أسرة إيه دي اف
تُعد نعمة البصر من أعظم النعم التي لا تُقدر بثمن، ولكن مما يؤسف له أن مجال العناية بالعين ينقصه التمويل الكافي في أماكن كثيرة في العالم؛ حيث يوجد في العالم ما يزيد على 2.5 مليار إنسان يعانون من إعاقات بصرية يمكن معالجتها بالنظارات.
ولذلك عندما تعاون الجيش الأمريكي مع القوة المشتركة لبلدان المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل في مالي لمساعدة المدنيين في هذه الدولة الواقعة غرب إفريقيا، أجمعا على أن مجال العناية بالعين يمثل خير بداية.
ففي شباط/فبراير 2020، قامت شعبة الدعم العسكري المدني بالجيش الأمريكي بالتعاون مع وحدة التعاون العسكري المدني لبلدان المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل بتقديم استشارات طبية وفحوص للعين، وقاما في النهاية بتوزيع نحو 500 نظارة على أهالي حي بدالابوجو في العاصمة باماكو.
وقال السيد أمادو أوتارا، عمدة كميونة 5 في باماكو، خلال الاحتفالية التي أُقيمت للإعلان عن المنحة: ”إن هذه المنحة من النظارات ستظل لفترة طويلة في ذاكرة المجتمع؛ لأن هذه هي المرة الأولى التي يتلقى فيها الأهالي هنا مثل هذه النوعية من التبرعات.“
وجدير بالذكر أن القوة المشتركة لبلدان المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل تتشكل من سبع كتائب تنتشر في كلٍ من بوركينا فاسو، وتشاد، ومالي، وموريتانيا، والنيجر. وتسعى القوة إلى القضاء على الجماعات المتطرفة وتجّار المخدرات في المنطقة وإرساء دعائم التنمية الاقتصادية.
ولذلك تُعد عمليات دعم أهالي منطقة الساحل، لا سيما أهالي المناطق الريفية والمعزولة، من الأهمية بمكان لمهمة بلدان المجموعة الخماسية. فيقول المقدم مباي ريسيم ماثيو من القوة المشتركة لبلدان المجموعة الخماسية خلال الاحتفالية التي أُقيمت في 27 شباط/فبراير: ”توجد خلية مختصّة بالأعمال العسكرية المدنية، وتوجد الخلايا التي تتواصل مع الأهالي، وتقف على احتياجاتهم، وتنقلها إلى قيادة بلدان المجموعة الخماسية، وتتولى هذه الخلايا أيضاً مهمة التعاون مع مختلف الشركاء.“
وقد تحمّلت مالي ثمانية أعوام من عدم الاستقرار منذ الأزمة التي وقعت عام 2012 وتركت ما يزيد على نصف البلاد في أيدي تحالف من جماعات التطرف العنيف وطوائف عرقية من الطوارق. وسعت القوات المسلحة المالية منذ ذلك الوقت إلى إعادة السيطرة على شمالي البلاد وتحسين صورتها في أعين المدنيين. وكان العام المنصرم من أكثر الأعوام التي أُريقت فيها الدماء في تاريخ مالي، إذ قامت الجماعات المتطرفة بتكثيف هجماتها واشتد العنف الطائفي، مما أسفر عن مقتل آلاف من المواطنين.
وقال السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في إحاطة موجزة لمجلس الأمن: ”ما تزال الأزمات التي تتعدد وجوهها في مالي ومنطقة الساحل تتسبب في أضرار جسيمة لأهالي المنطقة، وما تزال الجماعات الإرهابية والتشكيلات العصابية توسّع نطاق أنشطتها وتستغل التوترات القائمة منذ أمد طويل بين الطوائف المختلفة.“
وتنظر الولايات المتحدة إلى الجهود المبذولة مثل قافلة العيون على أنها استثمارات صغيرة نسبياً ولكنها عظيمة الأثر.
فتقول السيدة سيلفيا إيريز القائمة بأعمال السفارة الأمريكية:”تتعاون البرامج العسكرية المدنية الأمريكية مع شركائنا الماليين والإقليميين لتعزيز الأمن والاستقرار والرخاء في مالي والمنطقة من خلال إقامة علاقات طيبة مع السكان المحليين، وتُعد الخدمات والتبرعات التي قدمناها هنا اليوم والكثير من البرامج الإنسانية التي يقدمها الجيش الأمريكي على مدار أعوام ما هي إلّا جانب من جوانب التعاون القوي والمستمر بين الجيش الأمريكي، وحكومة مالي، والقوة المشتركة لبلدان المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل.“