Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

التعليم سبيل التحول

البلدان التي تستثمر في التعليم العسكري المهني ترى أنَّ المردود يستحق التكلفة

أسرة‭ ‬منبر‭ ‬الدفاع‭ ‬الإفريقي

لا شك‭ ‬لدى‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬استثمرت‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬المهني‭ ‬حول‭ ‬ثماره،‭ ‬

فيقول‭ ‬اللواء‭ ‬تريسي‭ ‬كينج‭ ‬متحدثاً‭ ‬عن‭ ‬جهود‭ ‬مشاة‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬التعليم‭ ‬ليشمل‭ ‬ضباط‭ ‬الصف‭: ‬“المردود‭ ‬الذي‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬هائل،‭ ‬وثماره‭ ‬كثيرة‭.‬”‭ ‬

يقول‭ ‬المؤيدون‭ ‬لذلك‭ ‬إنَّ‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬المهني‭ ‬يساعد‭ ‬القوة‭ ‬المقاتلة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تجسد‭ ‬أعلى‭ ‬قيم‭ ‬الدولة،‭ ‬فيعزز‭ ‬قيمة‭ ‬التماسك‭ ‬لدى‭ ‬الدارسين،‭ ‬ويعلمهم‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬واسعة،‭ ‬ويشرح‭ ‬لهم‭ ‬مفهوم‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬التدريب‭ ‬الأساسي‭ ‬والدورات‭ ‬الفنية‭ ‬تعلم‭ ‬الجندي‭ ‬“ما‭ ‬يفكر‭ ‬فيه”،‭ ‬فإنَّ‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬المهني‭ ‬يعلمه‭ ‬“كيف‭ ‬يفكر‭.‬”‭ ‬

كما‭ ‬يشتد‭ ‬الطلب‭ ‬عليه،‭ ‬ذلك‭ ‬لأنَّ‭ ‬الكوادر‭ ‬الطموحة‭ ‬والبارعة‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬الضباط‭ ‬والمجندين‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬اليوم‭ ‬يقولون‭ ‬إنَّ‭ ‬التعليم‭ ‬يعتبر‭ ‬الدافع‭ ‬وراء‭ ‬انضمامهم‭ ‬للجيش‭ ‬ويجبرهم‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬صفوفه‭ ‬طيلة‭ ‬مسيرتهم‭ ‬المهنية؛‭ ‬إذ‭ ‬يمكِّنهم‭ ‬من‭ ‬اكتساب‭ ‬المهارات‭ ‬القيادية‭ ‬والتفكير‭ ‬النقدي‭ ‬ومفاهيم‭ ‬القتال‭ ‬التي‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليها‭ ‬لقيادة‭ ‬القوات‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة،‭ ‬كما‭ ‬يجعل‭ ‬مسيرتهم‭ ‬حافلة‭ ‬بمهارات‭ ‬قابلة‭ ‬للتسويق‭ ‬لحياتهم‭ ‬المهنية‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬خدمتهم‭.‬

ولكن‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬العراقيل،‭ ‬إذ‭ ‬تغيب‭ ‬القدرات‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وهكذا‭ ‬يضطر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدارسين‭ ‬إلى‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬التدريب‭ ‬أو‭ ‬يتنافسون‭ ‬على‭ ‬الفرص‭ ‬المحدودة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يشعروا‭ ‬بالإحباط‭ ‬وتقل‭ ‬جاهزيتهم‭ ‬بسبب‭ ‬المحسوبية‭ ‬والتحيز‭ ‬وعدم‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬فكر‭ ‬جديدة‭ ‬واستخدام‭ ‬التكنولوجيا‭. ‬

دفعة من كبار الضباط من رواندا و11 دولة أخرى تتخرج من دورة القيادة والأركان التي استمرت لمدة عام في كلية القيادة والأركان التابعة لقوات الدفاع الرواندية. قوات الدفاع الرواندية

ويقول‭ ‬الخبراء‭ ‬إنَّ‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬المهني‭ ‬الإفريقية‭ ‬أمامها‭ ‬إمَّا‭ ‬التكيف‭ ‬وإمَّا‭ ‬الفناء‭. ‬

