أسرة إيه دي اف
أوفت الحكومة الأمريكية بالوعد الذي قطعته على نفسها في نيسان/أبريل، إذ تبرّعت بعدد 250 جهاز تنفس صناعي لإثيوبيا مع بداية ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19).
وقالت الدكتورة ليا تاديس، وزيرة الصحة الإثيوبية: ”تقدّر إثيوبيا تفضّل الرئيس دونالد ترامب والشعب الأمريكي على شعبنا بيد العون والكرم، إذ يجمع الولايات المتحدة وإثيوبيا تاريخ حافل بالتعاون، وقد ساهم الدعم الذي وصلنا [من الولايات المتحدة] على مدار الأعوام الماضية في تعزيز المنظومة الصحية الإثيوبية ورفع كفاءتها.“
أخبرت الطبيبة الإثيوبية راديت ليبانوس وكالة الأنباء الفرنسية بأنها لم تستخدم جهاز تنفس صناعي، قبل تفشّي الجائحة، إلّا مرة واحدة خلال أربعة أعوام، وذلك لعلاج مريض كان يعاني من سكتة دماغية نزفية.
وبعد تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في هذه الدولة الواقعة في منطقة القرن الإفريقي في آذار/مارس، ذكرت ليبانوس أنها سرعان ما تعلمت هي وزملاؤها كيفية استخدام أجهزة التنفس الصناعي التي يمكنها زيادة مستويات الأكسجين للمرضى الذين تعجز رئتاهم عن التنفس، وقالت إنها تدربت في بادئ الأمر على دمية مطاطية شبيهة بالإنسان، ثمّ زارت العيادات للتعرف على كيفية استخدام أجهزة التنفس الصناعي في المواقف الطبية الفعلية.
فتقول لوكالة الأنباء الفرنسية: ”سأعمل على الخطوط الأمامية (لاستجابة إثيوبيا لفيروس كورونا)؛ ولذلك أحتاج إلى إجادة استخدام هذا الجهاز.“
وقال الدكتور يعقوب سيمان، المدير العام لإدارة الخدمات الطبية بوزارة الصحة الإثيوبية، لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه كان يوجد لدى إثيوبيا 450 جهاز تنفس صناعي – خصصت 54 جهازاً منهم لعلاج مرضى كورونا – عندما تفشّت الجائحة؛ علماً بأن تعداد إثيوبيا يتجاوز 100 مليون نسمة.
وصرّح السيد مايكل راينور، سفير الولايات المتحدة لدى إثيوبيا، بأن المنحة الأخيرة بأجهزة التنفس الصناعي تعزز”الالتزام الراسخ [للحكومة الأمريكية] إزاء الشعب الإثيوبي.“
كما قال راينور: ”تعتبر هذه المنحة إضافة مهمة لمليارات الدولارات من الموارد والخبرة التي استثمرها الشعب الأمريكي في المنظومة الصحية بإثيوبيا في السنوات الأخيرة؛ ويسعدني ويشرفني … تسليم هذه الأجهزة الجديدة ومواصلة العمل معاً.“
ووفقاً لإحصائيات هيئة المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فقد سجّلت إثيوبيا نحو 30,000 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا وما يزيد على 500 وفاة حتى 16 آب/أغسطس، إلّا أن وزارة الصحة الإثيوبية سجّلت ما يزيد على 9,000 إصابة جديدة خلال أسبوعين، وذلك من نهاية تمّوز/يوليو حتى مطلع آب/أغسطس.
ويخشى نفر من الإثيوبيين من تهاون المواطنين في اتخاذ تدابير الوقاية من الفيروس.
حيث قال الدكتور بنيام ووركو، الأستاذ المساعد بكلية الطب، جامعة أديس أبابا، لوكالة الأنباء الفرنسية: ”يتلاشى خوف الناس من فيروس كورونا مع الوقت، ولكن لا يبدو من المحتمل أننا نجونا منه، بل الأرجح أن الفيروس تمهّل طويلاً [قبل أن يضرب إثيوبيا] وقد انقضت هذه المهلة الآن.“
وقد أسفر هذا الوضع عن تسلل اليأس إلى قلوب بعض العاملين في القطاع الطبي في أديس أبابا، عاصمة البلاد، حيث تجوب السيارات التي تحمل مكبّرات الصوت المناطق المزدحمة بالسكان وتذيع الرسائل المسجلة لتذكير المواطنين بارتداء الكمامات وغسل اليدين باستمرار والالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي.
ويقول البعض إن المواطنين لا يكادون يستمعون إلى هذه الرسائل وسط صخب المدينة وضجيجها.
ويقول السيد ونديمو تايي، أحد موظفي التوعية الصحية بالمدينة، لوكالة الأنباء الفرنسية: ”نُوعِّي المواطنين بأهمية مراعاة هذه الاحتياطات، إلّا أن بعض الناس يضعون كماماتهم في جيوبهم ولا يرتدونها إلّا إذا رأوا فرق العمل التابعة لنا حولهم.“