عقوبات جديدة تستهدف مُموّل ” اً روسياً بسبب التدخل في شؤون السودان
أسرة ايه دي اف
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن عقوبات جديدة تستهدف المُموّل الروسي وصاحب النفوذ العالمي «يفغيني بريغوجين» الذي يُعد من الأصدقاء المقرّبين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد وجّهت وزارة الخزانة إليه تهمة قمع عملية الإصلاح الديمقراطي في السودان مقابل الحصول على موارده الطبيعية.
ويترأس بريغوجين وكالة أبحاث الإنترنت الروسية التي تتولّى نشر الأكاذيب عن طريق وسائل الإعلام الاجتماعي بالنيابة عن مؤسسات الأعمال والمصالح السياسية الروسية، وقد استهدفت الحكومة الأمريكية الأصول المادية لبريغوجين عام 2018 على خلفية محاولاته الرامية إلى التأثير على الانتخابات الأمريكية لعاميْ 2016 و2020، أمّا الآن فقد استهدفت عملياته في السودان وهونج كونج وتايلاند.
وتجدر الإشارة إلى أن بريغوجين قد تعرّض للسجن لمدة تسع سنوات في أحد السجون الروسية لاتهامه بالسرقة وعددٍ من الجرائم الأخرى؛ وقال السيد ستيفن منوشين، وزير الخزانة الأمريكي، إن بريغوجين متهم بالسعي إلى ”استغلال الموارد الطبيعية للسودان لتحقيق مكاسب شخصية ونشر المعلومات المؤثرة والهدّامة في أرجاء العالم، ولا تزال الولايات المتحدة على التزامها بمحاسبته هو ومن على شاكلته لكي ينعم السودان والبلدان الأخرى بحرية التصرف في شؤونهم الداخلية.“
كما يُتهم بريغوجين الذي يبلغ من العمر 59 عاماً بمحاولة مساندة الحكومة المستبدة للرئيس عمر البشير الذي تولّى حكم السودان لمدة 30 عاماً قبل الإطاحة به عام 2019؛ إذ تزعم الولايات المتحدة أن البشير كان في أثناء تولّيه حكم السودان يستغل موارده من النفط والغاز الطبيعي والمحاصيل الزراعية والذهب للحصول على المساعدات العسكرية والتعاون الاقتصادي الروسي. وقد أُدين البشير منذ الإطاحة به من الحكم بتهم فساد ومطلوب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ولا تقتصر العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على بريغوجين على رمزيتها فحسب؛ وذلك حسبما ذكره السيد سليمان بالدو الذي يعمل مستشاراً أول بمؤسسة «ذا سنتري»، وهي مؤسسة سياسية واستقصائية تتعقب الأموال المرتبطة بجرائم الحرب.
فيقول بالدو لإذاعة «صوت أمريكا»: ”ثمة تأثير كبير على سمعة … أي كيان تفرض الولايات المتحدة عقوبات عليه؛ لأنه يؤدي إلى تجميد حسابات هذا الكيان وأصوله التي تقع في دائرة اختصاص القانون الأمريكي.“ وأضاف بالدو يقول: ”إلّا أنه يؤدي أيضاً إلى شطب هذا الكيان من قوائم المؤسسات المالية الدولية ويمنع الشركات العالمية من التعامل مع شركة فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليها؛ لأنهم يمكن أن يتعرضوا لعواقب معينة بموجب القوانين الأمريكية.“
وقد حذّر المراقبون على مدار العام الماضي من أن بريغوجين قد يستغل شركة «إم-إنڤست» الروسية لعرقلة انتقال السودان على يد المدنيين إلى الحكم الديمقراطي؛ ويقول المسؤولون الأمريكيون إن إم-إنڤست ما هي إلّا غطاء لمجموعة فاغنر التي ساعدت البشير على قمع المحتجّين عن طريق حملات التضليل والتهديد بالعنف.
وصرّح بالدو أن إم-إنڤست أشارت على البشير ”بوضع نظام متكامل من حملات التضليل لانتقاد قيادات الاحتجاجات الشعبية المنادية بالديمقراطية، كما نصحوه في ذلك الوقت بتنفيذ أحكام إعدام علنية.“
وقد اتفقت روسيا وحكومة البشير خلال القمة التي جمعتهما عام 2017 على السماح لإم-إنڤست بالتنقيب عن الذهب في السودان، وتتولّى شركة «مروي جولد» التابعة لإم-إنڤست الإشراف على تلك العمليات؛ وقد فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات أخرى على مروي جولد وكذلك اثنين من عملائها الرئيسيين.
وقال بالدو لإذاعة «صوت أمريكا» إن شركة «مروي جولد» ما زالت تعمل في قطاع التنقيب عن الذهب في السودان، وتحصل على مبالغ طائلة من السودان ”نظير خدماتها الأمنية المستمرة للجيش والمخابرات وقوات الدعم السريع السودانية، وهي عبارة عن مجموعة شبه عسكرية توازي الجيش الوطني.“
إلّا أن بالدو ذكر أنه لا يظن أن حكومة السودان الحالية ستتعاون مع ”شركة بهذه السمعة السيئة“ مثل «مروي جولد» أكثر من ذلك.
وجدير بالذكر أن بريغوجين كان يعمل من قبل على عربة لسندوتشات الهوت دوج وتمكن في نهاية الأمر من فتح مطعمٍ راقٍ، وأصبح من أصدقاء بوتين المقرّبين — إلى درجة أنه يُشار إليه بلقب ”طاهي بوتين.“ وكانت تبدو عليه أمارات عدم الاكتراث عندما سُئل عام 2018 عن اتهام الولايات المتحدة له بالتدخل في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها عام 2016.
حيث أفادت صحيفة «الجارديان» أنه قال: ”لا أشعر بخيبة أمل على الإطلاق؛ فإن أرادوا أن يفتحوا على أنفسهم أبواب الجحيم، فليفعلوا.“
التعليقات مغلقة.