قال‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬كويسي‭ ‬أنينج،‭ ‬مدير‭ ‬كلية‭ ‬الشؤون‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والبحوث‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬كوفي‭ ‬عنان‭ ‬الدولي‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬بغانا،‭ ‬لموقع‭ ‬أخبار‭ ‬جامعات‭ ‬العالم‭: ‬“تتعدد‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬العسكرية،‭ ‬ومنها‭ ‬تسييس‭ ‬تجنيد‭ ‬الدارسين،‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بالكوادر‭ ‬المتميزة،‭ ‬وتطوير‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬لضمان‭ ‬زيادة‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬يتواجدون‭ ‬فيها‭ ‬بخلاف‭ ‬المواد‭ ‬العسكرية‭ ‬الأساسية،‭ ‬وتحسين‭ ‬وشرح‭ ‬العلاقات‭ ‬المدنية‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬عملية‭ ‬ديناميكية‭ ‬دائمة‭ ‬التغير‭.‬”

كما‭ ‬تختلف‭ ‬الرؤى‭ ‬الخاصة‭ ‬بمستقبل‭ ‬الجيوش‭ ‬الإفريقية؛‭ ‬فيقترح‭ ‬البعض‭ ‬نموذجاً‭ ‬يربط‭ ‬الجيش‭ ‬بالحزب‭ ‬السياسي‭ ‬الحاكم‭ ‬ارتباطاً‭ ‬شديداً،‭ ‬ويقترح‭ ‬آخرون‭ ‬نموذجاً‭ ‬عسكرياً‭ ‬يشيع‭ ‬فيه‭ ‬التربح‭ ‬والعمل‭ ‬التجاري‭ ‬الخاص‭ ‬وسط‭ ‬الجنود‭ ‬النظاميين‭. ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬هذان‭ ‬النموذجان‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬إلى‭ ‬الفشل‭ ‬والفساد‭. ‬أمَّا‭ ‬أنجح‭ ‬النماذج،‭ ‬كما‭ ‬شوهد‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬أمثال‭ ‬بوتسوانا‭ ‬وغانا‭ ‬والسنغال،‭ ‬فإنها‭ ‬تُلزم‭ ‬الجيش‭ ‬بأن‭ ‬يظل‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬ويلتزم‭ ‬بأعلى‭ ‬معايير‭ ‬المهنية‭ ‬والاحترافية‭. ‬وعلى‭ ‬البلدان‭ ‬الراغبة‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬مستقبلها‭ ‬أن‭ ‬تنشئ‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭.‬

قال‭ ‬المقدم‭ ‬جهارا‭ ‬ماتيسيك،‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والحرب‭ ‬التابع‭ ‬لأكاديمية‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬لموقع‭ ‬أخبار‭ ‬جامعات‭ ‬العالم‭: ‬“يكمن‭ ‬الحل‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬لعدة‭ ‬جيوش‭ ‬إفريقية‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬المهني‭ ‬الراسخة‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬والتاريخ‭ ‬الثريين‭ ‬لأوطانها‭ ‬وقواتها‭ ‬المسلحة‭.‬”


على‭ ‬التعليم‭ ‬تلبية‭ ‬مطالب‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬الشباب

تعد‭ ‬فرص‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬قوة‭ ‬محفزة‭ ‬تدفع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الجيش،‭ ‬فقد‭ ‬توصل‭ ‬استبيان‭ ‬أجراه‭ ‬مركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬لرجال‭ ‬الأمن‭ ‬الأفارقة‭ ‬أنَّ‭ %‬41‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬المجندين‭ ‬دخلوا‭ ‬الجيش‭ ‬بدرجة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬وهذه‭ ‬النسبة‭ ‬تجعلهم‭ ‬يتجاوزون‭ ‬أفراد‭ ‬الجيش‭ ‬الأسن‭ ‬منهم‭ ‬بـ‭ ‬11‭ ‬نقطة‭ ‬مئوية‭. ‬

يرغب‭ ‬هؤلاء‭ ‬المجندون‭ ‬الشباب‭ ‬المتعلمون‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬التعلم‭ ‬وغايتهم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬درجات‭ ‬أعلى،‭ ‬وقال‭ ‬معدو‭ ‬الاستبيان‭: ‬“يبدو‭ ‬أنَّ‭ ‬المجندين‭ ‬الشباب‭ ‬اليوم‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬وخيارات‭ ‬العمل،‭ ‬لكنهم‭ ‬يختارون‭ ‬عن‭ ‬طيب‭ ‬خاطر‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬والعمل‭.‬”

يرتبط‭ ‬دافعهم‭ ‬لمواصلة‭ ‬تعليمهم‭ ‬ارتباطاً‭ ‬وثيقاً‭ ‬بدافع‭ ‬الخدمة،‭ ‬إذ‭ ‬أشار‭ ‬نسبة‭ %‬65‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬قيمة‭ ‬‮«‬خدمة‭ ‬الوطن‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬حفزتهم‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭. ‬وتجلت‭ ‬هذه‭ ‬المثالية‭ ‬في‭ ‬أبرز‭ ‬صورها‭ ‬بين‭ ‬الرعيل‭ ‬الأصغر‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬الأفارقة‭. ‬

