يوجد داخل سقيفة من الصفيح في شوارع كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، رجل حافيَ القدمين يبلغ من العمر 61 عاماً يُدعي جان لوثر ميسوكو نزالايالا الشهير بسوكلو، يستخدم منجلاً في تشذيب قطعة من الخشب أخذت تشبه رقبة جيتار.
ثمَّ أخذ يدق قطعاً صغيرة من البلاستيك الأبيض من كرسي قديم لترصيع هذه الرقبة للمساعدة في توجيه العازفين حول لوح الأوتار، ويستخدم خيوط من كابلات مكابح الدراجات النارية كأوتار.
يستخدم صانع الجيتار الذي علَّم نفسه بنفسه مجموعة متنوعة من الخامات المعاد تدويرها والأخشاب الصلبة المحلية لصنع الجيتارات منذ أكثر من 40 عاماً، وقد بدأ شغف سوكلو في قرية كيكويت بالكونغو الديمقراطية في عام 1975 حين حرص على تفكيك جيتار كان أحد أصدقائه قد أهداه إياه وتقليده.
وانتقل بعد ذلك بثلاث سنوات إلى كينشاسا، حيث باع جيتاره الأول لابن عمه: “لم أكن أتخيل أنَّ الناس في مدينة مثل كينشاسا قد يحبون جيتار كهذا؛ وهذا شجعني.”
واستفاد من الآراء التي أبرزت عيوب جيتاره لتحسين حرفته وإتقان تصاميمه، وسرعان ما أخذ الموسيقيون المحليون والدوليون يتدفقون على سقيفة الصفيح التي يعمل بها.
فقد أحب نجم الموسيقى الكونغولي جوبيتر بوكونجي أنغام الجيتارات التي يصنها سوكلو وطلب منه صناعة جيتارات كهربائية، وذكر بوكوندجي أنَّ المنتج كان أكثر أصالة من أبرز العلامات التجارية للجيتارات، في حين أنَّ أسعارها تتجاوز ذلك بـ 20 ضعف.
فيقول: “لقد عزفت به في مختلف بلدان العالم؛ والكل مندهش، فأداء هذا الجيتار وطريقة العزف به، يبدو الأمر وكأنه إعصار.”
واشترى يارول بوبود، وهو عازف جيتار فرنسي طالما سافر بصحبة جوني هاليداي مغني موسيقى «الروك آند رول»، أربعة من إبداعات سوكلو.
وقال بوبود وهو يعزف على جيتار أزرق اللون مزين بعلم الكونغو الديمقراطية: “يكاد يخلو من العيوب، وليس مثالياً، ولكنه يصنع السحر حقاً.”
التعليقات مغلقة.