أسرة ايه دي اف
أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن تبرعات للصومال بقيمة 7 مليون دولار لمساعدته على التصدي للتهديدات التي تواجهه من اتجاهات شتى؛ إذ يعمل الصومال على التصدي لتفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) بالإضافة إلى مكافحة أسراب الجراد الضخمة التي تهدد المحاصيل والحيوانات وسبل الرزق لمئات الآلاف من المواطنين.
وذكر فرع الوكالة الأمريكية بالصومال على تويتر أن هذا المبلغ سيُستخدم في المقام الأول لتوفير ”التجهيزات اللازمة لتطوير شبكات المياه والصرف الصحي.“
وقد سجّل الصومال نحو 2,000 حالة مصابة بمرض كوفيد-19 الذي يتسبب فيه فيروس كورونا المستجد ونحو 80 حالة وفاة؛ وكان السيد خليف مؤمن توهو، وزير العدل بولاية هيرشابيل الواقعة في جنوب وسط الصومال من أول الحالات التي تُوفيت بالصومال إثر إصابته بفيروس كورونا.
كما تبرّعت السفارة الأمريكية في مقديشو، عن طريق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بعدد 350 سريراً للمستشفيات وعدد 500 مفرش للأسرّة لمساعدة الصومال، وذهبت الأسرّة والمفروشات إلى وحدات العناية المركزّة بمستشفى دي مارتينو ومراكز العزل الصحي في مقديشو والمناطق الأخرى.
وقالت الدكتورة فوزية أبيكار نور، وزيرة الصحة بالصومال:”أصبح بوسعنا بفضل هذا الكرم والسخاء إنقاذ أرواح المواطنين، ويؤهلنا لمكافحة فيروس كورونا المعدي على نحو أفضل، وينبغي علينا جميعاً لمكافحة هذا الوباء أن نستمر في وقاية أنفسنا باتباع الإرشادات الصحية، ومراعاة إجراءات التباعد الاجتماعي، والحرص على النظافة.“
وعلاوة على ذلك، فقد تبرّعت السفارة الأمريكية بأجهزة تكنولوجيا المعلومات والأثاث لمختبرات الكشف عن فيروس كورونا ومراكز العزل الصحي في مدينتيْ غاروي وبوصاصو التابعتين لولاية بونتلاند الواقعة شمال شرق الصومال.
وكتب السيد أحمد نور شكري على صفحة السفارة الأمريكية على الفيسبوك يقول: ”تبذل بعثة الولايات المتحدة بالصومال قصارى جهدها، إذ تُعد هذه هي المرة الثانية التي تدعم فيها الصومال لمكافحة فيروس كورونا، وإننا نقدّر المساهمات الكبيرة التي نتلقاها من البعثة، ونشكركم على سخاء كرمكم، وعظيم جهودكم، وقوة حضوركم.“
يُعد هذا الوقت بالنسبة لعدد كبير من الصوماليين أسوأ الأوقات لتفشي فيروس كورونا، إذ يناضل الصومال في الوقت الراهن لمكافحة أكبر أسراب الجراد التي تغزو البلاد منذ عقود.
وجدير بالذكر أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد استجابت لتفشي الجراد في الصومال وإثيوبيا وكينيا بتخصيص مبلغ 19 مليون دولار لتعزيز جهود مكافحة الآفات أرضاً وجواً، وتدريب العاملين على مكافحة الآفات، وشراء مستلزمات الوقاية منها. وكان الصومال الذي يعاني من نقص الغذاء بالفعل أول بلد بالمنطقة يفرض حالة الطوارئ الوطنية بسبب تفشي الجراد.
وذكر السيد سعيد حسين عيد، وزير الزراعة بالصومال، لشبكة «صوت أمريكا» أن الوزارة خصصت جزءاً من هذا المبلغ لتمويل إحدى العمليات التي تستخدم طائرات الهليكوبتر لرش أسراب الجراد بمبيد حشري عضوي حيوي.
فيقول عيد: ”كنا من قبل نقوم بأعمال الرش باليد وبالأجهزة التي تحملها المركبات، ولكننا أدركنا أن هذا لا يكفي لمكافحة الآفات والحيلولة دون تدمير المراعي والأراضي الزراعية.“
هذا، وقد بدأت أسراب الجراد في غزو الصومال بعدما وفرّت لها موجة من الأمطار الغزيرة في نهاية 2019 الظروف المواتية لتكاثرها، ويُعد الجراد نوعاً من حشرة الجندب، ويمكنها أن تقطع مسافة 160 كيلومتراً في اليوم، وتأكل مختلف أنواع النباتات التي تمر عليها، وتتصف أسراب الجراد بأنها غير منتظمة في حركتها — ولئن كانت تقضي على الأخضر واليابس — ويمكن أن يوجد بها أعداد هائلة من الجراد تجبر الطائرة على تغيير مسارها.
”يحفل سجلي المهني بخبرات كبيرة في مجال مكافحة الجراد، إلّا أن هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها أسراباً بهذا الحجم الهائل.“ جاء ذلك في تصريح للسيد ميهاري تيسفايوهانيز، مدير قسم المعلومات والتنبؤ بمنظمة مكافحة الجراد الصحراوي لشرق إفريقيا، لموقع «فوكس» الأمريكي.