مؤسسة طومسون رويترز
حين اقتربت ساعة الظهيرة، قفزت ابنة السيدة آدم فوزينا من على دراجة في منزلهم في قرية نافرينج شمالي غانا، ونادت على الدتها لتخبرها بأنها عادت من السوق بسلة مليئة بزيت الطهي والدقيق والخضروات.
فقالت السيدة ذات الـ 43 عاماً، وهي أم لخمسة أطفال: “سيكفينا هذا لمدة أسبوع.” وكانت حينذاك تقف وسط بيوت القرية المبنية من الطوب اللبِن والمسقوفة بقش بالٍ.
كان الوضع مختلفاً منذ عام، حين كانت عائلة فوزينا لا تتناول أحياناً سوى وجبة واحدة في اليوم.
فقد صارت زراعة الفاكهة والخضروات أصعب في غانا بسبب الفيضانات وحالات الجفاف المتفاقمة، وحين تضرَّر محصولا الذرة والأرز الأساسيين أيضاً، ما عادت عائلات كعائلة فوزينا تحصد إلَّا محصولاً ضئيلاً من الحبوب.
ولكن انضمت فوزينا في آذار/مارس 2021 إلى مشروع تأمين مجاني على المحاصيل يحاول أن يضمن عدم وقوع المزارعين في براثن الفقر بسبب قسوة الطقس وتفشِّي الآفات وأمراض المحاصيل.
وذكرت فوزينا أنه ما زال بإمكان أسرتها الآن تناول نظام غذائي صحي حين تدمر فترات الجفاف الطويلة جزءاً من المحاصيل في حقلها الذي تبلغ مساحته 2.6 هكتار [نحو 6.5 فدان].
ويأتي برنامج التأمين في إطار مبادرة أكبر أطلقتها مؤسسة «جذور التغيير»، تحت مظلة «منظمة الفرصة الدولية» الخيرية؛ ويستخدم البرنامج بيانات الأراضي الزراعية والمحاصيل التي جمعتها وزارة الزراعة للمساعدة على تغطية نحو 1,360 مزارعاً في شمال غانا.
يعمل «تجمع غانا للتأمين الزراعي»، وهو عبارة عن مجموعة تضم 15 شركة تأمين، على مقارنة البيانات المتعلقة بالإنتاجية الزراعية التاريخية بالمحاصيل الفعلية للتحقق من طلبات التأمين التي يقدمها المزارعون المسجلون.
ونجح المشروع منذ إطلاقه في عام 2021 في صرف 7,000 سيدي غاني (1,120 دولاراً أمريكياً) لأكثر من 300 مزارع، نقلاً عن الدكتور إبنيزر لاريا، رئيس قطاع الأعمال الزراعية في مكتب «منظمة الفرصة الدولية» بغانا؛ وهذه المنظمة هي التي تدفع أقساط التأمين للمزارعين.
يستثمر بعض المزارعين الأموال في جمعيات ادخار مجتمعية حيث يدخرون أموالهم حتى يتسنى لأعضائها استخدامها حين يحتاجون إليها.