والجنود‭ ‬متلهفون‭ ‬إلى‭ ‬باقة‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب،‭ ‬إذ‭ ‬ينظر‭ ‬نحو‭ %‬97‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الاستبيان‭ ‬نظرة‭ ‬إيجابية‭ ‬للتدريب‭ ‬الدولي‭. ‬واستشهدوا‭ ‬بما‭ ‬يلي‭ ‬في‭ ‬مقابلات‭ ‬فردية‭ ‬مع‭ ‬المركز‭:‬

فرصة‭ ‬توسيع‭ ‬الخبرات‭ ‬والشبكات‭ ‬الفكرية،‭ ‬كالتعرف‭ ‬على‭ ‬آخر‭ ‬المعارف‭ ‬والاتجاهات‭.‬

فرصة‭ ‬تكوين‭ ‬علاقات‭ ‬دائمة‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬الأفكار‭ ‬والقيم‭ ‬والتفكير‭ ‬النقدي‭ ‬والاتجاهات‭ ‬المتطورة‭.‬

التعرف‭ ‬على‭ ‬كبار‭ ‬القادة‭ ‬الذين‭ ‬يضربون‭ ‬المثل‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬القيادة‭ ‬والرؤية‭ ‬الأخلاقية‭.‬

التقرب‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬هيئة‭ ‬الضباط‭ ‬على‭ ‬اختلافهم‭.‬

تبادل‭ ‬المعايير‭ ‬والرؤى‭ ‬والقواعد‭ ‬والقيم‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين‭.‬

تشكيل‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬إقليمية‭ ‬وعالمية‭ ‬حول‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬والوسائل‭ ‬البديلة‭ ‬للتصدي‭ ‬لها‭.‬

التعرف‭ ‬على‭ ‬التقنيات‭ ‬الجديدة‭.‬

الأمر‭ ‬متروك‭ ‬لقيادات‭ ‬قطاع‭ ‬الأمن‭ ‬الإفريقي‭ ‬لتلبية‭ ‬توقعات‭ ‬هؤلاء‭ ‬الجنود‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬فرص‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬المهني،‭ ‬فالتعليم‭ ‬المستمر‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬الخدمة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تسخير‭ ‬طاقتهم‭ ‬وابتكارهم‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬للتحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬المستقبلية‭.‬


أخذ‭ ‬‮«‬جولة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‮»‬‭ ‬في‭ ‬التاريخ

أحد‭ ‬المناهج‭ ‬التي‭ ‬تبنتها‭ ‬بعض‭ ‬الكليات‭ ‬العسكرية‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬جولة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تُدرس‭ ‬معركة‭ ‬أو‭ ‬حملة‭ ‬تاريخية‭ ‬دراسة‭ ‬وافية‭. ‬ولكنها‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬درس‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬التاريخ،‭ ‬إذ‭ ‬يُطلب‭ ‬من‭ ‬الدارسين‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭ ‬فيما‭ ‬تعلموه‭ ‬واستخلاص‭ ‬استنتاجاتهم‭ ‬الخاصة‭.‬

ففي‭ ‬دراسة‭ ‬أُجريت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬حول‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬جولة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‮»‬‭ ‬التابع‭ ‬لكلية‭ ‬الحرب‭ ‬الوطنية‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقية،‭ ‬قال‭ ‬الأستاذان‭ ‬جيمس‭ ‬جاكوبس‭ ‬ويوهان‭ ‬واسرمان،‭ ‬الباحثان‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬بريتوريا،‭ ‬إنَّ‭ ‬‮«‬جولة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‮»‬‭ ‬تشمل‭:‬

دراسة‭ ‬تفصيلية‭ ‬مسبقة‭ ‬للأدلة‭ ‬التاريخية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬

زيارة‭ ‬ميدانية‭ ‬لموقع‭ ‬الحملة‭ ‬أو‭ ‬المعركة‭ ‬لوضع‭ ‬الأدلة‭ ‬التاريخية‭ ‬المدروسة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬جغرافي‭ ‬مكاني‭.‬

تطبيق‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬من‭ ‬المعركة‭ ‬أو‭ ‬الحملة‭ ‬العسكرية‭ ‬عملياً‭.‬

