أسرةايه دي اف
أمضت النيجر سنوات طوال في قتال المتمردين مباشرةً في إطار الجهود المبذولة لدحر المتطرفين في منطقة الساحل، إلَّا أنَّ الجيش تبنَّى نهجاً مغايراً في الآونة الأخيرة يتمثَّل في بناء الثقة مع شباب المناطق الريفية لمنعهم من الانضمام إلى صفوف المتطرفين في المقام الأول.
وقد ألهم هذا النهج رجال القوات المسلَّحة النيجرية لاستضافة حفل للأغاني والعروض المسرحية والترفيهية الموجَّهة لشباب قرية أولام الزراعية الواقعة على مسيرة 90 كيلومتراً شمالي العاصمة نيامي، وكان رجال ونساء أربع قبائل ضمن الحاضرين وسط الجمهور.
وكان الهدف من هذا الحفل توحيد القوات المسلَّحة والطلاب المحليين حول تجربة مشتركة ورسالة تعبِّر عن الوحدة، وذكر نفر ممَّن حضروا الفعالية أنَّ أفراد القوات المسلَّحة كانوا في معظم الأحيان يقتربون من أعمار جمهورهم وتجمعهم الاهتمامات ذاتها.
وأوضحت العروض المسرحية كيف تعمل الجماعات المتطرفة على تجنيد أعضاء جدد في صفوفها وكيف يمكن لأهالي القرية الإبلاغ عن الأنشطة المتطرفة دون أن يتعرضوا للأذى، وأوضحت العروض كذلك كيف يمكن لأبناء مختلف قبائل المنطقة أن يتعاونوا معاً على التصدي للتطرف، وشجَّعت نساء القرية على الإبلاغ عن الأنشطة المتطرفة إذا رفض الرجال الإبلاغ عنها.
وشهد الحفل كذلك التوعية بكيفية التعامل مع فيروس كورونا (كوفيد-19)، ووزَّع رجال القوات المسلَّحة كمامات ومواد لتعقيم اليدين وصابون للمساعدة على التصدي لانتشار الفيروس، وشارك عمدة أولام في توزيع أقمصة وألعاب على الأطفال الذين حضروا مع الجمهور.
كما شهد الحفل انطلاق مسابقة لكرة القدم لمدة ثلاثة أسابيع تجمع الشباب من مختلف أرجاء المنطقة للتعبير عن وحدة صفهم.
وجدير بالذكر أنَّ هذه الفعالية التي عقدتها القوات المسلحَّة النيجرية في عددٍ من القرى الأخرى تعتبر أول جهود توعوية من نوعها تقوم بها.
هذا، وتعتبر النيجر واحدة من البلدان المشاركة في القوة المشتركة لبلدان المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل بجانب كلٍ من بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا، وتركز القوة على دحر جماعة بوكو حرام وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وغيرهما من الجماعات التي تزعزع استقرار المنطقة.
وقد خسرت القوات المسلَّحة النيجرية في كانون الأول/ديسمبر الماضي 71 من خيرة رجالها في هجوم إرهابي على نقطة عسكرية بقرية إناتيس الواقعة على مسيرة 100 كيلومترٍ شرقي قرية أولام.