أسرةايه دي اف
مع استمرار أعداد الحالات المصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) في التزايد في جنوب السودان، تبرّعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمبلغ 4.5 مليون دولار لمساعدة هذا البلد الحديث على التصدي لانتشار هذا المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي ويمكن أن يودي بحياة من يُصاب به.
ويأتي هذا المبلغ من خلال مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة؛ إذ يقدم هذا المكتب مساعدات حيوية في شكل مواد غذائية، ومياه صالحة للشرب، ورعاية الحالات الحرجة، وبرامج تطوير الصرف الصحي، ومستلزمات النظافة، للمجتمعات الأكثر عرضة للخطر. وتأتي المنحة الجديدة عقب المنحة التي قدمتها الولايات المتحدة لجنوب السودان بقيمة 8 مليون دولار قبيل تسجيله أول إصابة بفيروس كورونا في نيسان/أبريل.
وقد ارتفعت وتيرة الإصابات الجديدة منذ ذلك الحين بسرعة شديدة، لا سيما في العاصمة جوبا التي يكثر فيها تزاحم المواطنين، وشهد جنوب السودان ارتفاعين حادين بمئات المصابين بفيروس كورونا في حزيران/يونيو. وسجّل حتى نهاية تمّوز/يوليو 2,322 إصابة وبلغ عدد الوفيات 46 حالة؛ وذلك حسبما ذكرته منظمة الصحة العالمية.
وكان أول من أُصيبوا بفيروس كورونا عندما تفشّى في جنوب السودان السيد رياك مشار، نائب الرئيس.
يلعب غسل اليدين دوراً شديد الأهمية في التصدي لانتشار فيروس كورونا، ولكن لا يتيسّر هذا الأمر في جنوب السودان؛ إذ تفيد منظمة «جلوبال ووترز» غير الحكومية أن نصف سكان جنوب السودان يعانون من عدم توفر المياه الصالحة للشرب ولا تعمل نصف محطات تنقية المياه.
وسيوفر التمويل الجديد الصابون، وأدوات النظافة الشخصية، ومستلزمات تنقية المياه في المنازل، ودلاء المياه، لاستخدامها في القرى ووسط مواطني جنوب السودان الذي يعيش فيه مليونيْ نازح.
كما سيوفر مستلزمات الحماية الشخصية مثل الكمامات والبدلات الواقية للأطقم الطبية والمنظمات الإنسانية المعرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا على الخطوط الأمامية.
وتقول السيدة تينا يو، رئيسة فريق الاستجابة للمساعدة في حالات الكوارث بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في جنوب السودان: ”سيسمح هذا التمويل للعاملين في الخطوط الأمامية بالاستمرار في مكافحة فيروس كورونا في الأماكن شديدة العرضة لخطر الإصابة به.“
وتأتي المنظمة الدولية للهجرة ضمن منظمات الإغاثة التي ستستفيد من هذا التبرع؛ إذ قالت المنظمة إنها ستستفيد من هذا الدعم لتكثيف جهودها لمكافحة فيروس كورونا في جنوب السودان عن طريق فحص المسافرين في نقاط الدخول الرئيسية، وتصنيع كمامات قماشية، وتحسين جهود التوعية بشأن خطورة الفيروس وطرق الوقاية منه.
وتساور خبراء الصحة بالأمم المتحدة وغيرها مخاوف بشأن إمكانية زيادة أعداد وفيات المرضى غير المصابين بفيروس كورونا عن طريق تسبب هذا المرض في شل منظومة الرعاية الصحية الهشة في جنوب السودان. ويقول الخبراء إن ضعف قدرة الدولة على إجراء اختبارات الكشف عن فيروس كورونا ونظرة المجتمع إلى الإصابة بالمرض على أنها وصمة عار يمكن أن يؤديا إلى ظهور أعراض على المواطنين ولا يحاولون عزل أنفسهم، مما يتسبب في زيادة انتشاره.
ويقول السيد جان-فيليب تشوزي، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في جنوب السودان: ”يعتبر اتخاذ تدابير الحد من انتشار الفيروس من الأهمية بمكان حيث إن المنظومة الصحية الهشة في هذا البلد لن تتمكن من استيعاب الحالات المستمرة في التزايد؛ ويُعد هذا الدعم خير دليل على أننا لن نتمكن من مكافحة هذه الجائحة التي لا تعرف حدوداً إلّا من خلال التضامن وتضافر الجهود.“