أسرة منبر الدفاع الإفريقي
تنبري مدغشقر في البحث عن حلول مبتكرة للنهوض بمنظومة الرعاية الصحية المجهدة، فما كان من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلَّا أن تبرَّعت مؤخراً بباقة من سبل التحديث التي تشتد الحاجة إليها.
ستساعد أجهزة الكمبيوتر والأدوات الإلكترونية الأخرى وزارة الصحة العامة في مدغشقر على إنشاء نظام معلومات صحية على شبكة الإنترنت لتجميع البيانات والإحصائيات المتعلقة بالصحة والمرض الذي يسببه فيروس كورونا (كوفيد-19).
وقالت الدكتورة فيديناينا راندرياتسارافارا، المديرة العامة للطب الوقائي بالوزارة، خلال الحفل المقام يوم 9 آب/أغسطس: ”من شأن الأجهزة التي تفضلت الحكومة الأمريكية بالتبرع بها اليوم مساعدتنا من خلال تسخير قوة التكنولوجيا الحديثة؛ إذ يوجد كم هائل من البيانات التي ينبغي جمعها ومعالجتها وتتبعها ومراقبتها، وعلينا اتخاذ الكثير من القرارات المستنيرة.“
وتابعت تقول: ”سيكون لهذه الأجهزة دور رئيسي في مساعدتنا على القيام بكل ذلك. فنود أن نعرب عن خالص امتناننا للحكومة الأمريكية من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومبادرة الرئيس الأمريكي لمكافحة الملاريا، ومشروع قياس الملاريا التابع لها، على هذه المنحة التي نأمل أن تعيننا على تحقيق أهدافنا.“
ستعمل تلك الأجهزة، التي تبلغ قيمتها 14,700 دولار أمريكي، على تشغيل نظام يعرف باسم برنامج المعلومات الصحية للمقاطعات؛ وتضمنت المنحة ثمانية أجهزة كمبيوتر لاب توب، وثمانية موجهات (راوتر)، وأربعة محركات أقراص خارجية، وطابعة.
أشار مؤشر الأمن الصحي العالمي لعام 2021 إلى أنَّ مدغشقر خططت لتطبيق نظام للمعلومات الصحية ولكنه لم يتضمن السجلات الصحية الإلكترونية للمرضى.
وجاء في التقرير: ”ليست السجلات الصحية الإلكترونية شائعة الاستخدام في مدغشقر؛ ويتضمن نظام المعلومات الصحية تقديم كلٍ من المؤشرات الصحية الروتينية ومعلومات مراقبة الأمراض عبر نماذج موحدة إلى المستوى الإقليمي ثمَّ المركزي.“
وتابع قائلاً: ”لا دليل على وجود سجلات صحية إلكترونية على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة العامة، ولا على الموقع الإلكتروني لمعهد باستور في مدغشقر، ولا على الموقع الإلكتروني لمركز تشارلز ميريو [مركز الأمراض المعدية].“
ستساهم المنحة الأمريكية في تعزيز عملية التطوير التكنولوجي، إذ تسمح تلك الأجهزة بإجراء تحليل متعمق للبيانات والاتجاهات والمقارنات الجغرافية للمؤشرات الصحية.
قال السيد راندي تشيستر، القائم بأعمال مدير بعثة الوكالة الأمريكية، خلال حفل التسليم: ”يعتبر امتلاك بيانات يمكن الاطلاع عليها ركيزة أساسية للمراقبة الصحية الفعالة والتخطيط واتخاذ القرارات الاستراتيجية من أجل منع حالات الطوارئ والاستجابة لها وضمان الاستفادة من الخدمات المتميزة.“
وأضاف يقول: ”ستمكِّن التكنولوجيا مسؤولي الصحة من مراقبة.. فعالية إدارة الحالات لكورونا وغيره من القضايا الصحية.“
كما تقوم مبادرة الرئيس الأمريكي لمكافحة الملاريا بتدريب متخصصين من وزارة الصحة العامة على إدارة البيانات وتحليلها بالإضافة إلى وضع خطة العمل للنهوض بسبل الوقاية من الأمراض وخدمات الإدارة الصحية.
وجدير بالذكر أنَّ المنحة الأخيرة تأتي في إطار أكثر من 440 مليون دولار منحتها الولايات المتحدة لمدغشقر منذ عام 2015 لتمويل الأنشطة الصحية، تضمنت 16 مليون دولار لمكافحة كورونا.