وذكر‭ ‬الباحثان‭ ‬أنَّ‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬‮«‬جولة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‮»‬‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬الدارسين‭ ‬العسكريين‭ ‬“تجربة‭ ‬تعليمية‭ ‬عميقة”‭ ‬يفكرون‭ ‬فيها‭ ‬بأنفسهم‭ ‬وتشكيل‭ ‬فهمهم‭ ‬الخاص‭ ‬للإشكاليات‭ ‬المعقدة‭ ‬و‭ ‬“تحويل‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭ ‬إلى‭ ‬عادة‭.‬”‭ ‬

بعد‭ ‬دراسة‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬جولة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‮»‬‭ ‬بالكلية‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقية،‭ ‬خلص‭ ‬الباحثان‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬فوارق‭ ‬فكرية‭ ‬بين‭ ‬الدارسين،‭ ‬وأنَّ‭ ‬البعض‭ ‬لا‭ ‬ينجح‭ ‬أبداً‭ ‬في‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬التعلم‭ ‬النظري‭ ‬إلى‭ ‬التعلم‭ ‬المتعمق‭ ‬الحقيقي‭. ‬لكنهما‭ ‬تحدثا‭ ‬عن‭ ‬نجاح‭ ‬البرنامج‭ ‬ككل‭.‬

فقالا‭: ‬“تمثل‭ ‬‮«‬جولة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‮»‬‭ ‬كعملية‭ ‬تعلم‭ ‬قفزة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬التعلم‭ ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬الطريقة‭ ‬التقليدية‭ ‬للتعلم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬القاعات‭ ‬الدراسية‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬محاضرات‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬لساعات‭ ‬طوال؛‭ ‬ويكن‭ ‬جوهر‭ ‬التعلم‭ ‬المتعمق‭ ‬في‭ ‬التشكيك‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬مصداقية‭ ‬المعرفة‭ ‬الموجودة‭.‬”


تدريس‭ ‬أصول‭ ‬الحرب‭ ‬–‭ ‬وأصول‭ ‬السلام

يعتبر‭ ‬برنامج‭ ‬درجة‭ ‬ماجستير‭ ‬العلوم‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬والسياسة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬القيادة‭ ‬والأركان‭ ‬التابعة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الغانية‭ ‬من‭ ‬نماذج‭ ‬المناهج‭ ‬الاختيارية‭ ‬وتنوع‭ ‬الدارسين‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬الحديثة‭.‬

أنشأت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الغانية‭ ‬الكلية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1963‭ ‬لتدريب‭ ‬ضباطها‭ ‬والضباط‭ ‬الوافدين‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬الحليفة‭ ‬على‭ ‬مسؤوليات‭ ‬القيادة‭ ‬والأركان‭.‬

يستقبل‭ ‬برنامج‭ ‬الماجستير‭ ‬الدارسين‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬بقاع‭ ‬العالم،‭ ‬ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬فئة‭ ‬المستهدفين‭ ‬على‭ ‬رجال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬العاملين‭ ‬والمتقاعدين،‭ ‬وإنما‭ ‬تشمل‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬والموظفين‭ ‬الحكوميين‭ ‬ونواب‭ ‬البرلمان‭ ‬والقضاة‭ ‬وعناصر‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬والمخابرات‭.‬

وعلى‭ ‬المتقدمين‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬حاصلين‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬أو‭ ‬جامعة‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬وملمين‭ ‬بأساسيات‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭. ‬مع‭ ‬أنَّ‭ ‬البرنامج‭ ‬يستقبل‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء،‭ ‬فإنَّ‭ ‬المرأة‭ ‬تُشجع‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬التقديم‭.‬

تشمل‭ ‬المقررات‭ ‬الإلزامية‭ ‬نظريات‭ ‬ومفاهيم‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن،‭ ‬ومناهج‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع‭ ‬والسياسة‭ ‬الدولية،‭ ‬والدبلوماسية،‭ ‬والسياسة‭ ‬الإفريقية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬السياسي،‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والصراعات‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭. ‬وتشمل‭ ‬المقررات‭ ‬الاختيارية‭ ‬عمليات‭ ‬السلام،‭ ‬والإرهاب‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والنزعة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والتكامل،‭ ‬وأنظمة‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكر،‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬بعد‭ ‬الصراع‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬

دفعة من الخريجين يقفون خلال حفل التخرج المشترك في كلية القيادة والأركان التابعة للقوات المسلحة الغانية في ثكنات أوتو بأكرا. مكتب نائب الرئيس محمود باوميا

التعليقات مغلقة.