السنغال تبتكر اختباراً زهيد التكلفة لفيروس كورونا الكوفيد - 19 بواسطة ADF آخر تحديث مايو 19, 2020 شارك أسرة ايه دي اف ما تزال السنغال تخطو خطوات جادة في مجال مكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، إذ شرع الباحثون في إجراء التجارب الفعلية للتحقق من فعالية اختبار يمكن إجراؤه بالمنزل لتشخيص الفيروس؛ ومن المتوقع أن يكون هذا الاختبار عبارة عن عينة دم مأخوذة من الأصابع، ولا تستغرق نتائجه إلّا 10 دقائق، ولا يكلف إلّا دولاراً واحداً. والحق أن السنغال تتبنى نهجاً جاداً في تعاملها مع الفيروس، إذ كانت أول دولة تغلق مدارسها بمنطقة جنوب الصحراء الكبرى. وذكرت «الجزيرة» أن السنغال تتعاون مع علماء من المملكة المتحدة لتصنيع اختبارات في السنغال والمملكة المتحدة، وسيتم توزيع هذه الاختبارات إذا ثبتت فعاليتها في مختلف بلدان إفريقيا بحلول حزيران/يونيو 2020. ويتصدر هذا المشروع في السنغال «معهد باستور بداكار»، وهو مركز بحثي يعمل على مكافحة الأمراض منذ ما يربو على قرن من الزمان، وقد عمل المعهد من قبل على تصنيع لقاحات الحمى الصفراء وحمى الضنك؛ وسيتم تصنيع الاختبارات بمنشأة «دياتروبيكس» الجديدة بالسنغال. وقال الدكتور أمادو سال، رئيس معهد باستور، للجزيرة: ”لا حاجة إلى مختبر مجهز بأحدث الأجهزة؛ فهذا اختبار بسيط يمكن إجراؤه في أي مكان؛ ونهدف إلى المبادرة بإنتاج عدد يتراوح من 2 إلى 4 ملايين اختبار، نستفيد منها نحن ومختلف البلدان الإفريقية الأخرى، بحيث يمكننا الكشف المبكر عن الحالات المصابة وعزلها سريعاً.“ وتذكر إذاعة «بابليك راديو إنترناشونال» الأمريكية أن المعهد يعمل بالتعاون مع إحدى شركات التكنولوجيا الحيوية تُسمّى «مولوجيك»، إذ يعملان معاً على نوعين من الاختبارات، أولهما عينات اللعاب للأشخاص الذين يعتقدون أنهم مصابون بالفيروس، وثانيهما عينات الدم المأخوذة من الأصابع للأشخاص الذين يريدون أن يعرفوا ما إذا كانوا قد تعرضوا من قبل للفيروس. وجدير بالذكر أن نحو 60% من منطقة جنوب الصحراء الكبرى مناطق ريفية؛ ولذلك يشكّل الوصول إلى المواطنين الذي يعيشون بالمناطق الريفية النائية واحداً من أبرز التحديات التي تحول دون إجراء الفحوصات الطبية على نطاق واسع في إفريقيا. فيقول سال لإذاعة بابليك راديو: ”يُعد هذا مزيَّة رائعة في السياق الإفريقي، إذ يتعذر الوصول إلى سكان المناطق النائية، علاوة على أن المختبرات غير مجهزة.“ هذا، وقد ساعد الفريق السنغالي منظمة الصحة العالمية في مكافحة وباء الإيبولا بالمنطقة في الفترة من 2014 إلى 2016، وكان واحداً من بين أول مختبريْن بالقارة يتمكنان من اكتشاف فيروس كورونا بعد فحص العينات التي استقدماها من بلدان أخرى، ويوجد الآن بثلاثة وأربعين دولة إفريقية من أصل 54 دولة وسائل لتشخيص الفيروس. ويقول الباحثون إن منشأة داكار ستكون قادرة مبدئياً على إنتاج 4 ملايين اختبار سنوياً، وتجري مباحثات في الوقت الراهن لإنشاء منشآت جديدة للإنتاج بمناطق أخرى بالقارة. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن ما يزيد على 200 شركة تعمل على تصنيع اختبارات سريعة النتائج كهذا الاختبار، وتتعقب مؤسسة وسائل التشخيص المبتكرة الجديدة بجينيف التقدم الذي تحرزه هذه الشركات، ولم يتوفر بأي من هذه الاختبارات حتى الآن المعايير الدولية الخاصة بفترة الصلاحية والدقة. أمّا الآن فيستغرق الكشف عن الفيروس ساعات في المختبرات المجهزة بأحدث الأجهزة والإمكانيات، وما تزال فترات الانتظار المطولة لنتائج الاختبارات تقلق السلطات الصحية.
التعليقات مغلقة.