬أن‭ ‬عادت‭ ‬لأن‭ ‬أطراف‭ ‬الصراع‭ ‬لم‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬ولم‭ ‬تُعالج‭ ‬الأسباب‭ ‬الجذرية‭ ‬للعنف‭. ‬ولدى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬آليات‭ ‬للإنذار‭ ‬المبكر‭ ‬بالصراعات‭ ‬والوساطة‭ ‬لحل‭ ‬النزاعات،‭ ‬لكن‭ ‬الخبراء‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الآليات‭ ‬لم‭ ‬تكتمل‭.‬

ويقول‭ ‬تشي‭ ‬ودي‭ ‬كونينغ‭: ‬”لا‭ ‬بدَّ‭ ‬لأي‭ ‬عملية‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬بقيادة‭ ‬إفريقيا‭ ‬أن‭ ‬تخدم‭ ‬مشروعاً‭ ‬سياسياً‭ ‬أو‭ ‬عملية‭ ‬سلام‭ ‬لكي‭ ‬تحظى‭ ‬بالمصداقية‭ ‬والشرعية؛‭ ‬فلن‭ ‬ينتهي‭ ‬الوضع‭ ‬أو‭ ‬توجد‭ ‬استراتيجية‭ ‬خروج‭ ‬مستدامة‭ ‬بدون‭ ‬مشروع‭ ‬سياسي‭.‬“

ومع‭ ‬تطور‭ ‬البعثات‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬إفريقيا،‭ ‬فسيكون‭ ‬لقدرتها‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬للتهديدات‭ ‬المعقدة‭ ‬عظيم‭ ‬الأثر‭ ‬على‭ ‬ازدهار‭ ‬القارة‭ ‬واستقرارها‭.‬

ويقول‭ ‬آلن‭: ‬”لا‭ ‬نبالغ‭ ‬إذا‭ ‬قلنا‭ ‬إن‭ ‬مستقبل‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬نمو‭ ‬وتطور‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها‭ ‬إفريقيا‭ ‬لمنع‭ ‬الصراعات‭ ‬وحلها‭. ‬وعلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬والمجموعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬تعزيز‭ ‬النجاحات‭ ‬ومعالجة‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬السلام‭ ‬بقيادة‭ ‬إفريقيا‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬منها‭.‬“‭ 

التعليقات مغلقة.