رويترز
تحاولإدارة المتنزهات والحياة البرية الوطنية في زامبيا التصدي للصيادين الجائرين وغيرهم ممن يسممون الحياة البرية، فولت وجهها شطر حليف غير متوقع: النسور.
يثبِّت الحراس في «متنزه كافو الوطني» أجهزة تتبع عبر الأقمار الصناعية على أجنحة النسور ذات الظهر الأبيض والمُقَلنَسة لتنبيه مديري الحياة البرية بجيَف الحيوانات المسمومة أو التي تعرضت للصيد الجائر. ففي بقاع شتى من إفريقيا، يتعمد أصحاب الماشية تسميم جيَف الأبقار بمبيد زراعي لقتل السنوريات المفترسة التي تأتي لتلتهمها، رغبةً منهم في منع الأسود من الهجوم على ماشيتهم.
إلا أن هذه الجيف تجذب أيضاً النسور ذات الظهر الأبيض المهددة بالانقراض، إذ انخفضت أعدادها بنسبة تتجاوز 90% في غرب إفريقيا في الـ 40 سنة الماضية، وكان تسميم الجيف من أكبر أسباب ذلك.
وقالت السيدة كورين كيندال، أمينة الحفاظ على الطبيعة والأبحاث بحديقة حيوان كارولينا الشمالية ورئيسة البرنامج: ”ستأتي أفواج من النسور الإفريقية ذات الظهر الأبيض [لتأكل].“
”يمكن أن يصل عددُها إلى 100 نسر، ولن يبقى نسرٌ منهم حياً، كان ذلك وبالٌ على النسور، وتسبب في نقصانها بهذه السرعة، ووبالٌ على آكلات اللحوم.“
نجح الفريق منذ عام 2021 في تثبيت أجهزة تتبع صغيرة عبر الأقمار الصناعية فوق أجنحة 19 نسراً في زامبيا لمراقبة ما يجري من أعلى.
وأوضحت كيندال أن حالات التسمم ليست ”شائعة في أراضي كافو“، إلا أن النسور التي ثُبتت أجهزة التتبع بها قادت الحراس إلى حالتي تسمم مشتبه بهما بالقرب من المتنزه. وفي مثل هذه الحوادث، يمكن لحراس الحديقة الذين علموا بخبر التسمم التخلص من الجيف وتعقب من فعل تلك الفعلة، فينقذون الطيور والسنوريات الكبيرة.
وتقول كيندال: ”السُم يقتل في صمت؛ وإن لم يكن لديك ما يعينك كالنسور المتصلة بالأقمار الصناعية، فربما تقع أهوالٌ ولا يدري بها أحد.“
التعليقات مغلقة.